وزير الصحة : ١١ مليار دولار جملة الخسائر و٥٥ طبيبا قتيلا .. ضبطنا منظمة اجنبية تدخل مخدرات للبلاد والصحة فى دارفور مسئوليتنا .. مساعينا مع مصر مستمرة للتراجع عن اجراءاتها الجديدة لدخول السودانيين
مخلفات الحرب من الجثث سيكون لها اثارا طويلة المدى
اصداء سودانية تقلب اوراق الاحداث والوقائع المؤلمة مع وزير الصحة
نتخوف من انتشار الاوبئة وسط النازحين لعدم تهيئة مراكز الايواء
حوار : عابدسيداحمد
لقد ظلت المشكلات الصحية فى بلادنا تتزايد مع تزايد رقعة الحرب ودمار المؤسسات الصحية وقتل الكوادر الطبية وكثافة النزوح و ارتفاع اعداد الجثث وعجز وزارة الصحة عن توصيل الخدمات للمناطق التى تسيطر عليها المليشيا (اصداء سودانية ) جلست الى وزير الصحة النشط د. هيثم محمد ابراهيم واجرت معه الحوار التالى حول الراهن الصحى بالبلاد فى ظل الحرب وتداعياتها فالى مضابطه :
السيد الوزير مع مواصلة المليشيا للاعتداء على المرافق الصحية والكوادر الطبية العاملة ونهبها للاصول ماهى تقديراتكم لحجم الدمار حتى الان ؟
حجم الدمار كبير جدا و٧٠ % من الاصول العلاجية والتشخصية التى كانت بالخرطوم فقدناها بجانب الاخرى التى فقدناها فى الجزيرة ورئاسات الامدادات الطبية و٢٦ مصنعا وشركة للدواء بجانب المتحركات ومحتويات المخازن و بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية تبلغ جملتها ١١ مليار دولار وهذا غير الكادر حيث فقدنا ٥٥ طبيا اغتيلوا اثناء تاديتهم لعملهم
كيف تنظرون لمخاطر الجثث عقب انتهاء الحرب ومادوركم فى التعامل معها ؟
الجثث بالمناطق التى يتم تحريرها تتم ازالتها فورا وهناك لجنة عليا لهذا الغرض من المجلس الاعلى للبيئة والدفاع المدنى والصليب الاحمر والصحة وصحة البيئة الا ان مخلفات الحرب هذه سيكون لديها اثارها الطويلة المدى على الانسان
ماهى اثار تزايد النزوح على الصحة بولايات الايواء ؟
عانينا مع اصحاب الامراض المزمنة فى اعادة توزيعهم والنزوح يتسبب فى الاوبئة لعدم وجود البيئة المهياة فى مراكز النزوح والتغذية اللازمة سائلين الله الحفظ وناخذ على المجتمع الدولى ضعف دعمه فى هذا الجانب
لماذا لاتكون هناك عيادات متنقله وسط مراكز النزوح بالولايات ؟
هناك عيادات متنقله لكنها غير كافية ومنظمة الصحة والصندوق الكويتى يعملان فى هذا الجانب وسنضغط على المنظمات للتوسع فى ذلك
اين وصلتم فى اعمار مستشفيات ام درمان بعد تحريرها ؟
لقد تم تكوين لجنة عليا لهذا الغرض مبكرا وبدانا بمساندة من الوالى فى اعادة تاهيل مستشفيات الدايات والسعودى ولن يثنينا تعرص مستشفى الدايات للضرب بعد ٢٤ ساعه من اعادة تشغيلها وقد نجحنا فى زيادة السعة السريرية وتاهيل مستشفى البلك وتحويله لمستشفى مرجعى به كل التخصصات وافتتحنا مستشفى بر الوالدين الجديد والذى يعمل بكامل طاقته
كيف يتم نقل الادوية للمناطق الامنة المقفولة بالنيل الازرق والمناقل والدمازين وولايات كردفان ؟
النقل يتم جوا ويجرى الترتيب حاليا لنقل ٦٠ طنا من الادوية لولايات الاقليم الاوسط اما بالنسبة للخرطوم والجزيرة فانه يصل هناك عبر المواطنين والطرق البرية المختلفة وفى الخرطوم يتم نقله عبر البحر لبحرى وشرق النيل وجنوب الخرطوم وهنا اقول لابد من الاسراع بفتح الطرق الرئيسية سنار الدمازين جبل مويه والطريق الغربى بام درمان فهى تعوق توصيل الدواء فى الزمن وبالكميات المطلوبة وتزاد الصعوبات حالة وجود تحصينات
وماذا عن ولايات دارفور ؟
الصحة فى دارفور برغم سيطرة المليشيا على اجزاء كبيرة منها هى مسئوليتنا ولتوصيل الخدمات الصحية الى هناك نلجا للاسقاط الجوى كما تحدثنا مع المنظمات الدولية فى هذا الشان ولدينا تواصل مع كوادرنا الطبية هناك
هناك حديث عن تزايد هجرة الاطباء جراء الحرب ؟
نعم هناك هجرة كبيرة للاطباء للعمل بالخارج فنامل الا يطول امد الحرب حتى لانفقد اكثر مما فقدنا وحتى يعود البعض لبلادهم
الا تتخوفون من استخدام المنظمات الاجنبية العاملة فى المجال الصحى ستارا لاعمال مشبوهة فى ظل الحرب ؟
ليس هناك منظمه يمكن تدخل لبلادنا ادوية من غير موافقة مجلس الادوية والسموم وقد رصدنا منظمه ادخلت مخدرات قمنا بمصادرتها ويمكن ان يؤدى هذا الى ايقاف عمل المنظمه
على ذكر الدواء لماذا هذا الارتفاع الجنونى لاسعار الدواء فى الصيدليات ؟
المشكلة الاولى التى واجهتنا بعد انداع الحرب كانت فى توفير الدواء داخل البلاد وان يكون سعره فى متناول ايدى المواطن فنجحنا عبر الامدادات الطبية والقطاع الخاص فى ذلك فكان حجم الاستيراد فى الاشهر الاولى للحرب فى حدود ٥ مليون دولار ووصل مؤخرا فى متوسطه الى ٢٠ مليون دولار اما الاسعار فان
الزيادة فى سعر العملة وليس فى سعر الدواء فعندما تمت التسعيرة كان الدولار ٦٠٠ جنيها والان ٢٦٠٠ جنيها وبالتالى ارتفع سعر الدوء بالبلاد ٥ مرات مع غياب التصنيع المحلى صار الدواء كله مستوردا بالدولار اما الارباح فان مجلس الادوية والسموم لا يسمح الا بنسبة محددة للارباح
مادوركم فى تسهيل العلاج بالخارج للمرضى؟
فى الاصل ان يكون العلاج بالداخل وفى حالة عدم توفره وضرورة السفر خارج البلاد قمنا بعمل برتكولات جديدة وشجعنا القديمة فلدينا برتكول مع مصر فيه مساهمة تصل الى ٣٠ الف جنيه مصرى للمريض كما عملنا بطاقة تامينية توزع على المرضى وهنا نشكر سفيرنا والمستشار الطبى هناك كما تم بمساعدة بعض الجهات الاخرى شراء بطاقات تساعد على تلقى العلاج ونتابع مع منظمة الصحة العالمية فرص العلاج المجانى والتى بدات فى اسوان ونامل ان تتواصل بالقاهرة كما وفرنا عبر وزارة المالية ادوية لزارعى الكلى لمدة ثلاثة اشهر ولدينا ترتيبات لاعادة البرتكول العلاجى مع تركيا وعمل برتكولات مع الاردن واليمن وساعين مع مصر لتسهيل اجراءات العلاج
وفعلنا بالداخل القمسيون للتسهيل للمرضى
لكن مصر شددت مؤخرا من الاجراءات تجاه دخول المرضى السودانيين لاراضيها ؟
نعم جمهورية مصر العربية طلبت فحوصات شلل للكبار والصغار وهى ليست من الاستراتيجيات المعمول بها وكان ممكن التطعيم الفموى عند الدخول لان التطعيم العضلى فيه مشقه وقد تواصلنا مع الجانب المصرى فى ذلك ونتمنى الاستجابة لطلبنا ومن جانبنا وحتى لا يتضرر المواطن فتحنا مراكز لذلك واعلناها ولدينا الكوادر المدربة التى بدات العمل ومساعينا متصله لجلب اللقاح
اعلانكم عن وجود الكوليرا بالبلاد الا يؤثر علينا خارجيا؟
الكوليرا ليست من الامراض العابرة للقارات وبالتالى لايكون لاعلانها اثار خارجيه والاعلان يمنح البلد حق الحصول على اللقاح وكان قد تم رفضنا طلبنا بتوفير اللقاح قبل الاعلان ولكنه بعده تم منحنا ٤٠٠ الف لقاح كما هو مهم للمواطن ليبعد عن المسببات
لماذا لم تجد مستشفيات بورتسودان العاصمة الادارية الاهتمام بالتاهيل اللازم الذى وجدته مستشفيات ود مدنى عقب اندلاع الحرب فى الخرطوم ؟
السبب ان مستشفيات ودمدنى كان قابلة للتطوير لذا لم تاخذ منا وقتا طويلا على عكس مستشفيات بورتسودان التى لم تشهد تطورا يعين على القفز بها بسهولة كما حدث فى مدنى فقد وجدنا مستشفى الطوارى فى بورتسودان مغلقا ومستشفى عثمان دقنة بحالة يرثى لها ومستشفى الاطفال حدث ولا حرج فتصدينا لدورنا فتم تحويل مستشفى دقنه الى مستشفى مرجعى وفرنا فيه كافة الاشعة التشخصية والعلاجية والتخصصات الطبية والعناية المكثفة وغيرها وجارى العمل فى مستشفى الاطفال والمستشفيات الاخرى
تكدس دفعات اطباء الامتياز لسنوات بعد تخرجهم دون ان يجدوا فرص بالمستسفيات للامتياز ماذا فعلتم لمعالجتها ؟
معدل الخريجين زاد قبل الحرب من ٢ الى ١٠ الف خريج وتسبق الامتياز مرحلة اداء القسم بالمجلس الطبى والتى كانت تتم ببط كانت تليها مرحلة لجنة الاختيار للوظيفة العامة وفتح وزارة المالية للوظائف والوظائف المعتمدة لا تستوعب اعدادهم ثم تاتى مرحلة وزارة الصحة لتوزيعهم وعندما جئنا وجدنا تكدسا وصل ٧ الاف طبيب ينتظرون الامتياز فجلسنا مع مع المجلس الطبى لاستعجال القسم والغينا عبر مجلس الوزراء مع وزارة المالية وووزارة العمل المرحلة المرتبطة بديوان شئون الخدمة ولم يعد الطبيب بحاجه الى فتح ملف خدمة وحولنا وظيفته الى تدريبيه وعملنا اجراءات الكترونية سهلة فتجاوز العدد التى اجريت له المعالجات ٥ الاف طبيب وسيمضى بهذه الوتيرة