
بسم الله الرحمن الرحيم
اسبوعان فقط يفصلاننا عن سنة كاملة من الحرب في السودان…حرب ضروس فاقت معظم الحروب في العالم.حرب مدن وما ادراك ما مدن.حدث ولا حرج عن عددية القتلي وتدمير ونهب الممتلكات الخاصة والعامة. والنزوح واللجوء بالملايين. وتهتك لأقتصاد الوطن الذي ربما بلغت خسارته أكثر من ثلاثمائة مليار دولار.وهكذا أصبح الوطن في مهب الريح ان لم يتداركه المخلصون. .أضف الي ذلك السمعة السيئة الدولية إتجاه الدولة السودانية.ولأن الحاسة السادسة لم تنم بعد.تحرك الأخ الحاكم مني أركو مناوي ونحن معه وشرفنا الأخ د/جبريل ابراهيم والمهندس عبدالله مسار و الفريق مالك عقار في ان نسعي لنزع فتيل الفتنة قبل وقوعها ودارت الاجتماعات المكوكية بين الفريق عبد الرحيم دقلو الموافق١٣ إبريل ٢٠٢٣ والفريق اول محمد حمدان دقلو الموافق ١٤ ابريل والفريق اول عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش حتي الساعات الاولي من صباح ١٥ ابريل استمرت اجتماعاتنا لحوالي ستة عشر ساعة شبه متواصلة.لكن إرادة الله كانت الغالبة. لقد تناول بعض الأخوة الذين شاركوا في هذه اللقاءات تفاصيل هذه الجولات كل من الزاوية التي هو فيها..لكن خلاصتها لا زالت في بئر عميق لم يفصح عنها بعد.ولكي يكون الناس قرب المشهد وقتئذ . ولأن الأمر امر وطني لم يعد حق خاص لأي منا ولا للأطراف المتصارعة فهو ملك الوطن وحتي يعرف المواطنون الجهود التي بذلت والأوقات التي اهدرت لمنع الحرب الكارثية من الوقوع. ولتشنيع الحرب وتبشيعها قال مالك عقار مخاطبا الفريق اول محمد حمدان دقلو والفريق اول عبدالفتاح البرهان انه قاتل أربعين سنه الحكومة المركزية ودفن بيده ثلاثة وثمانين ألفا من الأنقسنا ! وقال ماذا وجدت ؟! واردف قائلا والله لو فتحوا لي أبواب الجنة الثمانية مقابل دخول معركة واحدة مرة أخري لرفضت الجنة لأني لن ادخل معركة واحدة بعد الذي شاهدته.اما جبريل ابراهيم قال محذرا انكما حرضتما للحرب وعبأتما لها لكني أاؤكد لكما انكما لن تتخذا قرارها وإنما هناك عسكري من بعيد من حيث لاتدرون سيطلق الطلقة الأولي واذا اندلعت الحرب لن تستطيعا السيطرة عليها وستخرج عن إدارتكما. أما الاخ مني كان يكرر حرب المدن ستكون خسارتها فادحة في الأرواح والممتلكات وقال كل الشباب الذي سيحارب فقد للوطن .هذا الكلام قيل امام الفريق اول البرهان. و الأخ مسار لم يحضر معنا هذا اللقاء لظروفه الصحية.وانما حضر لقاء الفريق اول حميتي ونصح الفريق اول حميتي بشدة محذرآ من اندلاع الحرب .أما ماقلته انا شخصيا أتركه لوقت آخر او اي من الحضور يمكنه تناوله.
الحرب التي أمامنا مختصرها المفيد قالاه الفريقان المتحاربان.الفريق اول البرهان في اول أسبوع قال إنها حرب عبثية.والفريق اول حميتي قال إنها حرب المنتصر فيها خسران واهلنا عندهم مثل يقول الكلام امسك أوله. ماذا تريدون تعريفا لها أكثر من تعريف المتحاربين أنفسهما.
ما الحل؟…اعتقد ان حواء السودانية لم تعقم في ان تلد الحكمة
لازال هناك خير في ابناء الوطن. هناك خلص يسعون سرا وبكتمان للملمة هذا الجرح الغائر سبيلا لدمله.لكني اذكر ثلاثة أشخاص اذا تخلصوا من بعض الرواسب والالتزامات الجانبية يمكنهم ان يكونوا ضربة بداية لعمل وطني سوداني سوداني.الاخرون غير السودانيين مهما اجتهدوا ايجابيا فلن يستطيعوا ان يسبروا غور ومغارات السودانيين المتشعبة…اولا الأخ عبدالله حمدوك هو رئيس وزراء اسبق وكان معتدلا مرتبا مؤدبا محافظا علي لسانه من الولوغ في ما لايفيد.وبذا هو لم يكن خصما للدعم السريع ولا للقوات المسلحة بل سعي في وقت سابق للتقريب بينهما لكن رواسبه الأن المتشبثة في بدلته هو أنه ترأس تقدم وتقدم اصطفاف سياسي لن يحل قضية وطنية بتاتا مثلها مثل الكتلة الديمقراطية.كلاهما لهما اجندتهما المتنافرة تسعي بين الطرفين المتحاربين.الشخصية الثانية هو زميلي مني اركو مناوي رغم ما يتراءا للناس ظاهريا بمعاداته لجهة سياسية محددة إلا أنه يحمل قلبا وطنيا غيورا وضد قيام الحرب مبدءا وضد استمرارها وانا اشهد له بأنه بذل جهدا مقدرا لتقريب وجهات النظر بين الايقاد والفريق اول البرهان وانا اعلم الكثير المثير عن هذا الجهد الوطني الخالص مما جعل أطراف الايقاد والفريق اول البرهان تتقارب حتي توج ذلك بحضور الفريق اول البرهان لدورة الايقاد قبل الأخيرة. لولا أن مياها آسنة نتنة اندلقت تحت الجسور لتمكنا من العبور لاسكات الفتنة.وكذلك مني اركو مناوي وبجرأته المعهودة ألتقي بالسيد حمدوك دون موافقة كتلته الديمقراطية حتي حصل التململ كل هذا من اجل ايقاف الحرب في الوقت الذي يقول البعض بل بل كان مني يقول الحل الحل.والله لم أقل عنه كل هذا لأني اعمل معه لكنها هذه هي الحقيقة وقد قلتها.صحيح من الرواسب المتعلقة بالحاكم مني ايضآ أنه ودع الحياد نحو الاصطفاف لكن هذا لا يقلل ابدا من جهده لوقف الحرب اذا استمر علي ذات النحو.الشخصية الثالثة البروفسور ابراهيم غندور.وهو معروف ومعلوم للجميع ولكن ماقاله الإسبوع الماضي لا يقوله إلا وطني شجاع وله رؤية. قال جمل مختصرة لكنها مفيدة وعميقة عكس كلمات الآخرين الكثيرة العقيمة.قال لابد من ان تقف الحرب.ثم قال لابد من لجان تحقيق لمعرفة من أشعل الحرب..مهما تعمقنا في البحث عن هذه المشكلة لن نتجاوز كلمتي غندور لابد من إيقاف الحرب ولابد من لجنة تحقيق واضف واقول يجب أن تكون دولية لأن الانتهاكات والفظائع التي ارتكبت في حق الوطن والمواطنين لا يسكن غبنها
إلا بمعرفة من أشعل الحرب حتي يلبس ويتحمل مسؤوليته القميئة الشائهة التعسة.هذا الثلاثي لو تم الايعاز له بالقيام بضربة البداية للتوسط فقط لوقف هذه الحرب اعتقد ان ذلك سيكون اللبنة الوطنية الأولي التي ستلتف حولها المبادرات الوطنية الخالصة التي سعت ولا زالت تسعي لنزع فتيل الفتنة اللعينة العبثية.هذا لا يقلل ابدا من الجهود الإقليمية والدولية والدول الجارة والصديقة التي سعت ولا زالت تسعي لاسكات الفتنة فلها جميعا الف الف تحية.لكنها مهما سعت لن تتوغل بعمق في القضية السودانية إلا برضاء وموافقة اصحابها.فليكن هذا الثلاثي هو ضربة البداية مع التخلص من الرواسب المتعلقة . والله يدعو لدار السلام ويهدي من يشاء الي صراط مستقيم.صدق الله العظيم.
د محمد عيسي عليو…
الأول من أبريل ٢٠٢٤م