شئ للوطن.. م.صلاح غريبة يكتب: قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي: ضرورة ملحة لمستقبل الإعلاميين السودانيين

Ghariba2013@gmail.com
تستعد مدينة العلمين المصرية لاستضافة حدث إعلامي مهم هو النسخة الثانية من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي، والتي تنظمها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. تحت شعار “إعلام مبتكر.. أعمال رائدة”، تسعى القمة لتمكين الشباب من مواكبة التحولات الجذرية في صناعة الإعلام، خصوصًا مع الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي.
تأتي القمة في وقت حاسم، حيث يتغير المشهد الإعلامي العالمي بسرعة مذهلة. لم يعد الإعلام مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح قوة مؤثرة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة. وكما أوضح الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين بجمهورية مصر العربية، فإن القوة الحقيقية اليوم تكمن في المعرفة والتطور التكنولوجي.
تهدف القمة إلى سد الفجوة بين الأجيال التقليدية في الإعلام والجيل الشاب الذي يمتلك القدرة على التفاعل مع أدوات العصر الحديث. ستجمع القمة بين رواد الإعلام، وصناع المحتوى، والمبدعين، والشباب الطموح، لتبادل الخبرات ومناقشة محاور حيوية مثل الذكاء الاصطناعي في الإعلام، الأمن الرقمي، وتأثير التكنولوجيا على كتابة المحتوى.
إنها فرصة ذهبية للشباب العربي لتقديم أنفسهم للعالم، وإثبات أنهم قادرون على المشاركة بفاعلية في صناعة مستقبل الإعلام، ليس فقط كمستهلكين للتكنولوجيا، بل كصناع ومبدعين.
في ظل الظروف الراهنة، يمر السودان بفترة صعبة تلقي بظلالها على كافة القطاعات، بما في ذلك الإعلام. وقد أدت هذه الأزمة إلى نزوح أعداد كبيرة من الشباب السوداني، بينهم إعلاميون وصحفيون، إلى دول الجوار، وعلى رأسها مصر.
لذلك، تعد مشاركة شباب الإعلاميين السودانيين المقيمين في مصر في هذه القمة ليست مجرد فرصة، بل ضرورة حتمية. إنهم يمتلكون رؤية فريدة وتجارب غنية، فهم شهود على أحداث تاريخية غيرت وجه بلادهم. هذه التجارب يمكن أن تثري نقاشات القمة وتضيف بعدًا إنسانيًا وعمليًا لمناقشة تحديات التغطية الإعلامية، خاصة في أوقات الأزمات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تواجدهم في القمة سيعود عليهم بفوائد جمة ومنها اكتساب المعرفة والمهارات، حيث يتعلمون عن أحدث التقنيات في صناعة الإعلام، مثل الذكاء الاصطناعي، وكيفية استخدامها في إنتاج محتوى مبتكر وفعّال، ثم مجالات التواصل وبناء العلاقات. ستوفر القمة لهم منصة للتواصل مع نظرائهم من الشباب العربي، وكذلك مع الخبراء والمستثمرين، مما يمكن أن يفتح لهم آفاقًا جديدة في مسيرتهم المهنية، وتساعدهم القمة على دعم وصقل مهاراتهم وقدراتهم الإعلامية، وتمكينهم من استخدام الإعلام كأداة لإيصال صوتهم وصوت بلادهم إلى العالم بطرق عصرية ومؤثرة.
وكما قال الدكتور طارق سعدة، فإن الأمة تعقد آمالًا كبيرة على الشباب العربي. ومن هذا المنطلق، يجب أن يكون شباب الإعلاميين السودانيين جزءًا فاعلًا من هذه الآمال. إن مشاركتهم ستكون بمثابة رسالة قوية على أنهم لم يتخلوا عن طموحاتهم، وأنهم قادرون على الإضافة إلى الحضارة العربية، ليس فقط بالحفاظ عليها، بل بالمساهمة في صناعة مستقبلها المشرق.