
على خاصرة طريق الموردة اثر لمبنى قديم، كان مصدر حيوية ونشاط مجتمعي، سياسي، فني،ادبي، هو دار ( فوز)، وفوز هذه
غادة حسناء، هي صاحبة هذه الدار،
او ( الصالون)، كان يجتمع فيها الشعراء، والفنانون، والوطنيون المنتسبون لجمعية( اللواء الابيض)
كان خليل فرح هو ريحانة وروح
هذا الصالون٠٠كان خليل افندي هو
منصة الاعلام الوطنية، يبلغ الجمهور رسالة الثورة، يكتب كلماتها، او يغني ما كتب عنها٠
وكان الخليل يكتب برمزية ، لكن في اهاب رومانسي، وقد يكون
الحبيب هو رمز للوطن ، نرى ذلك
في اغنياته التي تتسم بالعاطفة الجياشة، لكن يظل الوطن هو المبتغى، انظر الى اغنيته( فلق الصباح)، الاغنية المملوءة بوصف
الطبيعة وحسنها، غير اننا نتامل
بعمق ونقرا ( فلق الصباح)، وما
الصباح الا رمز للانعتاق والحرية،
كان خليل واهبا روحه لوطنه، كتب
ما لم يبلغه غيره،، كتب السيرة الذاتية للمدينة السودانية،فيذكر في
اغنيته الاخيرة، الاغنية التي سكب
فيها لوعات الفراق المر وهو بين
الندماء في ( دار فوز):
ما هو عارف قدمو المفارق
يا محط امالي السلام
يرثي فيها نفسه، وهو في ليلة
الوداع، والنزوح لمصر للاستشفاء
من داء ازعجه٠
يذكر ( فتيح) ، و ( الخور) و( الطريق ال شاقي الترام), ثم يذكر امدر وسمومها:
من سموم الصيف لاحلو بارق
لم يزل يرتاد المشارق
كان دلال كان تيه كلو لايق
نحنا ما ملينا الخصام
(لاحلو بارق)، والبرق الذي يلوح
هو الامل، الحرية التي تنتظر٠
ثم يتجلى الخليل ويذكر مشهدا بديعا:
قدلة يا مولاي حافي حالق
في الطريق ال شاقي الترام،
قال الاديب الدبلوماسي النابه عبدالهادي الصديق، رحمه الله، في
كتابه( نقوش على قبر الخليل)، معلقا على:( قدله يا مولاي حافي حالق)، قال ان خليل التقط هذه اللوحة من مشهد الاحرام في شعيرة الحج، حيث يكون المعتمر او الحاج
حافي القدمين، حالق شعره( حافي
حالق)
ولك ان تتامل كل هذا الجمال الذي
حمله ذاك القلب، مكنون امال واحلام وطنه التي سكبها، فاضنته
واورثته علة٠
نعود للخليل الحلقة القادمة، ربما
مرات كثر٠