تقرير

الوضع الإنساني في الفاشر.. أرقام صادمة ومعاناة تتفاقم

الفاشر – عزة برس

كشفت تقارير ميدانية ومصادر إنسانية مطلعة عن تدهور مقلق في الأوضاع الإنسانية بمدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، نتيجة استمرار القصف المدفعي والهجمات بالطائرات المسيّرة والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، ما أدى إلى موجات نزوح كبيرة وانهيار أجزاء واسعة من البنية التحتية والمرافق الحيوية في المدينة.

وبحسب الإحصاءات الرسمية الصادرة من مفوضية العون الإنساني بالولاية، بلغ إجمالي المراكز والتجمعات الإنسانية 127 مركزًا وتجمعًا، منها 107 مراكز عاملة، بينما خرجت 20 مركزًا عن الخدمة بسبب الاستهداف المباشر للمليشيات.

وأشار التقرير إلى أن عدد الأسر النازحة داخل المراكز والتجمعات بلغ 12,136 أسرة، في حين بلغ عدد الأفراد النازحين خارج المراكز نحو 74,050 فردًا، وهي الكتلة السكانية الأكثر تضررًا واحتياجًا للمساعدات الإنسانية العاجلة.

وشملت الفئات الأكثر هشاشة الأطفال والنساء وكبار السن والأطفال فاقدي السند، والذين يمثلون النسبة الأكبر من المتأثرين.

وأوضح التقرير أن المدينة تضم أكثر من 35 حيًا سكنيًا مأهولًا بالمواطنين، تُقدر أعدادهم بنحو 10,600 أسرة، أي ما يعادل 58,300 فرد ما زالوا عالقين داخل أحياء مكتظة وتفتقر إلى الخدمات الأساسية.

وفي جانب الخسائر البشرية، بلغ عدد الجرحى والمصابين 1,464 شخصًا، بينما بلغ عدد الشهداء داخل مراكز الإيواء والتجمعات خلال الفترة من 29 أغسطس إلى 14 سبتمبر نحو 575 شهيدًا، من بينهم 264 امرأة و227 طفلًا و84 رجلًا. كما توفي 171 طفلًا و58 من كبار السن جراء الجوع وسوء التغذية.

أما في ما يتعلق بجهود الإغاثة، فقد تدهورت أوضاع مراكز الإطعام المعروفة بـ”التكايا”، حيث يبلغ عددها الكلي 22 تكية، لم يبقَ منها سوى 6 تكايا تعمل يوميًا، بينما توقفت 15 تكية عن العمل جزئيًا، قبل أن تتوقف جميعها تقريبًا منذ 13 أكتوبر بسبب انعدام المواد الغذائية في أسواق المدينة.

وناشدت مفوضية العون الإنساني بولاية شمال دارفور وإدارة النازحين والعودة الطوعية، الحكومة والجهات الدولية، بالتدخل العاجل لفك الحصار عن المدينة، والإسراع في إسقاط الغذاء والدواء جواً لإنقاذ حياة آلاف المدنيين الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية وصفها المسؤولون بأنها “قاب قوسين أو أدنى من الكارثة الإنسانية الكاملة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *