منوعات

الممثل السوداني نبيل متوكل.. تاريخ حافل ورحيل قاس.. زوجته تحكى التفاصيل

متابعات _ عزة برس

في ليلة بالغة الحزن، صُدم السودانيون بنبأ وفاة الفنان المعروف نبيل متوكل، بحيث أكدت زوجته، إخلاص عيسى، وفاة زوجها مساء أمس الاثنين في ولاية كسلا الواقعة شرقي السودان، عن عمر يناهز الـ (64) عامًا، حيث تمت مواراة جسده الثرى وسط حضور كبير من الجماهير التي لطالما أحبته من خلال أدواره التي كان يطل بها.

زوجة الممثل نبيل متوكل لـ”الترا سودان”: توفي زوجي أمس في كسلا بعد معاناة (12) عامًا مع المرض
عانى الممثل نبيل متوكل من المرض لفترة طويلة استمرت (12) عامًا، بحيث أصبح طريحًا للفراش جراء العلة التي ألمت به. وبحسب حديث زوجته إخلاص عيسى لـ”الترا سودان”، بدأت معاناته في العام 2013، بعد إجراء عملية غضروف ناجحة، ولكن مع مرور الوقت ظهرت مضاعفات أدت إلى التهاب الجرح وإعادة العملية مرة أخرى، مما قلل من حركته وألزمه الفراش.

اقرأ/ي أيضًا:

الفيلم السوداني “وداعًا جوليا” يحصد الجائزة الكبرى لمهرجان الأقصر
معاناته مع المرض
أوضحت إخلاص أن حالته تدهورت، فطلب الأطباء نقله إلى العاصمة المصرية القاهرة لتلقي العلاج، حيث تحسنت صحته بشكل نسبي بعد تلقيه العلاج المناسب. وأشارت إلى أنهم لم يتمكنوا من مواصلة رحلة الفنان العلاجية نظرًا لتكلفتها العالية والظروف الاقتصادية، فعادوا إلى السودان، حيث بقي طريح الفراش لفترة طويلة غير قادر على الحركة، وتأثرت حالته الصحية بشكل أكبر بسبب التنقل المستمر نتيجة للحرب المندلعة في السودان منذ أكثر من عام.

وتفيد إخلاص إلى أنهم نزحوا من العاصمة الخرطوم إلى ود مدني بولاية الجزيرة، وبقوا هناك ثمانية أشهر، ومع تمدد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الجزيرة، اضطروا للنزوح مرة أخرى إلى ولاية كسلا، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية، وتماطلت السلطات في استخراج جوازات سفرهم للعلاج مرة أخرى في السعودية، مما زاد من معاناته، حد قولها.

عرف الممثل الراحل نبيل متوكل بتمثيله المتميز، وشارك في أول مسرحية له مع فرقة الفاضل سعيد بعنوان “النصف الحلو” بشخصية أحمد ود مدينة، مما جعله يكتسب شهرة كبيرة، فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في مسرحية “أبوفانوس”، وذكرت زوجته إخلاص أن معظم أعماله كانت مع الراحل الفاضل سعيد، وأنه بدأ في التمثيل في السبعينات.

مسيرة فنية حافلة
وعن بدايته في العمل الفني، قال نقيب الدراميين السودانيين الرشيد أحمد عيسى، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن الممثل الذي عشق التمثيل وعاشه كأُسلوب حياة وُلد في مدينة بحري عام 1954، واكتشفه وقدمه للمسرح والده الروحي الراحل الفاضل سعيد في عام 1972. شارك في أول مسرحية له مع فرقة الفاضل في مسرحية “النصف الحلو” في شخصية أحمد ود مدينة، ومن هنا بدأت شهرته وتعلقه بالمسرح. توالت مشاركته مع الفاضل سعيد وفاز بجائزة أحسن ممثل عن دوره في مسرحية “أبوفانوس”. رشحه آنذاك دكتور يوسف عيدابي للقبول في معهد الموسيقى والمسرح، لكن نسبة لظروف رحلات فرقة الفاضل سعيد في مختلف المدن والأقاليم، لم يستطع أن يلتحق بالمعهد حينها.

وبحسب نقيب الدراميين، فقد قدم الفنان المسرحي نبيل متوكل مع الفاضل سعيد وحده (6200) عرض مسرحي، وشارك في كافة مسرحيات ورحلات الفاضل سعيد في كافة أنحاء السودان منذ 1972 إلى 1989. عمل نبيل ضابطًا إداريًا في مدينة واو بجنوب السودان من 1976 إلى 1980، ثم عاد للعمل مرة أخرى مع فرقة الفاضل سعيد الذي كان يعتبره ابنه وأحبه، وكان الممثل الذي يرتكز عليه في معظم أعماله.

وأشار إلى أنه التقى بالراحل نبيل لأول مرة عندما شارك في بطولة مسرحية “برلمان النساء” التي كانت من إعداد سعد الدين إبراهيم، وإخراج عماد الدين إبراهيم، وتمثيل عدد من نجوم المسرح، بمن فيهم جمال حسن سعيد وسمية عبداللطيف وناهد حسن وسامية عبد الله والرشيد أحمد عيسى ونبيل متوكل ونجوى خيري.

وتابع الرشيد أحمد بأن ذلك كان في العام 1991، وقدمت على خشبة مسرح قاعة الصداقة واستمر عرضها حتى تجاوز عدد مراته الـ (250) عرض في الخرطوم وبقية مدن السودان.

في جولات المدن، تجلت نجومية نبيل فقد كانت تستقبله المدن السودانية بحفاوة منقطعة النظير في الأسواق والمقاهي وعند بائعات الشاي. عندما يزور منطقة من مناطق السودان يستقبله الأهالي بصيحات الإعجاب وينادونه بشخصياته التي كان يمثلها مع الفاضل سعيد، ولعل أشهرها أحمد ود مدينة. في معظم المدن التي قدموا فيها عروض مسرحية مثل عرض “برلمان النساء” وغيرها من المسرحيات، ظل نبيل هو النجم الأول، وجابت هذه الجولات كل من مدني، سنار، كوستي، أم روابة، الأبيض، القضارف، كسلا، بورتسودان، حتى دوكة المدينة الحدودية مع إثيوبيا.

حزن ومرارة
شارك نبيل متوكل مع عدد كبير من الممثلين الكبار في مسرحيات نالت إعجاب الجماهير. تحدث الممثل المعروف عوض شكسبير عن صديقه الراحل قائلاً: “وترحل يا نبيل من باب الحياة إلى باب المنون”، وأضاف أن نبيل كان صديقًا لكل الأجيال، وكان مصدر طاقتهم قبل العرض ومصدر فخرهم بعد انتهائه.

وأشار شكسبير إلى أن آخر عرض دعي الفنان المسرحي نبيل إليه كان مسرحية “ملف سري”، وكان نبيل مصدر طاقتهم وفخرهم. وأردف أن كلماته الأخيرة ستظل محفورة في ذاكرته حين قال: “أنت عملت حاجة عظيمة”.

أما الناقد المسرحي السر السيد، فيقول إن الراحل المقيم الفنان نبيل متوكل كان مبدعًا استثنائيًا وصاحب عطاء كبير، خاصة على صعيد المسرح. يكاد يكون قد شارك ممثلاً في معظم مسرحيات أستاذ الأجيال الفاضل سعيد، فقد شارك في مسرحيات مثل “عم صابر”، “النصف الحلو”، “رجّعِين”، و”الناس ديل” وغيرها. يُعتبر القاسم المشترك في دور الرجال في مسرحيات الفقيد العزيز. كما عمل مع المخرج عماد الدين إبراهيم في مسرحيات مثل “عنبر المجنونات”، “موعودة بيك”، ومسرحيات أخرى.

وأشار السيد في حديثه مع “الترا سودان” إلى أنه شارك أيضًا مع المخرج قاسم أبو زيد في مسرحية “يا نحنا.. يا هم” ومع المخرج مجدي النور في مسرحية “الناس السُعرانين”. إضافة إلى أعماله التلفزيونية التي نذكر منها فيلم “عبير الأزمنة” للمخرج قاسم أبو زيد. لافتًا إلى أنه على مستوى العلاقات الشخصية كان مثالًا للوداعة والطيبة وجمال الأخلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *