الأخبار

من وراء تصاعد أحداث الجنينة وأخريات؟

أمل أبوالقاسم

رغم أن أحداث الحدود الشرقية ما زالت تشكل هاجس للكثيرين وتستحوذ على اهتمام الدولة والشارع العام وتجد حظها من التضامن والسند إلا أن ما يجري بغرب دارفور كان الأكثر اهتماما وتعاطفا كونه يجري بين قبائل المنطقة الواحدة ما ينذر بحرب أهلية ظلت تقوم بين فينة وأخرى في عدد من الولايات ذات القبائل المتعددة، بيد أن أحداث الجنينة التي راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى أثارت الذعر في النفوس خيفة تكرار الحرب التي جرت في العام 2003م وراح ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين.
صحيح ان ما حدث كان نتيجة شجار بين شابين من قبيلتين مختلفتين انتهى بوفاة شخصين الا ان جهات أو جهة استغلت الحادث، ولأنها تعلم طبيعة النفس البشرية في تلكم المناطق والقبائل ولأن النار من مستصغر الشرر عمدت إلى إشعالها وتأجيجها حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن حد تناثر الجثث في العراء.
وأصبح من المؤكد أن ثمة أيادي تعبث بالجنينة، عزز ذلك إستخدام اسلحة ثقيلة في هذه الأحداث، فضلا عن مصدر لأحد المواقع الإلكترونية قال بأن أحد الطرفين طلب أسلحة من دولة جارة فاسعفتها من فورها بها وحملت على ظهر الجمال.
لكن يبقى السؤال. ترى من المستفيدين من هذه التوترات التي تصاعدت وأخذت اهتماما كبيرا من الدولة بشقيها؟ وذهبت الإحتمالات والتساؤلات مذاهب عدة. ترى هل تحاول جهة ما أو دولة اجنبية مثلا لها مصلحة في إلهاء الحكومة والجيش عن ما يجري في الشرق فتصرف بذا اهتمامه وتنفذ ما ترمي إليه؟.
أم هناك جهات تهدف إلى استبقاء بعثة اليوناميد التي في طريقها للمغادرة؟ جهات ليس من مصلحتها أن تتولى القوات المشتركة التي أعلنت حماية المدنيين حال خروج البعثة وعلى رأسها قوات الدعم السريع وهو ما يتعارض مع أمنيات شخصيات قادت عدد من المعارك والاختراقات في إقليم دارفور والصقت الأسباب والأفعال في الجيش والدعم السريع، شخصيات غير متفقة البتة مع قائد قوات الدعم السريع “حميدتي” مثلا.
أم ترى أن الأمر أكبر بكثير وهو إستهداف المنظومة الأمنية والجيش تحديدا بحيث تؤجج الصراع في عدد من الولايات وتلهي القوات المسلحة بشقيها، أو أظهارها بمظهر العاجز والفاشل حتى تجد ذريعة للتدخل الأجنبي أو وضعه تحت الوصاية الدولية العسكرية والسياسية، كذلك جعله نهبا لانتهاكات حقوق الإنسان. ونخشى في ظل ما يخطط له وما يجري أن يوضع السودان بالكامل تحت الوصاية الدولية للأمم المتحدة تحت الفصل السابع الذي يبيح كل ما يشتهى وهو أمر مخطط له أو يبدو كذلك.
على كل نتمنى أن تستفيد الدولة من هكذا أحداث سيما في دارفور واستباق مثل هذه المناوشات المفضية للحرب بتداركها مسبقا، وأعتقد أن لابد على العمل بجدية لنزع السلاح بأنواعه بأي من السبل، فضلا عن إعادة دور الإدارة الأهلية، بيد أن الأهم من كل ذلك وضع قيادة تنفيذية على قدر المسؤولية، وان يعوا أن ولايات بعينها تحتاج لقادة جيش تعرف التعامل مع مثل هذه الأحداث وهذا ما قال به الكثيرون عند حلهم لولاة الولايات ولكن (تسمع إذ ناديت حيا……)