
في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش في عدد من الجبهات التي فتحتها مليشيا الدعم السريع بايعاز من حلفاء الداخل والخارج دفاعا عن الأرض والعرض الذي هتكه الأعداء على مرأى ومسمع، في الوقت نفسه يجتهد آخرون في لملمة ما اقترفته أيديهم، والبحث عن ملك زائل بين انقاض الوطن.
القوى السياسية والمدنية ( قحت) وبعد ان فشلت ببندقية حميدتي في استعادة الحكم، وبعد ان فقدوا الأمل عبرها يمموا وجههكم شطر الخارج يستجدون ديمقراطية منقوصة وحكم مدني، تاركين خلفهم حطام وطن كانوا أحد معاول هدمه، تركوه وإنسانه ممزق وجدانيا وقد فقد بعضهم الكثير ارواحا عزيزة، وممتلكات جمعوها بشق الأنفس، والأهم عرض غالي سلبه معاونوهم، تركوهم ما بين هائم على وجهه وما بين حبيس بين زخات الرصاص وانفجار الدانات والصواريخ، تركوا بيوت المواطنين الخاوية وقد حولتها الى جانب المشافي والمرافق الحيوية والاستراتيجية إلى ثكنات، تركوا البلاد خلفهم وبعض خطوط سيرهم لبوابة الخروج اصابها ما اصابها وقد فعلت فيها الافاعيل والمجازر. تخطوا كل ذلك وقفزوا فوقه بدم بارد مولين الادبار.
تركوا السودان دون ان ينبسوا ببنت شفة. تركوا كل ذلك ثم وباسمه ومن واقعه يستطعطفون الدول باستعادة المسار السياسي والحكم المدني.
تبا لكم ولمن تستجدونهم من دويلات لا تعنينا ولا يهمنا رأيها في شيء نحن المواطنون أهل السودان وليس حكومته لن يستطيع كائن من كان فرض واقع على بلادنا وسيادتها وإرادة مواطنها.
أكثر ما يوجع التصريح الذي أدلى به السيد سلك عن الجلسة الختامية للاجتماع الذي نظمه الإتحاد الافريقي للايقاد والذي جاء بعنوان ( الحوار السياسي للسلام والاستقرار في السودان). وقال فيه: ان رئيس الوزراء الاثيوبي تلى البيان الذي جاء فيه: مواصلة الجهود لوقف الحرب مع اعطاء الأولوية لمشاركة المدنيين وقياداتهم لعملية الحل السياسي.
واضح ان الاجتماع مفصل تماما على السادة (قحت) ومن شائعها. عزز ذلك الاجتماع مع شلة حلفائهم الدولية القديمة مفوض السلم والأمن الافريقي، والسكرتير العام للايقاد وممثلي الاتحاد الافريقي والايقاد، ودولة إثيوبيا وقد تباحثوا وهم يسرقون لسان الشعب السوداني حول كيفية انطلاق الحوار السياسي المدني الشامل، وان انطلاقه سيكون باعجل ما تيسر بما يعجل وقف الحرب.
سبحان الله وهؤلاء يجسدون المثل القائل ( داوتني بالتي كانت هي الداء) وراعى الضان في الخلاء يعلم ان العملية السياسية الاقصائية وما تمخض عنها من هتر بين الجيش والدعم السريع المتمردة هو سبب مباشر للحرب.
ثم.. هب ان دان لكم ما ترومون، حدثونا بالله عليكم كيف ستحكمون بلد تحولت إلى حطام على كافة الصعد! فإن كنتم والسودان يقف وقتها على ساقين ضعيفتين عملتم على هشاشتها أكثر فاكثر وادخلتموه في نفق مظلم فكيف حاله الآن وانتم نفسكم صبية الناشطين وعملاء الدول المعادية؟. دعكم من حديثي بإمكانكم إجراء استفتاء على شباب الثورة الذين صعدتم على جهدهم و جثث رفاقهم وتسنمتم المواقع بعد كنتم نكرات! اسألوهم ان كانوا يرغبون في عودتكم مجددا وقد اظهروا وطنية و(حرورية) أولاد البلد المأصلين وهم يذودون عن عرضهم، وكانوا أكثر شجاعة منكم في توصيف ما يجرى عبر بياناتهم المستنكرة.
(2)
اثارت التصريحات التي أدلت بها كينيا وإثيوبيا حفيظة اغلب السودانيين الشرفاء، ولا غرو في ذلك طالما ان من أمن العقاب ساء الأدب وإثيوبيا تحديدا تتمادى في تطاولها على السودان بينما يقابل البرهان كل ذلك بابتسامة عريضة دون اتخاذ موقف يحفظ للسودان ماء وجهه بل ان هذا ديدنه مع كل المتطاولين.
الدول المجتمعة في إثيوبيا المحت وحلفائها من أبناء السودان العاق وبكل وقحاقة الى قيادة جديدة هكذا وبكل بساطة. لكنا نعود ونقول ان الضعف البائن والفراغ العريض في حكم البلاد اغرى هؤلاء لاطلاق الاحكام.
البلاد سيما في هذه الفترة العصيبة تحتاج لحكومة قوية وفاعلة بدلا عن المتراخين والفارين ضعيفى الإدارة. البلاد في حاجة ماسة لمعالجات آنية ومن ثم جراحة كبيرة عقب انتهاء الحرب.
على فكرة يا من تنادون بوقف الحرب عبر اداة العملية السياسية اطمئنوا الحرب في خواتيمها، وبعد ان تضع اوزارها لا ضير من استئناف عملية سياسية شاملة ومن ثم حكم مدني، وفي حال تعذر فالبديل موجود لحين ميسرة.