
أديس أبابا – عزة برس / 4 أغسطس 2025
في خطوة تعكس تصاعد القلق الإقليمي والدولي تجاه الأوضاع في السودان، دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي إلى إطلاق عملية سياسية شاملة يقودها السودانيون أنفسهم، بهدف إنهاء الأزمة المتفاقمة واستعادة النظام الدستوري في البلاد. جاء ذلك خلال اجتماع طارئ عقده المجلس الإثنين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لمناقشة التطورات المتسارعة في السودان.
ورحب المجلس بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء، معتبرًا ذلك خطوة ضمن مسار خريطة الطريق التي أعلنها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في فبراير الماضي، والتي تهدف لتأسيس حكومة مدنية تُنهي الفراغ السياسي وتضع البلاد على طريق الاستقرار.
وأكد مجلس السلم والأمن أن استمرار غياب عملية سياسية ذات مصداقية يدفع ثمنه المدنيون، باعتبارهم الضحايا الرئيسيين للصراع، مشددًا على ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأدان المجلس في بيانه ما وصفه بـ”التحركات التي تنفذها قوات شبه عسكرية” في إشارة إلى الدعم السريع، إلى جانب التدخلات الخارجية التي تؤجج النزاع، كما رفض المجلس إعلان ما يُسمى بـ”حكومة التأسيس” المدعومة من الدعم السريع في نيالا يوم السبت الماضي.
من جهته، قدم مندوب السودان الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، السفير الزين إبراهيم حسين، إحاطة شاملة حول الأوضاع السياسية والإنسانية والأمنية في البلاد، مشيرًا إلى أن تعيين الدكتور إدريس جاء تنفيذًا لخارطة طريق سودانية خالصة، تحت مظلة مبادرة “التضامن الأفريقي” التي تسعى لمرافقة السودان نحو السلام الشامل وإعادة الإعمار.
ودعا الزين إلى رفع تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، مشددًا على أن تشكيل “حكومة الأمل” بقيادة إدريس يمثل تحولًا جادًا نحو الحكم المدني. كما طالب المجلس بضغط مباشر على قوات الدعم السريع لفك الحصار عن مدينة الفاشر، ووقف الانتهاكات بحق المدنيين، خاصة في إقليمي كردفان ودارفور.
واختتم الزين حديثه بمناشدة الدول الأفريقية بعدم تسهيل مرور الإمدادات إلى الدعم السريع عبر المطارات والمعابر الحدودية، مؤكدًا أهمية موقف موحد لدعم استقرار السودان ورفض مشاريع التقسيم أو فرض واقع سياسي بالقوة.