المقالات

بينما يمضي الوقت .. ضجيج “هنادى” بجسدها النحيل في مواجهة صمت سادات العالم .. أمل أبوالقاسم

ترى إلى متى ستظل دارفور تنزف وجرحها كلما ادعت جهات تضميده ازداد غورا وتقيح صديدا؟. ظلت نكبة الإقليم تتسع مع تراكم السنين عليها، ففي كل عام تزداد أوجاعها وتفقد إنسانها تحت وطأة الاقتتال بدوعى عدة حتى وصلنا إلى يومنا هذا لتستكمل الحرب ما بدأه آخرون وتدور عليهم دائرة البغى والعدوان مجددا دون ذنب جنوه سوى أنهم من نسل أدمن بعض مستنريه وساسته التكسب على جسده وروحه وإنسانيته.

منذ أن تفتق وعينا ونحن نسمع بحروب دارفور ومشاكلها رغم اتفاقات عديدة جرت على مد التأريخ، ورغم معاهدات السلام وغيرها مما من شأنه ترميم وضعها وانسنتها، والعيش بسلام وأمن لكن هيهات. والآن الحرب الزوؤم تقضى على ما تبقى منهم بينما من اتخذوا الحياد موقفا ينظرون للأمر كأنه لا يعنيهم، كيف لا وقد قبضوا الثمن رخيصا رغم ضخامة أرقامه.

وقف انصاف الرجال من بعض قادة حركات ومنشقين موقف سيحفظه لهم التأريخ وهم يسترخصون دماء أبناء جلدتهم من اهل دارفور والسودان أجمع، وهم يتواطؤن مع العدو ضد شعب كامل واقليم جريح، يشاركون في التهجير وينظرون لذلك ببرود تلذذ.

ودونكم زمزم وما ادراك ما زمزم . معسكر شردت ساكنيه وآخرين ويلات الحروب التى لم ترحم صغيرا ولا كبيرا شيخا أو إمرأة. ثم وبعد أن استقر بهم المقام فيه وسط ظروف سيئة بدعم من بعض المنظمات. أتت الحرب لتعيدهم لذات المآسي بعد سيطرة المليشيا المتمردة عليه، مخلفة عشرات القتلى والثكلى، فكان حصادهم من الأذى أكثر من ذي قبل.

هجرت المليشيا واعوانها من بعض حركات دارفور مواطني الفاشر وزمزم واجبرتهم على الخروج وفي الطريق عانوا ما عانوا من ذل، ونهب، وانتهاكات جنسية تحت مرمى بصر وسمع ذوى الضحايا، بل تحت نظر عبد الواحد نور، و قواته تنظر إليهم دون تحرك ساكن.

وبينما انصاف الرجال من أشباه عبد الواحد نور، وسليمان صندل، والحلو من جهة أخرى يتمرغون في أموال الإمارات على حساب تمريغ انوف مواطنيهم في التراب، وقفت صبية يافعة نحيلة تمسك بسكين وبعزم الرجال الأشداء تشهر بها في وجه الأعداء وتعبر بها عن حواء السودان وسيدات دارفور، كيف لا وقد جبلت المرأة الدارفورية على الهمة والعزيمة وتفوقت على الرجل في عدد من الأمور.

هنادى “بت الفاشر” لله درك يا صنديدة، لله درك وانت تقاتلين إلى جانب القوات المشتركة التي ضربت أروع مثل في الشجاعة والوفاء فكنتى إلى جانبهم الأخت، والأم ، والطبيبة المداوية التي لم تتخلف عن أي ركب خرج مدافعا أو مهاجما العدو حتى اتتك الشهادة طائعة كما تشتهي.. لقد اخجلتي الرجال يا بنت جنسي، واصبحت مصدر فخرنا وملهمة ومحفزة وانت تلهبي حماس الجميع. كنتي أيقونة حرب الفاشر وانت تزودين عنها رغم رجاءات الخروج وستظلين علامة فارقة وشامخة وانت تسطرين بأسمك في التأريخ بحروف من نور تهدى خلفك للطريق القويم.

وقفت الدكتورة هنادى (بت الفاشر ) كالطود الشامخ في وجه المليشيا بينما انزوى رجال بايعوا الإمارات على هدم الوطن، وبينما صمت العالم صمت القبور حيال ما يجري في الفاشر وزمزم والطريق منها إلى طويلة التي قادهم إلى محرقتها عبد الرحيم دقلو؛ والهادي إدريس وغيرهم تحت ذريعة حمايتهم ثم ظلوا يرقبونهم كيف يحترقون.

إلى متى سيخرج العالم والمنظمات من صمتهم وجلباب الإدانات المهترئ؟ إلى متى سيظلوا يصرحون ويغلظون منها احيانا دون تحرك فعلي؟ إلى متى سنسمع للجعجعة دون أن نرى الطحين.

دارفور تحترق وجزء كبير من السودان انسلخ جلده وتشوه جراء فعل المليشيا ورعاتها ونحن ما زلنا لعامين نسمع ونسمع دونما سواه .. متى يا سادات العالم ستفعلوا وتفعلوا حيال السودان واقليم دارفور؟ متى ستعاقبون المليشيا واعوانها؟ متى ستدينوا رعاتها؟ أم أصبح السواد الأعظم منكم متواطئا؟ الهذا الحد تؤثر الإمارات على البعض الكثير وتخرس لسانه؟ ترى كم هو الثمن؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *