المقالات

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب : الحاجة إلى بطل..!

.
.

منى أبوزيد

*

*”الموت في المشهد السياسي السوداني كان وما يزال علامة فارقة في تاريخ حركات التمرد، من تعريب الأسماء إلى تصريف الأفعال”.. الكاتبة..!*

وفي دارفور بلغ عدد الحركات المنشقة عن حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان أو المستقلة عنهما – بحسب بعض المصادر – نحو حركة (٨٤) حركة، وبعد اندلاع هذه الحرب تعرضت حركة العدل والمساواة لانقسام مجموعة من قادتها بقيادة أمينها السياسي سليمان صندل بعد اختلاف المواقف الشخصية لكل مجموعة من أطراف هذه الحرب ..!

بعض المصادر تقول إن عدد المليشيات المسلحة في السودان قد ارتفع إلى مائة حركة بين مناطق الغرب والوسط والشمال والشرق، منذ اندلاع هذه الحرب، لكن القاسم المشترك في ثقافة الانتماء بين كل هذه الحركات كان ولا يزال هو تفوق الولاء للقادة على الولاء للقضايا..!

ربما لذلك ما تزال حكاية بقاء حميدتي على قيد الحياة أو تأكيد موته هي الحدث الأكثر غموضاً في هذه الحرب التي تشهد حلول النصف الثاني من عامها الثاني..!

فالذين يقولون بموته يؤكدون أن السبب في إخفاء قيادة المليشيا لهذا الأمر هو الخوف من انفراط عقد الأوباش المرتزقة الذين يلقبونه بالأمير، ويركبون جرائمهم تحت رايته، فإن مات أو قتل انقلبوا على أعقابهم وتمردوا على ورثته في القيادة..!

 
الموت الذي هو في المنهج الصوفي ليس نهاية بقدر ما هو تغيير مكان وتبديل وجود، والذي هو في تاريخ التمرد العسكري لا يقدم أو يؤخر شيئاً في خطوات مشوار استراتيجي مرسوم سلفاً – في ظل قناعات جامعة لا تقبل القسمة على قائد واحد – هو بحسب أعراف حركات التمرد في السودان منعطف تاريخي يتمخض دوماً عن تعديل منهجي أو تغيير جذري يُعوِّل في نهوضه بالحُجَّة على شخصنة الولاء..!

عقلية أتباع حركات التمرد في السودان – والتي كانت تبدو أقرب إلى روح القطيع منها إلى وحدة القناعات – هي التي كانت تفرض الموت دوماً كمنعطف. موت جون قرنق – مثلاً – كان علامة فارقة في منهجية القرارات السياسية للحركة الشعبية وفي طبيعة الأدوار والفرص القيادية داخلها ..!

فالمكاسب الشعبية التي تحرزها حركات التمرد لخدمة أجندتها ما تزال مقرونة بكاريزما القائد الملهم، ونجاحه في المحافظة على حماسة الأتباع والموالين ..! 

مقتل القادة في ثقافة حركات التمرد إذن باب موارب على احتمالات شتى، من نجاح الورثة في إكمال المسيرة إلى انهزام الفكرة بفعل عوامل التعرية السياسية والاجتماعية. لكن المصائر دوماً تبقى مرهونة بأسباب ومبررات التمرد نفسه ..!

 
مكمن قوة العنصرية القبلية في السودان والسبب في ضعفها – أيضاً – هو إمكانية “شخصنة” الولاء لقضايا التمرد ومسوغات النزاعات والحروب، بحيث يسهل تبديل الأفكار من خلال تغيير القادة ..!

وكما غيَّر مقتل جون قرنق خارطة طريق الحركة الشعبية فقد كان من الممكن لتأكيد خبر موت حميدتي أن يحذف جملاً فعلية كثيرة في أهوال هذه الحرب التي بدأت بفعل ماضي مبني على الفتح الظاهر، وانتهت إلى فعل أمر مبنى

 

 .
.

*صحيفة الكرامة – منى أبوزيد*

*هناك فرق – الحاجة إلى بطل..!*

*”الموت في المشهد السياسي السوداني كان وما يزال علامة فارقة في تاريخ حركات التمرد، من تعريب الأسماء إلى تصريف الأفعال”.. الكاتبة..!*

وفي دارفور بلغ عدد الحركات المنشقة عن حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان أو المستقلة عنهما – بحسب بعض المصادر – نحو حركة (٨٤) حركة، وبعد اندلاع هذه الحرب تعرضت حركة العدل والمساواة لانقسام مجموعة من قادتها بقيادة أمينها السياسي سليمان صندل بعد اختلاف المواقف الشخصية لكل مجموعة من أطراف هذه الحرب ..!

بعض المصادر تقول إن عدد المليشيات المسلحة في السودان قد ارتفع إلى مائة حركة بين مناطق الغرب والوسط والشمال والشرق، منذ اندلاع هذه الحرب، لكن القاسم المشترك في ثقافة الانتماء بين كل هذه الحركات كان ولا يزال هو تفوق الولاء للقادة على الولاء للقضايا..!

ربما لذلك ما تزال حكاية بقاء حميدتي على قيد الحياة أو تأكيد موته هي الحدث الأكثر غموضاً في هذه الحرب التي تشهد حلول النصف الثاني من عامها الثاني..!

فالذين يقولون بموته يؤكدون أن السبب في إخفاء قيادة المليشيا لهذا الأمر هو الخوف من انفراط عقد الأوباش المرتزقة الذين يلقبونه بالأمير، ويركبون جرائمهم تحت رايته، فإن مات أو قتل انقلبوا على أعقابهم وتمردوا على ورثته في القيادة..!

 
الموت الذي هو في المنهج الصوفي ليس نهاية بقدر ما هو تغيير مكان وتبديل وجود، والذي هو في تاريخ التمرد العسكري لا يقدم أو يؤخر شيئاً في خطوات مشوار استراتيجي مرسوم سلفاً – في ظل قناعات جامعة لا تقبل القسمة على قائد واحد – هو بحسب أعراف حركات التمرد في السودان منعطف تاريخي يتمخض دوماً عن تعديل منهجي أو تغيير جذري يُعوِّل في نهوضه بالحُجَّة على شخصنة الولاء..!

عقلية أتباع حركات التمرد في السودان – والتي كانت تبدو أقرب إلى روح القطيع منها إلى وحدة القناعات – هي التي كانت تفرض الموت دوماً كمنعطف. موت جون قرنق – مثلاً – كان علامة فارقة في منهجية القرارات السياسية للحركة الشعبية وفي طبيعة الأدوار والفرص القيادية داخلها ..!

فالمكاسب الشعبية التي تحرزها حركات التمرد لخدمة أجندتها ما تزال مقرونة بكاريزما القائد الملهم، ونجاحه في المحافظة على حماسة الأتباع والموالين ..! 

مقتل القادة في ثقافة حركات التمرد إذن باب موارب على احتمالات شتى، من نجاح الورثة في إكمال المسيرة إلى انهزام الفكرة بفعل عوامل التعرية السياسية والاجتماعية. لكن المصائر دوماً تبقى مرهونة بأسباب ومبررات التمرد نفسه ..!

 
مكمن قوة العنصرية القبلية في السودان والسبب في ضعفها – أيضاً – هو إمكانية “شخصنة” الولاء لقضايا التمرد ومسوغات النزاعات والحروب، بحيث يسهل تبديل الأفكار من خلال تغيير القادة ..!

وكما غيَّر مقتل جون قرنق خارطة طريق الحركة الشعبية فقد كان من الممكن لتأكيد خبر موت حميدتي أن يحذف جملاً فعلية كثيرة في أهوال هذه الحرب التي بدأت بفعل ماضي مبني على الفتح الظاهر، وانتهت إلى فعل أمر مبنى على السكون!.

munaabuzaid2@gmail.com

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *