
بورتسودان – عزة برس / 4 أغسطس 2025
وجّهت محكمة مكافحة الإرهاب والجرائم الموجهة ضد الدولة ببورتسودان، اليوم الإثنين، تهماً رسمية لقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وشقيقيه عبد الرحيم دقلو والقوني دقلو، إلى جانب 13 متهماً آخرين، تتعلق بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، في القضية الخاصة باغتيال والي غرب دارفور السابق، خميس عبد الله أبكر.
وأكد القاضي مأمون الخواض، رئيس هيئة المحكمة، أن الهجوم الذي وقع على مدينة الجنينة في 15 أبريل 2023، تمّ بإشراف مباشر من حميدتي، واستهدف قبيلة المساليت على أساس عرقي، وأسفر عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف إلى تشاد، إلى جانب تصفية الوالي خميس أبكر بطريقة وصفها القاضي بـ”الوحشية”، والتمثيل بجثته.
وشملت لائحة الاتهام القائد الثاني في المليشيا عبد الرحيم دقلو، والقوني دقلو – المسؤول الاقتصادي – بتهم المشاركة الجنائية في التخطيط والتنفيذ، وارتكاب انتهاكات بحق المدنيين وممتلكاتهم.
واتهمت المحكمة عبد الرحمن جمعة، أحد القادة الميدانيين، بقيادة الهجوم على الجنينة والإشراف المباشر على تصفية الوالي، إضافة إلى ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد المساليت، راح ضحيتها نحو 15 ألف شخص، بينهم من دُفنوا أحياء.
كما وجّهت المحكمة تهماً إلى المتهمين من الخامس وحتى السادس عشر، تشمل الاغتصاب والتعذيب والتشريد الجماعي، فيما وُجهت إلى المتهم الأخير، عبد المنعم عبد المحمود (الربيع)، تهمة التحريض العلني على قتل الوالي خميس أبكر عبر بث مباشر على منصات التواصل الاجتماعي.
وأكدت المحكمة أن التهم استندت إلى بينات قوية، وشهادات حية، وتقارير موثقة، في ظل غياب المتهمين وهيئات دفاعهم. وقد حُجز ملف القضية للنطق بالحكم عقب الاستماع للشهادة الختامية.
وكانت اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات القانون الوطني والدولي قد تولت التحري وجمع الأدلة، وأحالت الملف للنيابة العامة، التي بدورها وجّهت التهم قبل إحالة الدعوى للمحكمة.