الخرطوم- عزة برس /وكالات
قال مصدر حكومي سوداني لـ”الشرق”، الأحد، إن رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان يجتمع بالمكوّن العسكري وهيئة الأركان للتباحث بشأن كيفية حل أزمة شرق السودان بلا صدامات مع المجموعات القبلية.
وكشف المصدر عن زيارة مرتقبة لوفد رفيع من الحكومة الانتقالية إلى بورتسودان، خلال اليومين القادمين، لبحث إنهاء إغلاق محتجين من قبائل البجا الطريق الرئيسي الرابط بين شرقي البلاد وبقية ولايات السودان.
وأعلن المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة في شرق السودان، وهي هيئة تجمع المرجعيات القبلية في المنطقة، الجمعة، بدء الإغلاق بدعوى عدم استجابة الحكومة الانتقالية لمطالبهم بإلغاء مسار الشرق في اتفاقية السلام الموقعة في جوبا، العام الماضي.
وأكد المسؤول بالمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة في شرق السودان، الصادق المليك، لـ”الشرق”، تواصل الحكومة معهم من أجل تنسيق زيارة وفد حكومي برئاسة وزير مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، ووزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي، ووزير النقل ميرغني يوسف.
وأضاف المليك: “حتى الآن لم يتم تأكيد استقبال الوفد نظراً لتصاعد حدة التوترات”.
ويشمل الإغلاق شرق السودان بداية من الطريق الرابط بين العاصمة الخرطوم وبورتسودان، وأوسيف، جبيت، وولاية القضارف بمنطقه الزيرو، حسبما قال رئيس المجلس.
ولفت المليك إلى تمسكهم بإلغاء مسار الشرق، وعقد منبر جديد للحوار يتبنى قضاياهم.
تهديد بالتصعيد
من جانبه، قال نائب رئيس المجلس الأعلى لكيانات الشمال أبو القاسم برطم، في تصريح لـ”الشرق”، إنه تم إغلاق بنك السودان المركزي في مدينة بورتسودان من قبل المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، وهدد باستمرار التصعيد لحين تحقيق كل المطالب.
وظهر رفض حاد في شرق السودان من المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عقب توقيع حركتي مؤتمر “البجا” و”الجبهة الشعبية المتحدة” اتفاقية جوبا، إذ طالب المعارضون بإلغاء المسار واستبداله بمنبر جديد أُطلِق عليه “منبر الشرق”.
ويعود الرفض إلى مزاعم بأن الموقّعين لا يمثلون شرق السودان، وأن الاتفاق لا يلبي تطلعات سكان المنطقة في ما يتعلق بتقاسم السلطة والتنمية.
وعقب الرفض، شُكِلت لجنة برئاسة عضو مجلس السيادة السوداني، الفريق أول شمس الدين كباشي، ولكنها لم تصل إلى توافق حول الحلول التي طرحت حينها.
وشهدت المنطقة عدة احتجاجات من قبل السكان على اتفاقية جوبا للسلام، وعقدت قيادة الشرق لقاءات موسعة مع أفراد المجلس السيادي والحكومة الانتقالية، غير أنها لم تسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة بشأن الأزمة.
وكان رئيس الوساطة الجنوبية، توت قلواك، وصل الخرطوم في وقت سابق لمتابعة عملية تنفيذ ملف مسار الشرق في اتفاق جوبا، خاصة ما يتعلق بالترتيبات الأمنية والمشاركة في مجلس شركاء الحكم.
وسبق أن أرجأت الحكومة السودانية مشاركة أعضاء “مسار الشرق” في اتفاق جوبا بالسلطة التنفيذية، خوفاً من تأجيج الصراع في المنطقة التي تشهد اضطراباً أمنياً منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير.
وشمل اتفاق جوبا للسلام خمسة مسارات تفاوضية بين الحركات المسلحة والأحزاب السياسية المختلفة مع الحكومة الانتقالية، من بينها مسار دارفور، ومسار الشرق، ومسارا الشمال والوسط.