مقال

على كل.. محمد عبد القادر يكتب: الجنرال ميرغني إدريس .. منظومة (جغم) الجنجويد

الاثنين المنصرم ،أعلن مسوؤل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، عقوبات جديدة على شخصيات من القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع المتمردة، (من باب ادعاء الحياد بالطبع)، إذ ليس هنالك أي مسوغ للمساواة بين قيادات في جيش نظامي وشرذمة متمردين على الدولة من عناصر المليشيا المجرمة رغم انتهاكاتهم الموثقة وتمردهم على سلطة الجيش والدولة. ما يهمنا في الخبر بالطبع وليس العقوبات المُغرضة (عديمة الجدوى)، إنّها طالت الفريق أول ميرغني إدريس مدير منظومة الصناعات الدفاعية، وقائد القوات الجوية السوداني الفريق ركن طيار الطاهر محمد العوض!
وما يُثير الاستغراب أنّها تزامنت مع حملة شعواء ظلت تديرها غرف (القحتجنجويد)، وللأسف فإنها استهوت وسار بها بعض النشطاء منزوعي الوطنية ضد جنرال الصناعات الدفاعية ميرغني إدريس تحديداً، الرجل صاحب السهم الوافر في معركة الكرامة، وأحد أبطالها الذين سيذكرهم التاريخ، وهو يحقق عبر منظومته كفاية السودان من الأسلحة والذخائر والدبابات والقنابل الذكية والمُسيّرات التي أعملت (قتلاً وفتكاً وجغماً) في الجنجويد، وجعلت كلمة الجيش هي العليا في حرب مفتوحة تستهدف محو السودان من خارطة الوجود.
ما ضر الجنرال ميرغني إدريس، العقوبات الأوروبية التي تعتبر نوط جدارة للرجل، يؤكد على أنّ قنابل منظومته الذكية، وصواريخها المُوجّهة ودباباتها وطائراتها المصنعة محلياً من مجمع صافات قد أوجعت المليشيا وداعميها، وأحبطت مخطط قلب الحكم، ومحو بلادنا من الوجود.
لو أدركوا أن هذه العقوبات تمثل تكريماً لميرغني ومنظومته لما أصدروها، إذ أنها تحمل إقراراً بدور متقدم ينشده كل وطني غيور على وطنه وشعبه، فطوبى للجنرال هذا التمييز وسيظل اسمه يقلق مضاجع المليشيا التي أوجعها ضرب المنظومة وهي تجندل منتسبيها وتوردهم الهلاك في كل رقعة حاولوا العبث بأمنها واستقرارها.
كاتب هذه الأسطر لم يتشرف حتى الآن بلقاء الجنرال ميرغني إدريس، رغم وجوده في المشهد الصحفي قرابة الثلاثين عاماً، صحفياً محترفاً ورئيساً لتحرير عدد من أكبر الصحف، لكنني التقيته في سيرة منظومة الصناعات الدفاعية، وعلمت عنه من متابعة سيرة مشرقة في التأسيس والبناء لهذه المنظومة التي مازالت تقدم للقوات المسلحة وتضعه في مرتبة متقدمة بين جيوش أفريقيا والعالم العربي، والتقيته من خلال صبره على حملات التشويه والتجريح التي ظلّ يترفع عنها بطرائق تؤكد فعلاً انه من الكبار الجديرين بالتقدير والاحترام.
مازلت أرى أنّ منظومة الصناعات الدفاعية واحدة من أكبر منجزات الشعب السوداني، وإحدى العلامات الفارقة والبارزة في مسيرة البناء والتنمية في السودان، والقبلة الصناعية التي تهوي إليها أفئدة السودانيين كلما بحثوا عن الإحساس بالمجد والفخار، والكتيبة المتقدمة في خنادق البناء الوطني الباعث على الإحساس بقيمة ان تكون سودانياً صميماً تعيش فى وطن قادر على توفير ما يحفظ أمنه وعزته من الصناعات الدفاعية.
لن يكافئ السودانيون، الفريق ميرغني إدريس وأمثاله مهما تباروا فى إظهار الوفاء، فالاكتفاء من السلاح فى إدارة المعركة المفتوحة وتوفيره على النحو الذي يقضي على أحلام وطموحات المليشيا ما كان سيتأتى لولا وجود الرجل وتفانيه فى خدمة الجيش، وحب الوطن، ولكم تخيّلت أن التمرد اندلع والسودان بدون منظومة صناعات دفاعية، صدقوني ما كنا سنتمكّن من الحفاظ على البلد فى غياب هذه المنشأة الوطنية ورجالها الأوفياء الخُلّص بقيادة الفريق أول ميرغني إدريس.
لا أعتقد أنّ الوقت مناسب لانتقاد ميرغني إدريس، حتى إن كان من يفعلون ذلك أصحاب أجندة بريئة، فمن غير المنطق استهداف الجنرالات الذين يقفون فى صفوف المقدمة، بينما الحرب والمعارك على أشدها، فالاستهداف الأوروبي حرّر شهادة وطنية للرجل وجعله فى مصاف الموجعين المؤثرين الذين لعبوا دوراً كبيراً ومقدراً فى كسر شوكة الجنجويد، وتشييع أحلامهم فى استلام السودان إلى مثواها الأخير، سينتبه السودانيون إلى بلاء الرجل وفراسته كلما ضاقت باسم صدور الحاقدين والمتربصين بأمن واستقرار السودان.
نعم مازلت على رأيي (إن كان هنالك ثمة تحية مستحقة خلال أحداث الحرب التي يخوضها جيشنا الباسل ضد المُتمرِّدين المُرتزقة فى الخرطوم، فإنها لـ(منظومة الصناعات الدفاعية)، التي جعلت انتصارات قواتنا المسلحة ممكنة وهي توفر عدة وعتاد الحرب دون أن تُكلِّف بلادنا عناء استيراده من الخارج، وأن على السودانيين أن يفخروا بأن الطائرات المُسيّرة التي أنهكت قدرات المارقين، وجعلت حربه ضد العدو (مطر بدون براق)، صناعة سودانية خالصة مثلها مثل الصواريخ والآليات الثقيلة والدبابات، وليطمئن شعبي الكريم أن جيشنا الباسل لم يضطر لاستيراد ذخيرة لكل أسلحته المُستخدمة فى الميدان، فكل الحمم التي أصلت العدو ناراً هي (صناعة وطنية) جهّزها خبراء سودانيون (لحماً ودماً) بفضل منظومة الصناعات الدفاعية وربانها رائد (منظومة جغم الجنجويد الفريق أول ميرغني إدريس).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *