الأخبار

جمال عنقرة يكتب: الطريق الثالث .. آراء وأقوال

تأملات
التفاصيل التي قدمتها في مقال الأمس عن الطريق الثالث الذي ندعو له حفزت كثيرين للإدلاء بارائهم، فكثر توالي الاتصالات والرسائل، ومن أجل توسيع دائرة التشاور حول الطريق الثالث الذي يبدو أنه قد صار خيارا راجحا، ويشاركنا في ذلك حتى بعض المسؤولين والسياسيين النافذين، سوف أنشر بعض ما ورد من رسائل كما هي دون الإشارة إلى أسماء أصحابها، لأنها كانت رسائل خاصة، وقد لا يكون أصحابها راغبين في الظهور، ولكن قبل ذلك لابد من الإشارة إلى حدث مهم قد يعزز من الأسباب التي تدعونا إلى اختيار الطريق الثالث خيارا واحدا لا بديل له، وهو إعلان حزب الأمة القومي تجميد تواصله مع مركزية الحرية والتغيير بشأن تشكيل أجهزة الحكم الانتقالي المرتقبة، واتهم الحزب في بيانه بعض قوي الإعلان بحرصها علي المناصب أكثر من حرصها علي مواجهة تحديات البلد، وكانت بعض مكونات الحرية والتغيير قد اتهمت حزب الأمة في أوقات سابقة بأنه يغالي في حصته التي يطلبها، وكما هو معلوم فإن حزب الأمة كان قد طالب بعضوين في المجلس السيادي، وستة وزراء وأربعة ولاة، وخمسة وستين عضوا في المجلس التشريعي، وقال إن هذه المقاعد المطلوبة تمثل 25% من مقاعد الحكم، وهو يستحق 40% حسب ثقله الجماهيري، أو حسب آخر انتخابات أجريت قبل الإنقاذ في العام 1986م، وبصرف النظر عن قوة منطق حزب الأمة، أو قوة منطق الآخرين في قوي الإعلان الذين رفضوا له ذلك، فإن سبب هذه الأزمة هو المحاصصة، والتي يجنبنا لها الطريق الثالث، لو اعتمدنا علي اختيار الكفاءات، وبعدنا عن المحاصصات الحزبية. وبعد خروج حزب الأمة، أو تجميد تواصله مع اللجنة فإن موضوع تكوين أجهزة الحكم يزداد تعقيدا، وقد يزيد أمده أكثر مما هو عليه، ومهما كانت الموازنات التي تحدث فإن التشكيل سيكون أكثر تشوها، وهو قطعا سيأتي بحكومة أضعف من القائمة الآن، وأكثر تنافرا وتنازعا، وهذا ما يدعونا لأن نكون أكثر حرصا علي الطريق الثالث.
ومن الرسائل التي وصلت رسالة من سياسي مخضرم، عرف بالجدية والصدق، يقول في رسالته، (السلام عليكم ورحمة الله .. جزاك الله خيرا .. جهد مقدر وأجمل ما في هذا الطرح الشروع مباشرة في الإجراءات .. أقترح أن تتبنوا هذا الطرح كمبادرة تعرض على القوي القوي السياسية والمجتمعية)
ونقل لي أحد الأصدقاء رسالة أخري، لعلها وردت في واحد من قروبات “وادي النيل” وصاحبها من الاقتصاديين المخضرمين يقول (كعادتك تحليلك رائع… وأنا أتفق معك في معظمه… وخاصة في مجال الوزراء لابد من كفاءات من الداخل ومعروفين من غير الحزبيين وكما ذكرت السيرة الذاتية ويقدم خطة عمله قبل أداء اليمين وليس من الخارج كما عايشناه مع الوزراء الحاليين والذي أتوا بهم من المنظمات الأجنبية والذين فشلوا بنسبة كبيرة 💯% والولاة لابد يكونوا من قدامي الضباط الإداريين والذين لهم خبرة ولا داعي لوزراء إقليميين فقط مدراء عامين من المهنيين والذين يعملون في هذه الوظائف ونكتفي بعدد محدود من مجالس تشريعية للولايات وأتفق معك بأن يرشح للولاة كبار ضباط القوات النظامية المتقاعدين منذ أكثر من 5 سنوات كحد أدنى.
…وبهذه الطريقة نستطيع أن نحصل علي مجلس وزراء وولاه مقتدرين… مع تحياتي واحترامي)
ووصلتني رسالة معبرة من أحد الأصدقاء من أبناء وادي النيل المحبين الحادبين (الطريق الثالث دائما هو صوت الحكمة الذى لايسمع له أحد ويعقد من أجله اللقاءت الهامشية ثم يهمش وينادى به الجميع ولا يختاره احد. ما أشبه الليلة بالبارحة وقليلون من يتعلمون من التاريخ وللأسف من يتعلمون ويفهمون التاريخ لا يستطيعون تغييره)
وهذه الرسالة وصلت من أحد الإخوة المحللين المتابعين (على الرغم من إيجابية كل النقاط التي أوردتها عما آلت إليه إلأوضاع الحالية في البلاد من السوء والرداءة في كل مجالاتها خلال خواتيم النظام السابق والمحاولات التي كانت تبذل للخروج منها إلا أن ما حدث من البعض ممن تصدروا المسرح السياسي في غفلة من الزمن بعد إزاحة ذلك النظام وهم لا يمثلون شيئا في الواقع وصاروا يتصدرون العمل الوطني في الوقت الذي ليس لهم أية دراية أو معرفة بإدارة دولاب الدولة وهم لا يملكون أدنى مقومات رجال الدولة من خبرات القيادة وحكمتها ناهيك عن التصرف اللا مسئول في مصير دولة عظيمة كالسودان كما أنهم ليس لهم كيان ذو تأثير من الكيانات والمجموعات السياسية والإجتماعية ذات الثقل المعروفة…
وبشكل عام فإن مضمون التأملات يحتوي على الخطوط العريضة التي تحتاج للمزيد من التحليل والتوضيح لكشف المزيد من الأمور والحقائق التي لا تزال غامضة وغائبة عن الجميع وهم يتشوقون لمعرفتها على حقيقتها…)
ووصف آخر مقال الطريق الثالث بأنه (كلام جيد ومنطقى و يجب أن يكون مقبول للجميع لاعتداله) وقال آخر (مبارك أستاذنا نعم الطرح طرحكم …يا ليت قومي يستبينوا النصح اليوم …قبل ضحي الغد …هذا الدور المنوط بقادة الرأي عندما تدلهم الخطوب ..ويصبح الوطن محاطا بالمخاطر والمحن ..يصبح الطريق الثالث فرض عين)
وكتب أحد الأصدقاء الأكاديميين الفاعلين، من المهنيين المحترفين النادرين، ويتبوأ موقعا رفيعا في الدولة (اخى د.جمال عنقرة. .
ينتابني قلق كبير وبشدة لأن الأمور بدأت تفلت عن السيطرة والتشاكسات بين المكون المدنى والعسكرى والتعثر فى الحاضنة السياسية لقوى الحرية والتغيير لاكمال وتشكيل الهياكل التشريعية والتنفيذية والمحاصصات وتجميد حزب الأمة القومى التواصل مع قوى الحرية والتغيير والكثير من الاعتذارات لتشكيل مجلس الوزراء والهروب من تحمل المسؤولية. …وعدم الانسجام والانفلات الصارخ فى الأسعار وغلاء المعيشة يدعو للقلق الشديد والله يصلح الحال وبالتالى لابد من إيجاد حلول عاجلة)
هذه مجرد عينات من الرسائل، ويتواصل الحوار بإذن الله تعالي، وكنت قد تواصلت مع بعض السياسيين الفاعلين، وبعض مراكز الدراسات والبحوث التي أعلنت تبنيها للفكرة، وطرحها للحوار عبر منابرها، وبالله التوفيق والسداد.