
كادوقلي – عزة برس
تعهد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، د. جبريل إبراهيم، بالتدخل العاجل لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في مدينتي كادوقلي والدلنج بولاية جنوب كردفان، من خلال عمليات إسقاط جوي للأغذية والأدوية، في ظل الحصار الخانق المفروض على المنطقتين منذ أسابيع.
وخلال لقائه بنائب والي جنوب كردفان، عبد الرحمن دلدوم، أشار الوزير إلى أن الحكومة الاتحادية تعمل بتنسيق مشترك مع وكالات الأمم المتحدة والجهات ذات الصلة لإطلاق عمليات إسعافية عاجلة، تشمل أيضًا دعمًا نقديًا مباشرًا للسكان الأكثر تضررًا، إلى حين رفع الحصار وفتح الطرق ومسارات الإغاثة.
ويعيش سكان كادوقلي والدلنج ظروفًا إنسانية صعبة، بعد إغلاق الطرق المؤدية إلى شمال كردفان بواسطة قوات الدعم السريع بالتعاون مع جناح عبد العزيز الحلو من الحركة الشعبية، منذ أواخر يونيو 2025، الأمر الذي أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية بالكامل، وتوقف القوافل الإنسانية والتجارية.
من جانبه، أقر نائب الوالي بانهيار تام للخدمات الأساسية في المدينتين، بما في ذلك المياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية، مضيفًا أن الأوضاع بلغت مستوى “الانفجار”، في ظل غياب أي بدائل داخلية أو منافذ آمنة لإيصال المساعدات.
وتعكس هذه التطورات حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة، لا سيما بعد قمع احتجاجات نسائية شهدتها مدينة كادوقلي منتصف يوليو الماضي، حيث خرجت عشرات النساء مطالبات بتوفير الغذاء والدواء، إلا أن السلطات المحلية واجهتهن بالاعتقالات، استنادًا إلى قانون الطوارئ الذي يحظر التجمعات العامة في الولاية.
ويضع هذا الحصار آلاف المدنيين أمام شبح المجاعة والمرض، في وقت تتسارع فيه الدعوات المحلية والدولية لضرورة تحييد المدنيين وفتح ممرات إنسانية فورية، وسط انتقادات متزايدة لتسييس المساعدات واستخدام الحصار كسلاح في النزاع.