المقالات

إبر الحروف.. عابد سيد أحمد يكتب : لظى بورتسودان .. وحال الجمارك

* حالة بورتسودان هذه الايام تبعث الدهشة وسطنا نحن الوافدين اليها فهى تمطر فى غير فصل خريفها ثم تفاجئ الناس فى كل مرة بعد مطرها بساعات بلظى ولهيب حرارتهاالحارق

* فهى ليست مثل كل المدن التى عندما ينزل المطر فيها يبرد الجو

* وتعيش المدينة الساحلية منذ اشهر هذه المتناقضات فى مناخها والذى تجمع فيه فى اليوم الواحد بين كل الفصول فيصبح عليك الصبح بنسيم عليل وشمس تبدو خجولة الطلة حتى منتصف النهار فتظن ان اليوم ربيعا

* وفجاة تحس باللهب للدرجة التى تصعب فيها حركة الناس فى الطرقات فترى من يسقط بضربة الشمس

* ثم ياتيك ليلا المطر مصحوبا بالرياح العاتية والتى تكاد تقتلع الابواب والنوافذ وترعب القلوب من شدتها

* ووسط هذه الاجواء المتقلبة يقيم بها من يقيم ويعملون

* وعليك عدم التفريط فى الارتواء بالماء باستمرار فالشمش عندما تطلق اشعتها بكامل طاقتها لا يقوى على الصمود امامها الا من كان مرتويا فهى تجفف الجسم فيسقط من لم يتزود بالماء
*
* اما الكهربا فهى لا ترحم سكانها وتخفف عليهم هذه الاجواء الحارقه فشعارها غيب وتعال وساعات الغياب اكثر واطول من الحضور

* المهم وسط حرارة الجو هذه ذهبنا الى وزارة الداخلية لحضور منبرها الاعلامى الدورى ووزارة الداخليه هى الوزارة الوحيدة التى تحرص على استمرار منبرها الشهرى بلا انقطاع حتى فى حالة سفر وزيرها للخارج

* وتستضيف فى منبرها كل شهر احدى اداراتها لتنوير الصحفيين بما يدور داخلها

* وفى ذات الوقت هى الوزارة المثيرة للجدل وسط الصحفيين بين قادح ومادح لادائها وبين متسائل وبين مجيب

* ومنابرها تكتظ بالصحفيين من كل لون على اختلاف وسائطهم

* ومع كل هذا يحمد لها ان علاقتها بالاعلاميين ظلت ممتدة دون تخوف والوزير كعادته ياتى فى كل المنابر ويفتتحها باشارات عامة ثم يستعرض نبذ وملامح عن الادارة المستضافة ثم يفسح المجال لمديرها للحديث للصحفيين والرد على اسئلتهم

* وفى لقاء الجمارك جاء بشهية مفتوحة فهى الادارة التى عمل بها طويلا فتحدث فى البدء عنها ثم ترك المجال لمديرها والذى خلص الى ان الجمارك مؤخرا قد احدثت قفزات عاليه وان عائدها بلغ ٢٠٠% من الربط مقارنة بمامضى ومعلوم ان وزارة المالية التى فشلت فى دفع المرتبات وتسيير دولاب الدولة من مواردها واستندت على بنك السودان الذى تحمل عبئا فوق طاقته تعتمد فى مواردها فى الاساس على الجمارك وتراهن عليهاالشئ الذى يجعل حديث مدير الجمارك بالوصول لهذه النسبة العالية خطوة مقدرة ومطلوبة تحتفى بها وزارة المالية

* ويجب على وزارة الداخلية ووزارة المالية وبنك السودان العمل فى تناغم لتكون الجمارك فى ظل ظروف البلد الحالية التى فقدنا فيها الموارد الاخرى الكبرى وصارت الجمارك هى المورد الذى يجب ان يجعلها بحجم التحدى دوما

* وعلى الجهات المعنية تذليل كافة المعوقات امامها لتعمل فى جو معافى

* فهى عليها الرهان ومن هنا ياتى اهتمام الدولة والزملاء بها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *