المقالات

الخباثة والعمالة بقلم: د. عبد العزيز الزبير باشا

في 15 أبريل 2025، استضافت لندن مؤتمرًا دوليًا رفيع المستوى بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في السودان، حيث أعلنت بريطانيا عن تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني ( *حوالي 158 مليون دولار* ) للسودان.
لكن هذا المؤتمر أثار جدلًا واسعًا بسبب استبعاد الحكومة السودانية من الحضور، رغم مشاركة دول مثل الإمارات وكينيا، وهو ما اعتبرته الخرطوم إقصاءً غير مبرر.

*الإقصاء الدبلوماسي وتداعياته القانونية
يُعد استبعاد الحكومة السودانية من المؤتمر تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية، إذ يُفترض أن يكون الطرف المعني، السودان، جزءًا مباشرًا من أي حوار دولي يهدف إلى معالجة أزماته الداخلية.
هذا الإقصاء قد يُفسَّر كدعم غير مباشر وضمني لأطراف أخرى، مما يثير تساؤلات حول نوايا المنظّمين وحيادية المؤتمر.

*التمويل الإنساني بين النية والمآل
رغم أهمية المساعدات الإنسانية المُعلنة، إلا أن هناك مخاوف من إمكانية استخدام هذه الأموال بطرق غير مشروعة. تقارير متعددة أشارت إلى أن ميليشيات الدعم السريع المتمردة قد استفادت من دعم خارجي، بما في ذلك مزاعم بتلقي أسلحة من الإمارات عبر تشاد.
إذا تم توجيه جزء من هذه المساعدات لتعزيز قدرات جهات متورطة في انتهاكات حقوق الإنسان، فإن ذلك قد يُعد خرقًا للقانون الدولي الإنساني.

*الشرعية الدولية والعدالة الانتقائية
مشاركة دول متهمة بدعم التمرد، مثل الإمارات، في مؤتمر يُفترض أن يهدف إلى دعم السلام في السودان، تثير تساؤلات جدية حول مصداقية المجتمع الدولي.
لقد قدم *السودان شكوى إلى محكمة العدل الدولية يتهم فيها الإمارات بدعم قوات الدعم السريع المُحلّة بمرسوم دستوري، في ارتكاب أعمال إبادة جماعية.
تجاهل هذه الاتهامات في مؤتمر لندن قد يُفسَّر كازدواجية في المعايير.

*خاتمة
بينما يُقدَّم مؤتمر لندن كخطوة نحو حشد “ دعم إنساني ” للسودان، إلا أن استبعاد الحكومة السودانية ومشاركة دول داعمة للتمرد الإرهابي وأذنابهم الخونة، يؤكد أن الغطاء “ *الإنساني ” مجرد واجهة خبيثة لتعميق الحرب.
وهنا تُثار تساؤلات فعلية حول حيادية وجدوى هذه المبادرات.
من الضروري جدًا أن يكون أي جهد دولي لحل الأزمة السودانية شاملاً وعادلاً، لا يتعارض ولا ينتقص من قدر السيادة الوطنية، في تحقيق العدالة الشاملة وإرساء روح السلم والأمان، عبر إنهاء التمرد وانتصار الإرادة الوطنية وقوات الشعب السودانية المسلحة.

*وطن ومؤسسات …
*السودان أولًا وأخيرًا…

د. عبدالعزيز الزبير باشا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *