الفاشر – عزة برس
أعلنت حكومة ولاية شمال دارفور الإثنين، مقتل نحو 60 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات إثر القصف المدفعي العنيف الذي تنفذه قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر لليوم الثالث على التوالي.
وعلى مدى ثلاث أيام متواصلة تتعرض الفاشر لهجوم عنيف بواسطة مدفعية قوات الدعم السريع وباستخدام الطيران المسير مما أودى بحياة أعداد كبيرة من المواطنين ودمار هائل طال البنى التحتية.
وقال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إنّ الدعم السريع قرّر دخول المفاوضات بدماء الأبرياء بعد قصفها تجمُّعات المدنيين في الجوامع والمستشفيات وخاصة المستشفى السعودي.
وأضاف “اليوم من أكثر الأيام دمويةً في الفاشر، وذلك بصواريخ أحضرها عبد الرحيم دقلو قبل يومين عن طريق الجنينة”.
ويأتي استمرار استهداف الفاشر بالأسلحة الثقيلة ضمن خطط قوات الدعم السريع للسيطرة على المدينة المكتظة بضحايا الحروب كآخر المواقع المدنية في إقليم دارفور غير خاضعة لسيطرتها.
وقال بيان أصدرته حكومة ولاية شمال دارفور إنه “خلال الثلاث أيام الماضية قتل أكثر من 60 شخص وأصيب ما يزيد عن 100 مواطن في الفاشر جراء القصف المدفعي لقوات الدعم السريع”.
وأوضح بأن ما حدث في سوق الفاشر الجنوبي والمواشي خلال اليومين الماضيين يعد واحدة من أكبر المجازر البشرية التي ارتكبتها مليشيا التمرد في حق المدنيين العزل – طبقا للبيان.
وتحول سوق المواشي الواقع في الجزء الجنوبي الغربي لمدينة الفاشر إلى سوق رئيس بعد إغلاق معظم أسواق المدينة لوقوعها في نطاق المواجهات العسكرية بين أطراف النزاع، حيث يرتاد أعداد كبيرة من سكان المدينة.
واتهم البيان قوات الدعم السريع بتعمد استهداف الأسواق والأحياء السكنية والمرافق الخدمية.
وطالب المؤسسات العدلية الوطنية علاوة على المجتمع الدولي للقيام بدورهما في حماية المدنيين وإجراء تحقيق شامل حول المجازر التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع.
ورأى البيان أن استهداف الدعم السريع للمدنيين بصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة يعد عملا مخالفا لقوانين الحرب التي تؤكد أهمية حماية المدنيين أثناء القتال.
إلى ذلك أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر باستمرار قصف الدعم السريع لليوم الثالث لمواقع داخل مدينة الفاشر، مستهدفا منازل المواطنين والمستشفيات ومراكز الايواء.
وأوضحت أن المدينة المكتظة قصفت خلال ساعات قليلة من اليوم بنحو 70 صاروخ، وأن ما أحصته التنسيقية للضحايا خلال الثلاث أيام الماضية بلغ نحو 43 طفل بجانب 13 سيدة وتسع من الرجال.
وأفاد شهود عيان “سودان تربيون” بتعرض المستشفى السعودي للقصف للمرة الحادية عشرة منذ بدء المواجهات مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المرضى والمرافقين وتدمير جزء من المرفق الطبي.
والمستشفى السعودي هو الوحيد المتبقي في الفاشر الذي يتمتع بالقدرة الجراحية وعلاج مصابي الحرب بعد خروج المستشفى الجنوبي عن الخدمة بعد اقتحامه من قوات الدعم السريع وتدمير أجزاء واسعة منه مع ذلك يعاني المرفق الطبي من نقص في الأسرة والأدوية والمعدات الجراحية