
متابعات _ عزة برس
في سياق الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء النزاع في السودان، أعربت مصر عن أملها في بدء عملية سياسية شاملة لا تستثني أي طرف، مؤكدة احترامها الكامل لسيادة السودان، ومرحبة بانخراط الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الأزمة السودانية. جاء ذلك خلال محادثات أجراها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في القاهرة، يوم الخميس، مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المساواة والاستعداد وإدارة الأزمات، حاجة لحبيب.
المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، أوضح أن المحادثات تناولت تطورات الأوضاع في السودان، حيث أدان الوزير عبد العاطي الانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت في مدينة الفاشر، واستعرض الجهود التي تبذلها مصر ضمن الآلية الرباعية لوقف النزاع والحفاظ على وحدة وسلامة الدولة السودانية. وأكد أن القاهرة تواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل التوصل إلى حلول توقف القتال وتعيد الاستقرار.
الآلية الرباعية، التي تضم السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة، تعمل على وقف إطلاق النار في السودان. وكانت قد عقدت اجتماعاً وزارياً في واشنطن خلال سبتمبر الماضي، شددت فيه على ضرورة بذل كل الجهود لتسوية النزاع المسلح. كما طرحت في أغسطس الماضي خريطة طريق تضمنت هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، يعقبها وقف دائم لإطلاق النار، تمهيداً لبدء عملية سياسية وتشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر.
عبد العاطي أكد خلال لقائه مع المفوضة الأوروبية أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية واحترام السيادة السودانية، مشدداً على ضرورة التعاون مع المؤسسات الدولية لتسهيل نفاذ المساعدات. وأوضح أن هذه الخطوة أساسية لتخفيف معاناة المدنيين في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يشهدها السودان.
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، فيما اتهمت الحكومة السودانية عناصر الدعم السريع بارتكاب جرائم بحق المدنيين في المدينة. هذا التطور الميداني ألقى بظلاله على المحادثات، حيث شدد وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحافي مع حاجة لحبيب على أن بلاده تبذل جهوداً مخلصة لوضع حد للحرب في السودان، مؤكداً ضرورة معالجة الأوضاع الكارثية في دارفور واحترام سيادة السودان والحفاظ على سلامة أراضيه. وأضاف أن مصر ترحب بانخراط الرئيس الأميركي في الأزمة السودانية، معربة عن أملها في وقف إطلاق النار وبدء العملية السياسية دون إقصاء.
منتصف الشهر الحالي، بحث وزير الخارجية المصري مع مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، تطورات الأوضاع في السودان خلال اتصال هاتفي، حيث أدان الفظائع والانتهاكات المروعة في مدينة الفاشر، داعياً إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم الشعب السوداني ومساندة مؤسساته الوطنية. وأكد بولس أن الولايات المتحدة طرحت نصاً قوياً لهدنة إنسانية في السودان، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي جعل تحقيق السلام في السودان أولوية.
عبد العاطي أحاط المفوضة الأوروبية خلال المؤتمر الصحافي بالأعباء الكبيرة التي تتحملها مصر نتيجة استضافة أكثر من عشرة ملايين لاجئ على أراضيها، نصفهم من السودانيين، مؤكداً حجم الضغوط التي يفرضها هذا الوضع على الاقتصاد المصري. وأوضح أن هذه المسؤولية تتطلب دعماً دولياً لمساندة مصر في مواجهة التحديات المرتبطة باللاجئين.
كما جدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال لقاء جمعه قبل أيام مع مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول على هامش قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ، التأكيد على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة وسيادة السودان. وشدد على موقف مصر الثابت والداعم للشعب السوداني ومؤسساته الوطنية، مؤكداً أن القاهرة ستواصل العمل مع شركائها لضمان استقرار السودان ووحدته.
السودان نيوز











