مدير الشؤون الإدارية ورئيس لجنة الإيواء بالمحلية:46 ألف أسرة وافدة استضافتها الدبة في الحرب.الحسن ابراهيم: هجوم المليشيا على معسكرات زمزم ومليط المالحة أثقل كاهلنا.. وهذا نداء للمنطمات
.14 حالة كوليرا سجلتها المحلية جميعها قادمة من الصالحة.. ونحاصر الاوبئة بالفرز والعزل

مدير الشؤون الإدارية ورئيس لجنة الإيواء بالمحلية يكشف
تشترط على المنظمات تسليم الاعانات باليد للمستفيد.. وتسرب الاغاثات للسوق لا يعنينا
العودة الطوعية تمثل التحدي القادم.. “قادرة” بداية التحوطات الأمنية.. والاستخبارات مسيطرة
الدبة: مهند ضمرة – محمد يوسف عبد الرحمن (ميدي)
شكلت محلية الدبة بالولاية الشمالية، واحدة من أهم الملاذات الآمنة للفارين من نيران الحرب التي تعيش تحت وطأتها بلادنا الحبيبة منذ منتصف أبريل 2023 بفعل غدر وخيانة وتمرد مليشيا الدعم السريع، على الدولة، وما زاد من قيمة الدبة المدينة عند النازحين إليها يكمن في استقبالها آلاف الأسر بالحفاوة اللازمة، فيما ظل تدفق النازحين يزداد يوما بعد الآخر على المحلية، القريبة جدا من نقاط الاقتتال الساخنة، بالإشارة إلى انفتاح المحلية وفقا لجغرافية مكانها على شمال دارفور.. وللوقوف أكثر على أوضاع النازحين وجهود حكومة المحلية المبذولة تجاههم، عمدنا إلى إجراء مقابلة مطولة مع الاستاذ الحسن إبراهيم حامد، بوصفه مدير الشؤون الإدارية ورئيس لجنة الإيواء بمحلية الدبة.. فكان هذا الحوار..
*استاذ الحسن، كيف كانت بداية تعاملكم مع تدفق النازحين على المحلية..؟
تعاملنا منذ البداية مع هذا الملف الطارئ على نحو مؤسسي، بعدما قرر المدير التنفيذي للمحلية تكوين لجنة للايواء تحت إشرافه المباشر، فيما وقع تكليفي برئاستها وتضم اللجنة مفوض العون الإنساني باشراف والجهات النظامية ذات الصلة، وباشرت اللجنة مهامها أثر القرار وعملت ما بوسعها في احتواء وايواء النازحين مع تقديم كل العون الإنساني المطلوب.
*كيف نجحتم في عملية الإيواء، سيما وان تدفق النازحين جاء بشكل كبير ومفاجئ..؟
استفدنا من المدارس بشكل أساسي في عملية الايواء، لان بداية النزوح تزامنت مع تعطيل العام الدراسي على مستوى الدولة بطبيعة الحال.. نجحنا في محلية الدبة وقتها في فتح أكثر من 23 مركز أيواء، لكن بعد توجيه السيد والي الولاية الشمالية بفتح المدارس تم الجلوس مع الوافدين ووصلنا الي تراض، اثمر تحويل اماكن تجمعاتهم الي خارج المدارس واصبح لدينا ثلاثة مراكز رسمية هي القائمة حاليا ونحددها في حوش الجمارك ومركز الساحل والصحراء ومركز أزهري المبارك العفاض، فضلا عن تجمعات مثل حوش الجموعية في قوشابي وحوش مليط وتجمع الشاحنات، وهذه هي اكبر التجمعات التي تضم الآلاف من النازحين.
*ماذا عن التدخلات الإنسانية لمساعدة الوافدين علي الدبة ؟
وفرنا في المحلية أكثر من 120 خيمة في بداية عملنا، كما وفرنا المتطلبات اللازمة للمخيمات من دورات مياة واهتمام باصحاح البيئة، وتم توصيل شبكة المياه النظيفة والصحية في المراكز، ومن ثم تم توصيل الكهرباء وتعيين مشرف امني ومشرف صحة ومشرف أداري في كل معسكر، وهناك تدخلات آخري معنية بصحة البيئة من رش ونظافة وخلافه.
*ماذا عن توفير احتياجات النازحين بالمخيمات خاصة الغذاء..؟
كان توفير الاحتياجات هو التحدي التالي بعد عملية الإيواء، المحلية بذلت جهود مقدرة في تأمين الضروريات من غذاء ودواء، لكن التدخل الابرز في هذا الاتجاه تم عبر المنظمات الفاعلة، وعلى مدار العامين الماضيين وفقنا الله في توزيع اعانات غذائية شهرية للوافدين، في كافة مراكز المحلية، نحن في لجنة الإيواء حددنا هدفنا الأول كان توفير بيئة إنسانية للوافدين للمعيشة وهذا مانجحنا فيه ولله الحمد بفضل تضافر الجهود، ومع ساعدة المنظمات الرسمية وغير الرسمية نجحنا بعدها في تأمين ضروريات الاعاشة.
*ماهي اهم المنظمات الفاعلة معكم في المحلية في خدمة الوافدين وماهي اهم الخدمات التي تقدمها.. ؟
من المنظمات الفاعلة جدا هناك منظمة الهلال الأحمر السوداني وهي الشريك الوطني لبرنامج الغذاء العالمي وهي اكثر المنظمات اسهاما شهريا في وجبة الشهر من 4 اصناف وايضا هناك منظمة إضافة وهي الشريك الوطني لمنظمة الملك سلمان للإغاثة وتسهم بالتدخلات الغذائية وهناك منظمات آخرى كثيرة لها تدخلات ايوائية وصحية وغذائية لهم جميعا التحية.
*ماذا عن العون الوطني الشعبي، خاصة من رجال المال والاعمال..؟
التكافل الأهلي والشعبي يمضي في خط موازي مع الجهد الرسمي المبذول، ويتوجب علينا هنا الاشادة بمجتمع الدبة نظير ما يقدمه من كرم وسخاء تجاه الوافدين، وكان التدخل الاول للايواء من الغرفة التجارية بالتعاون مع المحلية واثمر شراء اكثر من 120 خيمة بمبلغ فاق ال35 مليون جنيه، ويحسب للجهد الشعبي ايضا اننا وكلما ذهبنا لمراكز الايواء نجد بعض الخيرين من رجال الأعمال قد اسهموا بتدخلات غذائية غير رسمية، ربي يجعلها في ميزان حسناتهم ..وهناك تدخلات رسمية من ديوان الزكاة وإتحاد المرأة وإتحاد الشباب في شهر رمضان، حيث كان التكايا العامرة.
*جغرافيا محلية الدبة تجعلها نقطة تلاقي، إلى أي مدى كان حجم التحدي بالنسبة لكم.. ؟
التحدي كان كبيرا جدا، محلية الدبة ولقربها من ولايات نهر النيل وولايات كردفان ودارفور فضلا عن كونها مربط مابين المثلث وطريق شربان الشمال.. هذا الجانب اثقل علينا كثيرا في ي اعداد الوافدين للمحلية كما ذكرت لك موقع المحلية جعلها قبلة لعدد كبير جدا من الوافدين فاق قدرة المحلية، وبالتالي تضاعف الجهود التي بذلناها في المحلية ليتناسب مع اعداد الوافدين، ايضا هناك جانب أخر الجانب الامني ولكن بتضافر الجهود استطعنا استيعاب كل الوافدين، وتأمينهم وتسكينهم في المجمعات.
*بالاشلرة إلى الناحية الأمنية، تدفق الآلاف على المحلية مع تواصل الحرب، ألم يشعركم بالقلق من دخول محتمل للخلايا النائمة من افراد يتبعون للمليشيا..؟
يتعين علينا القلق بالطبع.. لذا نتبع في المحلية حزمة من الإجراءات الأمنية في التعامل مع هذه المخاوف والمهددات، ما يلي المحلية هناك نقطة مع قادرة الوافدين القادمين من طريق امطار، يتم التعامل معهم وتحويلهم للفحص الامني عبر الشرطة والمخابرات والامن وتنشأ للوافد أستمارة بياناته، واي وافد موجود في المراكز مر بهذه الاجراءات، لكن فيما يلي الحيشان الخاصة بالتجمعات تختلف الإجراءات، باعتبارها تجمعات غير رسمية، حيث يتم تفقدها بزيارات أمنية واستخبارات، المؤكد ان الأجهزة الأمنية تسيطر عليها وتحكم قبضة الامن فيها، حيث لم نتلق لغاية الآن بلاغات مزعجة بفعل تدفق النازحين.
*ماذا عن التنسيق بينكم وحكومة الولاية فيما يلي توزيع الإعانات للوافدين كيف يتم… وهل تحظون كمحلية بنصيبكم كاملا من الأعانات التي تتناسب مع عدد الوافدين في المحلية..؟
كل الاأعانات التي تصل عبر المنظمات بتم توزيعها وفق حصص محددة للمحليات من قبل مفوض العون الأنساني، لكننا في محلية الدبة نشعر بان النسبة التي تصلنا لا تتناسب وعدد الوافدين، وبخصوص التوزيع الاخير تم بواسطة أمين عام الحكومة، و تم على اكمل وجه والحمد لله.
*هل تستند المحلية على الإمكانات التي تساعدها على تقديم الخدمات المطلوبة للوافدين..؟
بامكاننا في المحلية تقديم المطلوب فيما يتعلق بصحة البيئة، لكن تكمن العقبات في التدخلات الغذائية والصحية والايوائية نظرا لعدد الوافدين الامكانات لا تسمح بالتغطية الكاملة، لأن الأموال الخاصة بموارد المحلية مخصصة من الأساس لخدمة مواطن المحلية، التي لا تتوافر على فائض اموال لاستغلاله في الصرف علي المعسكرات، لذلك معظم التدخلات تأتي من جانب المنظمات، وهذا ما يجعلنا نناشد هذه المنظمات بأن تكون دائما في الموعد.
*هل من إحصائية دقيقة للأسر النازحة..؟
بالطبع.. دينا قرابة ال6 الف اسرة موزعة على 3 معسكرات كبيرة وعدد 7 معسكرات فرعية داخل الاحياء وعدد 5 تجمعات سكنية، وهناك اسر مستضافة في منازل وقري ومدن المحلية وهي ما يقارب الأربعين الف اسرة.
*هل من خطط استراتيجية للمرحلة المقبلة فيما يخص إيواء النازحين..؟
ليست لدينا خطط استراتيجية، لأن وضع هذه الخطط يتطلب تأهيل وفتح مخيمات مجهزة، ويعني رغبتنا في استقبال المزيد من النازحين، وهذا امر يفوق طاقة المحلية، لذا ومع التقدم والانتصارات التي تحققها القوات المسلحة، تجد ان خططنا الان تستهدف تأمين العودة الطوعية، هناك لجنة تكونت من الولاية ومن محلياتها الستة، وبدأت فعليا العودة الطوعية، باستثناء زمزم والمالحة باتت كل المناطق آمنة ومهيأة للعودة الطوعية، لكن محلية الدبة متأخرة نوعا ما عن نظيراتها بالولاية الشمالية في هذا الملف، بل ان المحلية لا تزال تواصل في استقبال المزيد من الوافدين.
*بماذا تردون على الاتهامات التي تتحدث عن تسرب مواد الإغاثة للأسواق..؟
نحرص في محلية الدبة، وانفاذا لتوجيهات المدير التنفيذي، على وصول الاغاثات لمستحقيها من المستفيدين، ونخظر في المحلية تسلم اي دعومات واعانات قادمة من المنظمات، دورنا اشرافي فقط، ونلزم المنظمات بتسليم الإغاثة للمستفيد يدا عن يد، اما تسرب بعضها للأسواق يكون السبب الرئيسي فيه تسلم بعض الأسر فائض من المواد التموينية، وهذا يدفعها للبيع الفائض لتأمين احتياجات أخرى، لذا المحلية غير معنية بتسرب الاغاثات للأسواق.
*ماذا عن الاوبئة، بالإشارة إلى وجود اعداد تقدر بالآلاف في مراكز الإيواء والتجمعات، ويكثر الحديث حاليا عن الكوليرا والضنك..؟
نحمد الله أن المحلية لم تسجل لغاية الآن أي حالة لحمى الضنك او الكوليرا في مراكز الايواء، لكن في المجمل النسبة ليست مقلقة والاوضاع الصحية مستقرة للحد البعيد بالمحلية، بالنسبة لحمي الضنك لا توجد حالات تذكر اما بخصوص الكوليرا هناك 14 حالة من الوافدين في الفترة الأخيرة جميعهم من منطقة الصالحة، وتم ضبط الحالات في منطقة قوشابي، حيث تم التدخل من وزارة الصحة واليونسيف بعد تدخل المحلية .. هناك مركز عزل في مستشفي الدبة وهناك نقطة فرز في الملتقي … لدينا كمحلية مركزين عزل ومركزين فرز.. مايلي مراكز الايواء الوضع ممتاز وحصنا الوافدين ضد الكوليرا اضافة لذلك لدينا فريق طبي مؤهل للتدخل السريع حال الاشتباة باي حالة هو فريق الإستجابة.
*ماهي استعدادكم لفصل الخريف.. ؟
نحن كمحلية لا نستطيع فعل شئ لان القدرات المالية لمجابهة الخريف في مراكز الايواء تحتاج لاماكانات تفوق قدرتنا كمحلية وكولاية، وايضا قانونيا لا نستطيع التصرف في الطرق الرئيسية لأن وزارة الطرق والجسور تحظر المحليات من التعامل معها، لكن تبقى مشكلتنا الاساسية في خور وادي الملك، و وفرنا لودر وقلاب من المحلية تم تخصيهما للمساعدة في تلافي الآثار السالبة للخريف، كما تم تشكيل غرفة للخريف، إلتأمت قي اكثر من اجتماع، ورفعنا احتياجاتنا للولاية لمجابهة خريف هذا العام.
*ختاما هل من رسالة..؟
نحن عندنا مشاكل صحية وايوائية، لان المحلية تظل قبلة لعدد كبير من الوافدين خاصة مع ارتفاع وتيرة العمليات والهجوم اللئيم من المليشيا على معسكرات زمزم ومايط المالحة في سلوك يصنف جريمة حرب مثبتة، ورسالتي للمنظمات ان هلمو للمساعدة في محلية الدبة نحن يوميا نستقبل اكتر من 15 اسرة هناك من احترقو وهناك مصابين اخترقت اجسادهم الأعيرة النارية، على نحو يتوجب التعامل معهم التدخلات الصحية العاجلة.