
حين عُيِّن خالد بن محمد بن زايد وليًا للعهد في مارس 2023، بدا الأمر كأنه تتويج ناعم، لا انقلابًا داخليًا.
لكن من يعرف تقاليد الحكم في أبوظبي يدرك أن هذا التعيين كان نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى.
في السابق، انتقلت السلطة بين الإخوة.
لكن مع خالد، كُسر هذا العُرف لصالح “وراثة سلالية” ولأجل ذلك… كان على الجميع أن يتراجع خطوة.
◾ طحنون بن زايد، رجل الأمن والمخابرات
◾ منصور بن زايد، رجل المال والواجهات الناعمة
◾ وحتى الشيخ هزاع، وُضع على الرف دون اعتراض
لكن خالد ليس “أميرًا رمزيًا” يُهيأ لمستقبل بعيد.
بل يتحرك من الآن، بصلاحيات ميدانية، عبر ثلاث قنوات نفوذ متوازية:
الأمن الداخلي والمخابرات:
– تولّى فعليًا قيادة جهاز الأمن السيادي من خلف الكواليس
– يُشرف على ملفات المراقبة الداخلية والتعيينات الحساسة
– ويُعاد هيكلة الجهاز ليكون ولاؤه “رأسيًا” له مباشرة، لا عبر طحنون
جهاز الاتصال الرئاسي والإعلام الرسمي:
– أصبح يتحكم في سردية الدولة داخليًا وخارجيًا
– الإطلالات، التسريبات، ترتيب اللقاءات الدبلوماسية
– كل ما يُقال عن أبوظبي، يُفلتَر عبر مكتبه
الملف الاقتصادي–الابتكاري:
– يقود حاليًا مشاريع الذكاء الاصطناعي والتقنيات السيادية
– له حصة مباشرة في مبادرة شراكة التكنولوجيا مع شركات أميركية
– وتم إبعاده تمامًا عن ملفات النفط والذهب ودعم الميليشيات… التي ارتبطت بفضائح الإخوة
وفي الأشهر الأخيرة:
– زار باريس، لندن، واشنطن، والتقى رؤساء أجهزة استخبارات وصناديق سيادية
– عقد اجتماعات مغلقة مع شركات علاقات عامة لإعادة تقديم صورة أبوظبي
– وبدأ فعليًا إعداد “المشهد المقبل”: دولة يرأسها جيل جديد، نظيف، بلا دماء ولا ذهب مسروق
لكن خالد لا يتحرك وحده…
– معه ضباط تمت ترقيتهم من داخل جهاز الأمن وفق ولائهم
– ومعه مستشارون غربيون على صلة بصناع القرار في واشنطن
– ومعه دعم مباشر من والده، الذي لم خطط للإطاحة بالإخوة
وفي هذه البيئة… يتم “تفريغ” المشهد بهدوء من أي منافس:
منصور، يُفضَح علنًا
طحنون، يُعاد تموضعه بعيدًا
هزاع، جُمِّد حضوره منذ أشهر
والإمارات تُقدَّم من جديد كـ”نموذج قادم”، بشخصية شابة محايدة… اسمها خالد.
لكن، من يعرف البيت من الداخل، يعلم أن “نظافة الأيدي” لا تُشترى بالإعلانات.
والأهم – هل طحنون انسحب فعلًا؟ أم ينتظر لحظة الرد؟
– ولماذا يحظى خالد بقبول أميركي–إسرائيلي غير مسبوق؟
– ومن داخل القصر لا يزال يرفض تسليم كل الأوراق؟