حوارات

الزعيم القبلي مصلح نصار .. هذا ماحدث حين قبضت علي قوة تشادية من المليشيا بقري(..).. (تقـدم) خططت لتمرد الميليشيا وأصبحت (منبوذة).. هــؤلاء هددونــي بالقتل (..)

(....) كانت خطــــة أبوظبي لتفكــــيك الجيـــــش

(نجوم في الحرب)

سلسلة حوارات يجريها:

محمد جمال قندول

الزعيم القبلي مصلح نصار لـ(الكرامة):

مُســـيرة أصابت منزلي بنهــــر النيـــل (والله ستر)

سينتهي (اللـــوبــي الاقتصـــادي) المتحكم بالبـــــلد

ستكــــون هنالك دولـــــةً جديـــدةً وعاصمة غير مُكتظـــة

ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.

ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.

ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.

وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو الزعيم القبلي مصلح نصار، الذي سرد لنا تجربته مع الحرب وكيف نجا من قبضة الميليشيا المتمردة:

أول يوم الحرب؟

يوم 14 لبيتُ دعوة “كباشي” وبعدها أصبحنا بالحرب وصَحونا على صوت الرصاص.

كيف تلقيت نبأ الحرب؟

استيقظت على اتصالاتٍ من الأُسرة في شندي تخبرني بوجود حرب.

هل توقعت اندلاع الحرب؟

من العام 2021 وأنا توقعت هذه الحرب.

ما هي الدلالات؟

لأنني أعلم بأنّ أبوظبي لديها خطةً طموحةً لتفكيك الجيش والاستعانة بالدعم السريع بدلًا عنه.

اليوم الأول للحرب كيف عبر؟

كنا نعمل مع المنصات على دعم الجيش من داخل الخرطوم، وبقيتُ في المنزل منذ اليوم الأول السبت وخرجت يوم الثلاثاء في الهدنة.

أين كانت الوجهة؟

إلى سوبا عبر شرق النيل ومنها مباشرةً إلى شندي، وقبض عليّ التمرد في “قري”، لكنهم لم يعلموا هُويتي لأنّ تلك القوات كانت تشاديةً.

ثم ماذا حدث؟

ألقوا القبض عليّ وسألوني عن تفاصيل العربة التي أقودها وبعض الاستجواب، وكانوا مستهدفين العربة لاعتقادهم بأنّها حكوميةً ثم أطلقوا سراحي.

يوميات الحرب؟

كانت أيامًا صعبةً ونحن صائمون، وأكل وشراب ما في وتم قصف المنزل.

الحرب طالت؟

“الناس ديل كانوا قوات موجودة واستأجروا بيوتًا في كافوري”، وأماكن عديدةً، وهي كانت قواتًا مجهزة ومدعومة من الخارج، لكنّ الجيش بعد فضل الله سبحان وتعالى امتص الصدمة، وإطالة الحرب طبيعي لأنّ هذا أنجح انقلاب يفشله الله.

فوائد الحرب؟

أعادت المواطنين للجذور وشعروا بنعمة الأمن وعلموا بقيمة الوطن والجيش، لأنّ كل من خرج ذهب لمناطق الجيش بحثًا عن الأمان، وحتى هنالك من ينتمون للدعم السريع خرجوا عبر الولايات الآمنة والجيش لم يسألهم لحكمته الكبيرة في التعامل مع الشعب.

مأساة عايشتها أيام الحرب؟

عايشت تجربةً صعبةً حينما هاجمت الميليشيا مستشفى إبراهيم مالك الذي أسكن بالقرب منه، رأيتُ المرضى والمرافقين في حالةٍ صعبةٍ “يعني ما كان في ديمقراطية يفتشوا ليها في مستشفى”، وبعض المرضى ماتوا.

هذه الحرب مختلفة عن سابقاتها؟

ستنتهي من اللوبي الاقتصادي المتحكم في سياسات البلد المالية، وستنهي التغيير الديمغرافي، وستكون هنالك دولةً جديدةً وعاصمةً غير مُكتظة.

ماذا تتوقع بعد نهاية الحرب؟

دولةً جديدةً بشرائح جديدة في كل المجالات وعاصمةً حضاريةً.

السودانيون هل فقدوا الثقة في القوى السياسية بعد الحرب؟

للأسف القوى السياسية أصبحت كشركات العلاقات العامة، وأصبح أغلبها بيوتاتٍ متوارثة، ولم تكن لها لمسةٌ أو يدٌ فيما حدث بالسودان، والحَراك السياسي الموجود الآن مصطنع ولديه ارتباطاته الخارجية، وأي قوًى سياسية لديها علاقاتٍ خارجية في المستقبل لن يكون لها أيُ دورٍ، بالمقابل حراك الشعب كان صادقًا في هذه الحرب، حيث استشعر الشعب بأنّ هذه الحرب وجوديةً وأن نكون أو لا نكون، لأنّ هنالك سكانًا جددًا اُستجلبوا من دول الشتات.

ماذا خسرت في الحرب؟

لم أكن أفضل من الآخرين وخسرت ما خسره الناس، عرباتٍ ومالٍ وبيت وآخرها مسيرةٌ أصابت منزلي بولاية نهر النيل ولكن “الله ستر”.

بخصوص هذه الحادثة ماذا تقول؟

هذه ضريبة وأنا فخورٌ بها وإذا لم يكن لدي دورٌ لما استهدفوني.

هل تلقيت تهديدات بالقتل من الميليشيا؟

تلقيت من آل دقلو نفسهم كثيرًا طيلة أيام الحرب، لكنني أؤمن بأنّ الظرف الحالي للبلاد معقدٌ وكلي ثقةٌ بأنّ القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى والمستنفرين و”المشتركة” قادرون على حسم المعركة قريبًا.

على ضوء ما جرى بالفاشر قبل يومين، هل تتوقع تغييرًا في مسار العمليات للأفضل؟

الميليشيا تمضي بسرعة شديدة نحو الانتحار وهلاك جيلٍ كاملٍ من الحاضنة الاجتماعية لها، وأتوقعُ تحرير مناطق بدارفور والولايات الأخرى قريبًا.

عادة فقدتها مع الحرب؟

كنا قريبين للعاصمة، والآن أصبحنا نهاجر لها.. “زمان ساعة عايز ليك ساعة ونص تكون جوة الخرطوم، هسي عايزين يوم كامل عشان نصل العاصمة الإدارية الجديدة ببورتسودان”، ولكنّ ما فقدناه في الحرب ربنا عوضه لنا في أهلنا النازحين، وبعد أن كانت اللقاءات قبل الحرب محدودةً، الآن يلتقي السودانيون في كل بقاعِ الأرض بشكل يومي وبصورة مستمرة لبحث هموم الوطن.

مصير مجموعة “تقـــدم”؟

هذه المجموعة أصبحت منبوذةً وإذا كان لديها تصالح يجب أن تذهب للشعب السوداني المتضرر وليس الحكومة، لأنها الآن الخصم أمام السودانيين، والخطر الأكبر لم يكن من التمرد وإنما من خططوا له وهي مجموعة “تقـــدم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *