جميل فتان _ كحيل نعسان
يميس ميسان
يحير أفكار الانسان
صادف. أول أمس الأحد الرابع من اغسطس 2024
الذكرى الاربعين لرحيل المغفور له بإذن الله _ الحاضر الغائب الوالد عبد العزيز محمد داؤد له الرحمة والمغفرة ولموتاكم وكافة موتى أمة محمد صل الله عليه وسلم.
رغم الم وجع المخاض الذى نعيشه يوميا ورغم الضياع والدماء والدمار والتشريد والقتل وفقد الأحبة والنزوح وحدث اذا راق لك الحديث واوجع لحد البكاء والنحيب عن هذه الحرب اللعينة قاتل الله من اشعلها وارانا فيهم عجائب قدرته آمين يا آلله يا الله يا الله.
وانا بعيد من صالون ابوداؤد الذى أصيب بدانه دمرت مادمرت من المنزل ومازالت قابعة داخله ولم تنفجر بعد
يتألم الصالون كما نتالم جميعا لفقد وطن به مليون صالون يجمعهم صيوان عزاء واحد
وانا إلى الله منقلبون
صالون ابوداؤد الذى شهد ملاحم ولادة اروع ما انجبته قبيلة الكلمة والنغم والشجن والابداع المستحيل يصرخ الصالون الان وينزف وينادى
بلادى يا سنا الفجر
وامتى ارجع لى امدر واعودا
عندما ترنم ابو داؤد برائعة المغفور له صالح عبد السيد
ابو صلاح وشدى
بنقابل المدافع بالثبات والعقل
والله والله لم يكن يتخيل ابو داؤد ان صالونة الذى حضر مولد مئات من الدرر لعشرات من فطاحلة الكلمة امثال ابو صلاح ورائعته:
خلى العيش حرام ما دام ارى الموت يحل
لم يخطر بباله من قريب أو بعيد ان تحل بصالونه مرتع الإبداع وشجن الزمان الاصفهانى دانة مدفع ويطيب لها المقام تدمر المنزل ثم تجلس آمنة مطمئنة لم تنفجر اجلالا واحتراما لك ابو داؤد* عرفت مقامك الذى لم يعرفه من ارسلوها
*انا الى الله منقلبون.
ويرحل الأبناء والاحفاد الى مصير مجهول
ويبقى الاثر وياتينى الأثير بخيال ابوداؤد وهو وأقف يشاهد الدمار والتكثير للبيت الذى بناه فى ريعان شبابه
ونحن حوله عمران وعزام وعامرية وعزه و شخصى نشيع بيته إلى مثواه الاخير ونحن فى موكب بكائي ظاهره نزوح ورحول وداخله نزيف خلط دماء ودموع نعم والله
ونترجل جميعا رحول وترنم برائعته عروس الروض درة اللبنانى الجميل *الياس فرحات
و كان جل حضور خيال ابو داؤد يتمنى سلامة ابنائه واحفادة من الدانة والمدافع
ويشدو ونشدو معه
سافرى قبل يشتد الهجير بالنزوح
وهذا ما حدث بالفعل ابو داؤد اشتد علينا هجير من رصاص ومدافع اقلاها شظايا ونزحنا
*واحملى شوق محب ذا جراح
*واذا اقبل الفصل المخيف برعوده
*ما الذى يبقى من القصن الوريف غير عوده
حتى العود والله لم يبقى
هدم كل شىء فى هذا الفصل المخيف ونزحنا وتشتتنا فى ذكراك الأربعين ابو داؤد
لكن لقاؤنا بك فى عروس روض يحفها روح ريحان بجنة نعيم
آمين يا آلله يا الله يا الله.
مازلت أرى خياله امامى يترنم ويبعث فينى امل لسلام وامان وفرح لسودان الخليل والطيب صالح سودان المحجوب وحميد سودان الكاشف والكابلى ووردى والقدال وأبو الأمين وود الرضى وعلى المك والفيتورى وبرعى وابو امنة والازهرى وحساس محمد حساس ومحجوب محمد صالح وابزيد محمد صالح وسرور والعبادى ومصطفى سيد احمد وعوض شكسبير وازهرى محمد على وحمدى بدرالدين وتطول هذه اللائحة الفخرية الشرفية العسجدية الدرر الحديقة.
لائحة لكواكب رحلوا وما زالوا مشرقين رغم عتمة المكان والم وجع غدر الزمان
والف ااه يا سودان
*وﻃﺒﻊ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺍﻟﺠﻮه ﺇﺣﺴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺪﻓﻴﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺷﺠﻦ
*ﺯﺍﺩ ﺍﻷﻟﻢ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻏﺪﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ
اطال الله فى عمرك
*ا.عبد الله محمد
نعم احبتى
وفى حضور غدر الزمن والزمان
ياتينى اثير ابو داؤد وخياله امامى فى ذكراه الاربعين
*أراه خيالا مع الخليل ويزاد وجدى ونوم عينى يصبح قليل
وهنا يشرق شوق املى بسودان بديع مستقر مطمئن سالما معافى قادما بإذن الله عاجلا غير اجلا وبعد كل عسرا يسرا
ونسمع
*تم دوره وادور _ عم نورهُ شال فات الحلة نور زي بدر التمام
*الحسود يتضور _ نارهُ
*ماكلة لسانهُ كله زور ومزور.
صدقتم والله ملوك الكلمة والنغم عليكم الرحمة جميعا
حسدنا يا اهل السودان من اقرب جيراننا واصبنا فى مقتل نعم والله لكن الله اكبر وهو فوق كل ظالم.
*يا قليب إتجبّر _قوم وريني كيف الكرام تتصبر
*نحن ما بنتعبر
*كل شىء مفسّر
*ما في شىء غريب
*والعسير ميسر.
نعم والله خليلى وابى رحمكما المولى وغفر
تجبرت قلوبنا وصبر الكرام ابناء الكرام ووجدنا تفسيرا لكل ما حدث لنا وهى إجابة حاضرة شافية كافية ووعد من الله جل فى علاه
*ان بعد العسر يسرا
وانت فى ذكراك الاربعين ابى داؤد تبعث فينا املا وبشرى وفرح ات ات بإذن الله.
وددت احبتى أن اشرككم معى فى تباشير داؤودية وابشركم بفرحة عودة وطن مسروق
باذنه الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد .
*ابو داؤد وعشقة لأولاد البنا واكثرهم عمر البنا ونقراء
غنى ابو داؤد ضروب عدة وابدع فيها جميعا غنى شعبى وغنى حديث .. غنى بالرق والشيالين وغنى بالاوركسترا وبالعود غنى بايقاع الكبريته وايقاع الدليب
غنى للحماسة وللسيرة غنى للوطن والتراث غنى بدون مصاحبة اى آلة موسيقية اكبلا
*Acapella
غنى ثنائيات مع الكابلى والعطبرواى وبادى والكحلاوى وابوسريع محمد حسنين وعثمان حسين لهم الرحمة جميعاً
انشد ابو داؤد ومدح شفيع الأمة عليه افضل الصلاه والسلام ورتل ايات الذكر الحكيم ودندن تطريبا فى رميات الدوببت وشدى بالعامية وبالفصحى
قل لى ما لم يفعله ابوداؤد أن تبقى شئ فى بحر الجمال ومحيط الإبداع لم يلامس تلك الحنجرة الجميلة المستحيلة!؟
كانت ولزمن قريب تضج وتسوح وتدوح وتموح شهيدة الوطن مكتبة الإذاعة السودانية عليها الرحمة وعلينا جميعا كانت تضج بابداعات ابوداؤد.
وحدث القدر
رقم اخر عشقة ابوداؤد الشاعر السحاب عبدالرحمن الريح وهنا يحضرنى السودان الحالى الباكى الجريح ونحن فى بعد وفراق ووجع الاستمحان والتمحن وحضرة رائعة ود الريح *بعيد الدار
*طال بي بعدك
*متى يامولاي تنجز وعدك
*بعيد الدار
نعم والله ود الريح لم تعش لترى مدى الالم الذي نعيشه الان فى بعدنا عن ديارنا.
*بعيد الدار
*بعادك طال
*تزيد كل يوم نفور ومطال
*متين يا ظبي تكون حاس بي تزيل البي
*أنا في عرضك
*بعيد الدار
نتالم جميعا وندعوا القوى الجبار ان يلطف بالسودان ويزيل هذه الطامة _ كلنا فى عرض الله
وهو قادر باذنه الواحد الاحد ان يقول له كن فيكون.
*بعيد الدار
*كفانا بعاد كفاك تعال
*تعال عفواً من غير ميعاد
*بعيد الدار*
الأديب القاص الإعلامى المؤرخ الموثق البيئى الدكتور البروفيسور الاستاذ محمد عبد الله الريح حساس محمد حساس
اطال الله فى عمره فى صحة وعافية كتب عن الراحل المقيم ابو داؤد وابدع فى تفاصيل كلما كتب وخط ورسم .. نجد هذا الإبداع الخرافى فى مخطوطات روائعه *ابو داؤد وبرعى _ البرهة القليلة _ عود وكبريتة _ كيف الحياة غير ليمك* وثق البروفسور للراحل ابو داؤد فى هذه الأربع كتيبات كما لم يوثق لاحد من قبل .. روعة فى التعبير وتفسير الاشعار نور وزهور وبدور قصصى لترحال ابوداؤد واسفارة ومقامه بين الكلمة والخريطة واللحن واعجاز المغفور له برعى محمد دفع الله تفرد عجيب فى اختيار المفردات وجمل الاسطر الموسيقية الخميلة يجعل احساسك وانت تقراء ماكتب وكانك تستمع لابوداؤد فى حضرة برعى وتستمتع بشجن درر باقية ما بقينا على هذه الفانية
ونرحل مع هذا المبدع وهذا الإبداع الى عوالم فسيفساء نرجسية اقحوانية داؤدية.
حفظك المولى حساس محمد حساس .
رقم اخير عشقه الراحل المقيم
هو المبدع المرحوم محمد البشير عتيق .. فى سؤال من الراحل المقيم الإعلامى الثريا
محمود ابو العزايم لابو داؤد عن من من الشعراء يفضل ابوداؤد أن يتغنى بمفرداتهم :
قال ابو داؤد اتمنى قبل أن ارحل من هذه الدنيا ان اتغنى بكل اشعار عتيق وود الريح وود البناء
كان عشقه لهؤلاء العملاقة يضاهى عشق عنترة لعبلة وقيس لليلى وزهير لام اوفى
*لكم محبة وترحم ابو داؤد ومحمد البشير عتيق وود الريح وود البناء وكل عمالقة ذاك الزمان الخرافى المستحيل محبة فى الله والله محبة.*
*اتوقف هنا احبتى وعفوا للاطالة لكن من اكتب عنه هو محيط وانا والله ما زلت فى الساحل
لك الرحمة ابو داؤد ارقد بسلام وعليهم الرحمة جميعاً ارقدوا بسلام امنيين..
هم غياب لكنهم حضور بابداعاتهم التى ما برحت تشفى غليلنا وتضمد جراحتنا وفقدنا الجلل لوطن ابكانا ومازال.
الرحمة للشهداء والعزة والكرامة للسودان
ابقوا عافية