
Ghariba2013@gmail.com
يستعد المجتمع التعديني الإقليمي والدولي لانطلاق فعاليات الدورة الرابعة من منتدى مصر الدولي للتعدين (EMF) في الخامس عشر من يوليو الحالي. يُعد هذا المنتدى، الذي تستضيفه القاهرة، منصة محورية لتبادل الخبرات، وعرض أحدث التقنيات، ومناقشة التحديات والفرص في قطاع التعدين. وفي خضم هذه الفعاليات الهامة، تبرز ضرورة قصوى لمشاركة السودان بفعالية وكثافة في هذا المعرض والمنتدى.
يمتلك السودان إمكانيات تعدينية هائلة وغير مستغلة بالكامل. فبجانب الذهب، الذي يُعد من أهم موارده التعدينية، تزخر الأراضي السودانية بكميات ضخمة من المعادن الأخرى مثل الحديد، النحاس، الكروم، المنجنيز، واليورانيوم، بالإضافة إلى الأحجار الكريمة. هذه الثروة الكامنة يمكن أن تشكل قاطرة حقيقية للتنمية الاقتصادية في البلاد، وتوفر فرص عمل كبيرة، وتساهم في تنويع مصادر الدخل القومي بعيدًا عن الاعتماد المفرط على قطاعات محدودة.
تعد مشاركة السودان في المنتدى ضرورية من أجل جذب الاستثمار الأجنبي، سيوفر منتدى مصر الدولي للتعدين بيئة مثالية للقاء المستثمرين الدوليين وكبرى الشركات العاملة في قطاع التعدين. يحتاج السودان، في ظل الظروف الراهنة، إلى جذب رؤوس الأموال الأجنبية لتمويل المشاريع التعدينية الكبيرة التي تتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية، والتكنولوجيا، والتنقيب. يمكن للمسؤولين السودانيين عرض الفرص المتاحة، وتقديم الحوافز الاستثمارية، وبناء الثقة مع المستثمرين المحتملين.
تبادل الخبرات والمعرفة، حيث سيجمع المنتدى خبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة أحدث التطورات في مجال التعدين، بما في ذلك التقنيات الحديثة في الاستكشاف والاستخراج، الممارسات البيئية المستدامة، والإدارة الرشيدة للموارد. يمكن للمشاركين السودانيين الاستفادة بشكل كبير من هذه المعرفة لتعزيز قدراتهم الفنية والتقنية، وتطبيق أفضل الممارسات الدولية في قطاعهم التعديني.
يفتح المنتدى آفاقًا واسعة لبناء شراكات استراتيجية مع دول اقليمية ومحلية وشركات أخرى. يمكن للسودان استكشاف فرص التعاون في مجالات التدريب، وتطوير البنية التحتية، وحتى إقامة مشاريع مشتركة تساهم في تحقيق المنفعة المتبادلة.
على الرغم من التحديات التي يواجهها السودان، فإن مشاركته النشطة في محفل دولي بهذا الحجم يمكن أن تساهم في تحسين صورته الذهنية كدولة غنية بالموارد الطبيعية ولديها الرغبة في التنمية والانفتاح على العالم. كما يمكن أن تفتح هذه المشاركة قنوات حوار جديدة وفرصًا للدعم الفني والتقني من المنظمات الدولية.
لا شك أن هناك تحديات تواجه قطاع التعدين في السودان، مثل ضعف البنية التحتية في بعض المناطق، وضرورة تطوير الإطار القانوني والتنظيمي، والحاجة إلى تعزيز الشفافية ومكافحة التعدين غير القانوني. ومع ذلك، فإن هذه التحديات لا ينبغي أن تكون عائقًا أمام المشاركة الفعالة، بل يجب أن تكون حافزًا لتقديم حلول واستراتيجيات واضحة لمعالجتها.
إن مشاركة السودان في منتدى مصر الدولي للتعدين ليست مجرد حضور بروتوكولي، بل هي ضرورة استراتيجية تمليها الإمكانيات الكامنة في هذا القطاع الحيوي. يجب على الجهات المعنية في السودان أن تستثمر هذه الفرصة لتعزيز مكانتها في خارطة التعدين العالمية، وجذب الاستثمارات اللازمة، والاستفادة من الخبرات الدولية لضمان تنمية مستدامة وشاملة تعود بالنفع على الشعب السوداني.
نتطلع إلى رؤية مشاركة سودانية قوية ومؤثرة في هذا المنتدى الهام، بما يفتح آفاقًا جديدة لمستقبل التعدين في البلاد.