
تصدّرت خلال الساعات الماضية موجة واسعة من الادعاءات على منصات التواصل الاجتماعي تزعم قيام مصر بـ«طرد السودانيين»، في محاولة واضحة لإثارة الرأي العام وتمزيق النسيج التاريخي بين البلدين. وفي مواجهة هذه الحملة الممنهجة، خرج الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء أ.ح أشرف فوزي ليضع الحقائق كاملة أمام الرأي العام، كاشفاً خلفيات ما وصفه بـ«أخطر حملات التضليل الموجهة ضد مصر والسودان معاً».
وأكد اللواء فوزي أن الدولة المصرية لم تتخذ أي إجراء يمس كرامة السودانيين أو حقوقهم، بل كانت – ولا تزال – الملاذ الآمن لمئات الآلاف منهم منذ اندلاع الحرب، مشيراً إلى أن مصر تعاملهم معاملة إنسانية راقية، وتقدم لهم الخدمات الصحية والتعليمية باعتبارهم أشقاء لا ضيوفاً عابرين. وأضاف أن القاهرة تحملت أعباء ضخمة لا تتحملها دول كبرى، ما يجعل الادعاء بوجود «طرد جماعي» محض خيال يفتقر لأي أساس.
وأضاف الخبير الأمني أن توقيت إطلاق الشائعة ليس بريئاً، بل يأتي في مرحلة إقليمية حساسة تشهد محاولات متكررة لإحداث شرخ بين البلدين، موضحاً أن بعض القوى تستفيد من توتر العلاقات المصرية – السودانية، وتحاول جاهدة إظهار مصر في صورة الدولة المتشددة تجاه اللاجئين، رغم أن الواقع يقول العكس تماماً.
واستطرد اللواء أشرف فوزي قائلاً إن ما يجري يدخل في إطار «حروب المعلومات» التي تقوم على بث روايات مزيفة لضرب الثقة بين الشعوب، مؤكداً أن الشائعة أصبحت اليوم سلاحاً خطيراً وغير مكلف، لكنها ذات تأثير كبير إذا لم تُواجه بالوعي والتحقق. وشدد على أن جهات مجهولة وممولة تسعى لصناعة حالة غضب بين السودانيين والمصريين على حد سواء، رغم أن العلاقات بين الشعبين أعمق من أن تهزها منصات مغرضة.
وأوضح أن الإجراءات التي تتخذها مصر في ملف الهجرة والإقامة هي إجراءات تنظيمية طبيعية تُطبق على الجميع دون تمييز، وتهدف إلى حماية الأمن القومي والحفاظ على النظام العام، وليس لها علاقة بأي توجه عدائي تجاه السودانيين أو غيرهم.
كما أشار إلى أن العلاقات المصرية – السودانية ليست علاقات عابرة، بل علاقات وجود وعمق واستراتيجية مصيرية، وأن أي محاولة لضرب هذه الروابط ستبوء بالفشل لأن أساسها شعبي قبل أن يكون سياسياً.
واختتم اللواء فوزي حديثه بالتأكيد أن مصر ستظل الداعم الأول للشعب السوداني في أزمته، وأن حملات التشويه لن تنجح في زعزعة العلاقات الراسخة، داعياً المواطنين في البلدين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والتثبت من مصادر المعلومات، فالحقيقة – كما قال – «أقوى من أي محاولة تضليل، مهما كان حجمها أو ممولوها».











