خبر و تحليل عمار العركي يكتب : زيارة الوفد الإماراتي لجوبا : هل الإمارات خلف الانقلاب الفاشل فى جوبا ؟
▪️في أعقاب الانقلاب الفاشل الذي قاده مدير الأمن السابق في جنوب السودان، قام وفد إماراتي بزيارة العاصمة جوبا بعد يوم واحد فقط من تلك الأحداث. ورغم أن البيان الرسمي لحكومة جنوب السودان أشار إلى أن الزيارة ركزت على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، فإن التوقيت الحساس لهذه الزيارة يثير تساؤلات جدية حول دوافعها وأهدافها الحقيقية، خاصة في ظل معطيات تشير إلى احتمال تورط الإمارات في دعم الانقلاب أو على الأقل ارتباطها به بشكل غير مباشر.
1/ توقيت الزيارة الإماراتية مباشرة بعد فشل الانقلاب يحمل دلالات رمزية وسياسية واضحة. فمن غير المعتاد أن يتم إرسال وفود رفيعة المستوى إلى دولة تعيش أزمة سياسية وأمنية كبرى بهذه السرعة، إلا إذا كانت هناك أسباب ضاغطة تقتضي ذلك.
2/ تشير الحيثيات إلى أن الإمارات ربما سعت من خلال هذه الزيارة إلى تهدئة غضب الحكومة في جوبا وإعادة بناء الثقة معها، خاصة إذا كانت هناك إشارات على وجود دعم إماراتي خفي للانقلاب.
3/ يبدو أن الإمارات تحاول استخدام نفوذها الاقتصادي لإعادة بناء علاقتها مع السلطة في جوبا. من خلال الحديث عن تعزيز التبادل التجاري والمشروعات الاقتصادية، تسعى الإمارات إلى تقديم نفسها كشريك موثوق ومستعد لدعم الاستقرار، وهو ما قد يكون محاولة للتغطية على أي تورط محتمل في الأحداث الأخيرة.
4/ دعم الاقتصاد هو استراتيجية إماراتية معروفة للتأثير على الحكومات في أفريقيا والشرق الأوسط. هذا يعزز فرضية أن الزيارة جاءت لتدارك تداعيات الانقلاب الفاشل ومحاولة استعادة النفوذ.
5/ الإمارات لديها سجل حافل بدعم أطراف داخل الدول الأفريقية لتحقيق مصالح استراتيجية، خاصة في المناطق الغنية بالموارد الطبيعية مثل جنوب السودان. بالنظر إلى مصالح الإمارات في النفط والموارد الأخرى، قد تكون الزيارة جزءًا من استراتيجية أوسع لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي.
6/ دعم الإمارات للأطراف المعارضة أو المحسوبة على النخبة الأمنية في جنوب السودان ليس أمرًا جديدًا، ويظهر في حالات مشابهة في دول أخرى.
7/ جنوب السودان يمثل منطقة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للإمارات، نظرًا لثرواته النفطية وموقعه الجغرافي. أي تغيير في القيادة السياسية أو العسكرية قد يؤثر على المصالح الإماراتية، ما يجعل التدخل المباشر أو غير المباشر احتمالًا واردًا.
8/ زيارة الوفد الإماراتي يمكن قراءتها كجزء من محاولة الإمارات الحفاظ على نفوذها في جنوب السودان، باعتباره إحدى دول الطوق السوداني. هذا يبدو أكثر إلحاحًا في ظل تراجع موقف الإمارات وفشلها في تحقيق أهدافها بالسودان.
▪️خلاصة القولرومنتهاه :
▪️تشير الحيثيات المرتبطة بالانقلاب الفاشل في جنوب السودان وتوقيت الزيارة الإماراتية إلى احتمال وجود دور خفي للإمارات في الأحداث الأخيرة. ومع أن الزيارة قد تكون مبررة في ظاهرها بتعزيز التعاون الاقتصادي، فإن السياق الزمني والسياسي يشير إلى أنها قد تكون محاولة لتخفيف التوتر مع الحكومة في جوبا واحتواء أي تداعيات محتملة على المصالح الإماراتية.
▪️الدور الإماراتي في هذه القضية يفتح المجال لفهم أعمق لطبيعة تدخل الإمارات في النزاعات الداخلية للدول الأفريقية، وكيف يمكن للمصالح الاقتصادية والاستراتيجية أن تشكل مسار الأحداث.