المقالات

للحقيقة وجه أخر خديجة الرحيمة تكتب: “أين الجيش يا سادة”

قبل أن اكتب حرفا واحد ترددت كثيرا ثم قررت أن اكتب ربما يتغير شيء بعد ذلك وما دفعني لكتابة هذا المقال أشياء كثيرة تتعلق بما يجري في الخرطوم اولها طريق الصادرات بارا الذي أكدت القوات المسلحة بأنه مغلق تماما ولكن للأسف الشديد الطريق غير مغلق إستخبارات الجيش تعلم ذلك مما جعل الأمر في غاية الغرابة
وصلتني أخبار تفيد بخروج اكثر من ٣٠٠ متمرد مسلحين على متن دراجات نارية هاربين من الخرطوم بعد أن ضاقت عليهم عقب اشتداد المعارك ومنذ خروجهم من الخرطوم وحتى وصولهم مناطق متفرقة من كردفان لم يعترضهم احد خرجوا نهارا جهارا من العاصمة بل كانوا يأخذون قسط من الراحة في كل قرية يصلون إليها حتى وصلوا إلى بلدانهم
آخرون أيضاََ هربوا من الخرطوم امس الأول على متن ٣٥ دراجة نارية واتبعوا خطة من سبقوهم حتى وصلوا إلى مناطقهم كل هؤلاء من المستنفرين الجدد الذين انضموا للمليشا مؤخرا وهربوا منها بعد أن أخذوا ما يريدون من الغنائم ولا أعلم هل المليشيا على علم بذلك ام لا ولكنني على يقين بأن الجيش يعلم ذلك
إذا استمر الوضع على ما هو عليه يخرج الالاف يوميا ودخول الالاف فلن تنتهي هذه الحرب ابدا
قبل مغادرتي للخرطوم وانا أشاهد بأم عيني خروج الالاف من المتمردين يوميا وهم يحملون ما يستطيعون حمله من أموال المواطنين الفارين من الحرب ودخول الاف باحثين عن الغنائم الجيش يعلم ذلك تماما ولا نعلم لماذا لم يتحرك في هذا الشأن لم نتدخل في الأمور العسكرية لأننا لسنا ملمين بها ولكن ما يمليه علينا ضميرنا هو قول الحقيقة مهما كلف الأمر
شرق النيل بأكملها يسيطرون على أطفال تتراوح أعمارهم ما بين ١٤_١٩ عام وبعض القيادة الأكبر منهم سنا بحري كذلك أجزاء كبير من وسط وجنوب الخرطوم جزء من ام درمان معظم كباري العاصمة يسيطر عليها يتجولون بأريحية تامة ويقيمون حفلات الزواج يوميا الا يعقل هذا
اكثر من ١٦ سوق بشرق النيل تسمى اسوق دقلو تباع فيها كل المنهوبات بأقل الأسعار بجانب اسوق اخرى في الخرطوم وأم درمان تسمى أسواق “الشفشفة” والجيش يعلم ذلك
وعندما نتحدث عن خطة الجيش ونسال أين الجيش يقولون هذه خطة عسكرية انتم لن تفهمونها
نعم ليس لدينا علاقة بالخطط العسكرية ولكن على الاقل عندما تخرجوا بيانا قولوا لنا الحقيقة لماذا تؤكدون إغلاق طريق الصادرات وهو فاتح الان أمام المتمردين يسرحون ويمرحون فيه
أين نسور الجو أين الاستخبارات أين الجيش يا سادة؟
عندما تحدث أستاذنا “الهندي عزالدين” قبل يومين عن خطأ خطة سير المعارك وما حدث في قرى الجزيرة تمت مهاجمته بصورة كبيرة من شخصيات مختلفة من قيادات المجتمع
مما جعلني اتذكر مثلاََ سودانياََ يقول (لو عايز تقول النصيحة كبر عكازك)
سنظل نساند الجيش حتى الرمق الأخير وعلى الجيش أن يتحرك أكثر لأن ذلك البطء والتهاون هو من أوصلنا لهذه المرحلة وقبل أن تشيع الخرطوم لمثواها الاخير يجب وضع حد لكل متخاذل سوا من الجيش أو الدعم السريع مع الإغلاق الكامل لكل نافذة يمكن أن تستفيد منها المليشيا
نصر الله القوات المسلحة نصرا مؤزرا عاجلاً غير آجل يارب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!