الفيديو الفاضح : أصوات المرتزقة الكولومبيين وسلاح الإمارات احدث الدلائل بقلم : مجدي عبدالعزيز

▪️بعد ترجمة مختصين لما يقوله الكولومبيون في الفيديو المتداول، تأكد – وبصورة لا مواربة فيها – أن المقطع المصور يوثق تدريبًا عسكريًا ميدانيًا على استخدام سلاح الـRPG (قاذف القنابل المضادة للدروع)، يتم داخل الأراضي السودانية، مرتزقة جدد يتم إعدادهم في إحدى المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الجنجويد.
▪️يقدّم هذا التسجيل دلالة جديدة وخطيرة على استمرار اعتماد مليشيا الجنجويد على مرتزقة أجانب – كولومبيين في هذه الحالة – ضمن الحرب التي تشنها على الدولة السودانية، بدعم مباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة.
إن اللغة العسكرية الدقيقة المستخدمة، وطبيعة التوجيهات الميدانية، والإشارات الملموسة إلى ظروف السلاح والبيئة، تؤكد جميعها أن هؤلاء ليسوا هواة، بل مقاتلون بالمال تم جلبهم للقيام بمهام قتالية واضحة.
▪️وهنا لا بد من الإشارة إلى الخطوة التي اتخذتها الحكومة الكولومبية، عندما قامت سفيرة كولومبيا في القاهرة بزيارة رسمية إلى سفير السودان بجمهورية مصر العربية سعادة الفريق أول عماد عدوي ، وقدّمت خلال اللقاء اعتذارًا رسميًا من الدولة الكولومبية عن مشاركة بعض مواطنيها المرتزقة في الحرب الدائرة بالسودان، مؤكدة أن هذا النشاط يتم خارج إرادة الدولة الكولومبية وبعيدًا عن أعينها، وأنها لا تقرّ ولا تدعم أي تدخل كهذا.
▪️لكن المسؤولية الأكبر لا تقع على كاهل المرتزقة وحدهم، فالمصدر الحقيقي للتمويل والتجنيد والإمداد، هو دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تواصل تقديم السلاح والمقاتلين والمال لمليشيا الجنجويد، في حرب حاقدة تمزق السودان وتستهدف وجوده.
وما تقوم به هذه المليشيا من اغتصاب للنساء، وتدمير للبنية التحتية، واستهداف لمكونات بعينها، بممارسة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وهي جرائم تخاف القانون الدولي وتدينها كل شرائع الأرض والسماء.
▪️ولعل الأخطر من ذلك أن الإمارات، التي تدّعي في المحافل الدبلوماسية أنها “وسيط سلام” في السودان، تغرس في الواقع خنجر الغدر في ظهر هذا الشعب، لا لشيء إلا لطمعها في بلد يعلوها في كل شيء :
• في المساحة،
• في الحضارة،
• في الثروات الزراعية والحيوانية والمعدنية،
• وفي الموقع الجيوسياسي الذي يربط أفريقيا بالشرق الأوسط،
• وفي الشاطئ الممتد على البحر الأحمر الذي تسيل له لعاب الإمارات لخدمة أطماعها ومصالح حليفتها إسرائيل.
▪️إن هذا السلوك الإماراتي لم يعد شأناً إقليميًا فحسب، بل أصبح تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين، واستهزاءً صارخًا بكل المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية، من ميثاق الأمم المتحدة إلى ميثاق الاتحاد الأفريقي.
▪️واليوم، بدأ العالم يفيق من سباته.
فخبراء مجلس الأمن الدولي وثّقوا بالأدلة دعم الإمارات لمليشيا الجنجويد بالعتاد الحربي،
والاتحاد الأفريقي نفسه وضع النقاط فوق الحروف، مؤكدًا اعترافه بالشرعية السودانية ممثلة في مجلس السيادة برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والحكومة المدنية الجديدة بقيادة الدكتور كامل إدريس.
▪️لكن هذا لا يكفي.
والان تمضي المطالبات – بوضوح لا لبس فيه – الي الدول المحترمة في العالم أن تخرج عن صمتها، وأن تتخذ موقفًا واضحًا بإدانة هذا السلوك العدواني، وتعمل على:
. تصنيف مليشيات الإمارات (مليشيا الجنجويد) وحلفائها السياسيين كمنظمات إرهابية،
. محاسبة الدول التي تموّل وتسلّح وتدير هذا الخراب في السودان،
. إرسال رسالة قوية بأن العالم لن يسمح بخلق نماذج جديدة من “المرتزقة الدوليين” في قارات تنهشها الحروب.
▪️بغير ذلك، فإن الصمت هو تواطؤ، والحياد هو خيانة،
وما يُمنح للإمارات من غطاء سياسي، ما هو إلا دعوة صريحة للفوضى والتطرف والتدخل الخبيث في شئون الدول.
▪️إن السودان، رغم جراحه، ما زال واقفًا… لكن الواجب اليوم عدم تركه وحده،
فالعدوان عليه ليس إلا نذيرًا لما قد يطال غيره… إذا ما سُمِح للغدر أن ينتصر.
،، والي الملتقي ..
* رئيس تحرير” الرواية الاولى”