المليشيا تحرك جناحها السياسي لانقاذها من مالات انتصارات الجيش .. (حكومة المنفى).. حريق تقدم..!
تقرير_ محمد جمال قندول
بالتزامن مع الانتصارات الكبيرة للقوات المسلحة في كل محاور القتال مقابل انهيار الميليشيا عسكريًا وسياسيًا، بدا واضحًا بأنّ آل دقلو يتجهون للبحث عن ما ينقذهم من مصيرهم المحتمل، وهو ما نتج عنه تحريك جناحهم السياسي (تقـــدم) لطرح سيناريوهاتٍ جديدة.
وحملت الأنباء، تحركاتٍ سريةٍ للجناح السياسي للميليشيا مجموعة (تقـــدم)، لتشكيل حكومة منفى، في خطوةٍ قوبلت برفضٍ واستهجانٍ كبيرين من السودانيين.
وكانت (تقـــدم)، قد عقدت اجتماعاتٍ لهيئتها القيادية بيوغندا، وقد طرحت من خلالها فكرة تشكيل حكومة موازية، غير أنّها أحدثت انقسامًا داخليًا حادًا بين مكوناتها.
الحسم النهائي
وتناقلت وكالات الأنباء خلال اليومين الماضيين، معلوماتٍ تفيد باختيار (تقـــدم) للتعايشي رئيسًا لوزراء حكومة المنفى، وعن انخراط المجموعة السياسية الموالية للتمرد باستعداداتٍ لإعلان (حكومة منفى) من نيروبي.
وكشفت كذلك، بأنّ رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة، وإبراهيم الميرغني، ونصر الدين عبد البارئ، ومحمد حسن التعايشي، وأسامة سعيد، ومبروك مبارك سليم، أبرز المباركين للخطوة، مع توقعاتٍ بانضمام الواثق البرير للمجموعة.
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عمار العركي إنّ إعلان تنسيقية (تقـــدّم) عن ترتيباتٍ لتشكيل (حكومة منفى) من العاصمة الكينية نيروبي، يثير تساؤلاتٍ حول دور هذه التنسيقية في توجيه المشهد السياسي السوداني، وعلاقتها بالمخططات الإقليمية والدولية التي تستهدف تقويض استقرار السودان.
ويضيف العركي بأنّ هذه الخطوة لا تمثل مجرد تحركٍ سياسيٍ منفصل، بل تكشف عن مؤامرةٍ خارجية، يسهم فيها الجناح السياسي للميليشيا المتمثل في (تقـــدّم)، الذي يعمل كواجهةٍ سياسيةٍ لتنفيذ أجنداتٍ إماراتيةٍ ودولية، تستهدف إعادة تشكيل السلطة في السودان بما يخدم مصالح تلك الأطراف.
وقال العركي إنّ الدعم الإماراتي اللامحدود لهذا الجناح، سواءً على المستوى اللوجستي أو السياسي، يعكس تواطؤًا واضحًا مع عواصم إقليمية مثل نيروبي، وأديس أبابا، وكمبالا، تسعى من خلاله لضمان استمرار الفوضى في السودان وتفكيك وحدته.
واعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عمار بأنّ تشكيل حكومة المنفى لا يُعدُّ سوى ورقة ضغط سياسية في مواجهة الجيش السوداني، لتغيير موازين القوى على الأرض، ولكنه في الوقت ذاته، يُعزز فرص الانقسام وإطالة أمد الحرب، ويُسهم في تمزيقها، إن لم يسارع الجيش بقطع الطريق بالحسم العسكري الذي بات وشيكًا وأردف بالقول: بينما تُدين القوى الدولية مثل الولايات المتحدة هذا التحرك، فإن الدعم غير المباشر من بعض الدول الإقليمية يُظهر كيف أن السودان أصبح ساحةً لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، وزاد: إزاء هذا التحدي، يطرح السؤال الأكبر: هل يملك السودان الأدوات اللازمة لمواجهة هذه المؤامرة؟ وهل يمكن للسلطات السودانية استعادة وحدتها في ظل تدخلات خارجية بهذا الحجم؟ وقبل كل هذا، هل يسارع الجيش في الحسم النهائي الآن… قبل الغد؟
آخر السهام
وَكان مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية ودراسات الرأي العام، قد قام بطرح استبيانٍ مفتوحٍ حوله على الإنترنت لمدة 5 أيامٍ، شارك فيه عدد 42077 شخصًا، حيث اعتبرت نسبة 84.4% من المشاركين بأنّ الحكومة الحالية مؤهلة لتمثيل الشعب السوداني وشرعية دستوريًا، وأنّ نسبة 84.9% لا تؤيد مساعي (تقـــدم) بإعلان حكومة منفى.
ويقول الخبير والمحلل السياسي د. الكباشي البكري إنّ خطوة (تقـــدم) هي آخر السهام في كنانة تحالف (تقـــدم) وميليشيا الدعم السريع الإرهابية في حربهم على أهل السودان، وضمن محاولات وسيناريوهات ومغامرات المكونين في استمرار الحرب، وتجدد أوجهها منذ الخطة الأولى في يوم ١٥ أبريل، وما أعقب ذلك من الدعاوي للبند السابع، ومن المناداة بتحييد مدفعية وطيران الجيش، وفي سعي الجناح السياسي لتبييض وجه الميليشيا
ومحاولاتهم البائسة في تغبيش الحقائق وإخفاء الجرائم والانتهاكات الإرهابية
في الخرطوم، والجزيرة ودارفور، وقتل وتشريد المدنيين وتهجيرهم على أُسسٍ عرقيةٍ، مشيرًا إلى أنّ ما ذكره مؤشراتٍ تكشف العلاقة الوثيقة والشراكة الاستراتيجية بين الميليشيا و(تقـــدم)،
تحت ضغوط (الكفيل)، واستعجال تحقيق أهدافه التي أصبحت رمادًا في يوم ريحٍ، وأضاف بأنّ ذلك يتزامن مع التقدم الكبير الذي تحققه قوات الشعب المسلحة في حسم التمرد ومحاصرته وإنهاء جرائمه ضد أهل السودان.