يمور جوف الساحة السياسية وغير السياسية هذه الأيام بفوضى ترشيحات رئيس الوزراء لاستكمال ما تبقى من الفترة الانتقالية، واصبح الأمر عبارة عن سوق كل يروج لمرشحه وقد اتخذ كل راغب للرئاسة لنفسه غرفة إعلام تسوق وتروج له كيفما يحلو له.
مؤسف حقا ان يصل حال البلاد لهذه الفوضى الخلاقة التي جعلت من المناصب سوقا رائجا لكل من هب ودب ورصيد بعضهم لا يرقى لوزير ناهيك عن رئيس وزراء، لكن لا غرو في ذلك طالما ان الباب ترك مفتوحا من السيد رئيس مجلس السيادة والسادة في بقية المكونات السياسية التي اراحت في الآونة الأخيرة العسكر وتفرغت للصراع فيما بينها وهي بجهل منها أو بقصد تمنح الشركاء القدامى حكام اليوم فسحة لأطول فترة حكم ممكنة قبيل ان تنقض عليها وتنهي أجلها بتكوين حكومة تصريف أعمال تدير الأمر ريثما تعد العدة للانتخابات، وبحسب الشواهد الماثلة نخشى عليكم ان يكون لابد مما ليس منه بد وعلى ايديكم انتم.
السيد رئيس مجلس السيادة منحكم فرصة ومنحنا كذلك بحسبان اننا سنرتاح قليلا من (اللت والعجن) على كافة الصعد ولو بنسبة متوسطة، وتاكيدا لمصداقية الأمر عاد السيد النائب واعاد نفس الحديث.
وكالعادة أثار حديث البرهان لغطا وبعد التدارس حوله قللوا من قيمته ومصداقيته، وهو ما حدث ببيان حميدتي عندما قبلت به مجموعة وهاجمتها اخرى من لدنها..إذن الأمر السائد الآن بين الشركاء المدنيين هو التشاكس ولا شيء غيره ويتمدد يوم عن يوم وتزيد الشقة وهو ما سينسف بفرصة رئيس السيادي التي من ضمن ما قيل عنها ان البرهان يعلم أنهم لن يتفقوا ( طيب اها وبعدين ..دي يحلوها كيف؟!).
ما قال به البرهان وما علقت به الحرية والتغيير بمثابة تحدي كان على قحت القبول به وتتماسك بمن وضع يده على يد بعض ولا عزاء لمن نفر وتمترس عند مواقف لن تتحقق.
استغرب لبعض مكونات قوى الحرية والتغيير التي تقدم بعض التنازلات أو تقبل ببعض النقاط المشروطة، استغرب كيف لها ان تتخوف من بعض رفاقها ومناوشتهم لها عند كل قول وفعل. ونتساءل ترى هل مواقفهم هذه شخصية وحزبية أم من أجل انقاذ وضع البلاد والمواطن المغدور به من كل الأطراف؟ فإن كانت الأخيرة فليثبتوا ولا يلتفوا خلفهم طالما انه موقف وطني بعيدا عن السياسة فإن كانت الاغلبية تتحدث عن الخوف من انزلاق البلاد الى الفوضى وغير ذلك لم لا تتمسكوا بمواقف مشرفة يسجلها لكم التاريخ بمنأى عن الكيد السياسي.
الأستاذ محمد الفكي وبما يشبه قبول التحدي أعلن عن إختيار رئيس وزراء وتشكيل حكومة خلال اسبوعين، وبالرغم مما وجده من هجوم وتكذيب من حاضنته السياسية واي كانت دوافعه برأيى انه تصريح موفق وشجاع وبدلا من ان يهاجمه رفاقه كان الأولى الالتفاف حول طرحه والاعتكاف على تنفيذ ما قال به في ظرف اسبوعين بدلا من المماحكات والمطاولات والتشاكس الذي لن ينتهي طالما تتبعونه، وفي هذه الحالة ستضربون الحزب الشيوعي الذي وبعد ان بلغ من الكبر عتيا ما زال يمارس النوق و المراهقة السياسية هو ومن لف لفه من مثيري الفتن ومحركي الشارع، فإن اتفقت قحت ومضت دون ان تلفت خلفها فإن الذين يحركون الشارع الذي انحسر بقحت أو بدونها ( حيتعبوا ويهمدوا تدريجيا) فالمواطن كما وطن نفسه على خيبات الحكومات وطنها كذلك على متاريس الشوارع وتعايش معها، وطال الزمن أو قصر ومهما توالت المظاهرات وكثرت أو قلت فلن تسقط حكومة لا ينحاز لها إلجيش هذا أمر بديهي.
رسالة اخيرة في بريد السيد رئيس المجلس السيادي الانتقالي قبول اي مبادرة لا توافق عليها قوى الحرية والتغيير لن تنهى الحراك والفوضى وطالما تركت لهم الحبل على الغارب فامنحهم فرصة اخيرة ، كلنا نعلم ان اي فرض أمر اطرافه معلومة لن ينهي المشهد اطلاقا وسينحرف بالسودان أكثر حتى يقع في المحظور. لابد من اشراكهم وضمان موافقتهم
حقيقه