
متابعات _ عزة برس
في ظل تصاعد التوترات داخل مخيمات اللاجئين السودانيين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وصلت عشرات الأسر إلى مدينة أم دافوق بولاية جنوب دارفور، بعد فرارهم من مخيم براو الحدودي، نتيجة ما وصفوه بـ”انتهاكات جسيمة” وأعمال عنف متكررة من قبل المجتمعات المحلية، خاصة أفراد من قبيلة الكارا بمحافظة براو.
وأكد آدم الحسن، أحد اللاجئين العائدين، في تصريح لـ”دارفور24″، أن اللاجئين تعرضوا لحملات تحريض وعنف أهلي ممنهج، دفعتهم إلى اتخاذ قرار العودة إلى السودان، رغم سوء الأوضاع الأمنية والإنسانية فيه. وأوضح أن غالبية العائدين من النساء والأطفال والشباب، وقد اضطروا للهروب ليلًا يوم الأربعاء، بعد تصاعد الاعتداءات ضدهم، بينما لا تزال مجموعات أخرى في طريقها إلى العودة.
وفي شهادة صادمة، أفادت إحدى النساء العائدات، والتي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، أن مجموعة أخرى كانت قد غادرت يوم الثلاثاء، تعرضت لهجوم مسلح من شباب محليين، حيث تم نهب ممتلكاتهم واغتصاب أربع فتيات في منطقة تبعد حوالي ستة كيلومترات من مدينة براو، في مؤشر على الانفلات الأمني الخطير.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام فقط من توزيع مساعدات مالية على اللاجئين، حيث تعرّض بعضهم لعمليات نهب مباشرة عقب استلامها، وسط اتهامات للمجتمع المحلي بالتسبب في التصعيد، بعد استبعاد مئات من أفراده من كشوفات المستفيدين من قبل المنظمة المانحة.
وقال أحد قيادات المخيم إن وتيرة العنف تجاه اللاجئين تتصاعد باستمرار، محذرًا من انفجار الوضع في حال استمرار غياب التدخلات الإنسانية والأمنية.
ويعيش اللاجئون السودانيون في أفريقيا الوسطى أوضاعًا إنسانية متدهورة، تتسم بانعدام الأمن، ونقص حاد في الغذاء، واستغلال جنسي مقابل المعونات، خاصة في مخيمات مدينة براو الواقعة على بعد 60 كيلومترًا من الحدود السودانية.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، ارتفع عدد اللاجئين السودانيين في أفريقيا الوسطى بنسبة 82% منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، مقارنة بعام 2022، وتشكل النساء والأطفال وكبار السن النسبة الأكبر، ما يعكس كارثة إنسانية متفاقمة تستوجب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي.