إلى أمير الشهداء محجوب إبراهيم ( ود المنير) وإخوانه الشهداء في يوم عرس الوطن بقلم : أماني بخيت البشير

سلام عليك يا محجوب، يا أمير الشهداء، يا رمز الصدق والوفاء، ويا أيقونة التضحيات. نكتب إليك اليوم، والكلمات تخوننا أمام عظيم ما قدمت، فكيف يمكن للحروف أن تصف شهيدًا بذل روحه الطاهرة فداءً للأرض والعرض؟
في يوم تحرير مدينة ود مدني، لا يمكننا إلا أن نذكرك، ونذكر إخوانك الشهداء الذين سطروا بدمائهم أروع ملاحم العزة والصمود. ياابو زينب ، يا بارًا بوالديك وكل كبير، ويا أمينًا شجاعًا، لقد كنت رمزًا للوفاء لأهلك وقريتك ود المنير ريفي الحوش، وقفت شامخًا تحميها بكل بسالة، ومعك سبعة من رفاقك الشهداء، عندما غدرت بكم المليشيات الغاشمة وأنتم تدافعون عن النساء والأطفال والشيوخ في ثبات وعزم لايلين.
(محجوب.. أيقونة التضحيات )
لم تكن يا محجوب مجرد مجاهد يحمل السلاح، بل كنت صوتًا للحق ونورًا يضيء طريق العمل الطوعي والخدمة المجتمعية في الحوش وما حولها. كنت الأمين الهميم، الرجل الذي يجمع الكلمة ويوحد الصفوف، تسعى لحل مشكلات الناس وتخفيف معاناتهم. كنت الشجاع الذي لا يعرف الخوف، والمحب لوطنه وأهله، حتى أصبحت قدوة لكل من عرفك وتشهد لك جامعة الجزيرة ودواوين حكومة الجزيرة والحوش قاطبة
يا أمير الشهداء، تحرير ود مدني اليوم هو رسالة وفاء لك ولإخوانك الذين سبقونا إلى دار الخلود. دماؤكم الطاهرة لم تذهب هدرًا، وصمودكم أصبح نورًا يضيء طريق النصر. لقد أعطيتم حياتكم لنحيا نحن أحرارًا، واليوم، أهدي تحرير مدني لك ولإخوانك الشهداء في ود المنير وود النورة وفداسي وشرق الجزيرة والتكينة وود السيد والهلالية وكل قرى الجزيرة.
ا(اعتذار أمام عظمة الشهادة)
كيف لنا أن نصفك يا محجوب، وأنت الذي تجاوزت الحروف والمعاني؟ كل الكلمات عاجزة أمامك، وكل العبارات قاصرة أمام ما قدمته. لذا نعتذر لك عن ضعف حرفنا وعجز بياننا، فأنت أكبر من أن يحيط بك مداد الأقلام أو صفحات الورق.
نم قرير العين يا محجوب، فقد رفع الله ذكرك في الدنيا والآخرة. دمك الطاهر الذي روي تراب ود المنير ووطن الجزيرة لم يذهب هدرًا، بل أثمر نصرًا أعاد الكرامة للشعب السوداني. إلى جنات الفردوس الأعلى، حيث الراحة الأبدية مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
أم البراء