حوارات

حوار مع وزير الخارجية السوداني لجريدة بحرينية: “مبادرة جدّة” الأنسب لإنهاء الحرب في السودان.. : العمل جارٍ على تنفيذ 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع البحرين

وكالات/ عزة برس

عقد لجنة التشاور السياسي بين البلدين عندما تتهيّأ الظروف المناسبة

مواقف مشرّفة وقوّية للبحرين تجاه الخرطوم في المحافل الدولية

التنسيق مع دول الجوار لاستعادة ما نَهَبَته «الدعم السريع» من المواطنين

التحضير لانتخابات عامة تسودها الشفافية يختار فيها الشعب من يحكمه

«يونيتامس» ارتكبت أخطاءً جسيمة ساهمت باندلاع الحرب ولا عودة لها

أكد وزير الخارجية السوداني المكلّف حسين عوض، أن مخرجات القمّة العربية بدورتها العادية الـ33 والتي احتضنتها البحرين مؤخراً برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المُعظم، ستساهم في تعزيز التضامن العربي، مشيراً إلى أن مواقف البحرين مشرّفة وقوّية تجاه السودان في المحافل والمنابر الإقليمية والدولية.

وأضاف في لقاء خاص مع «الوطن» خلال مشاركته في القمة العربية، وهو أول حوار لصحيفة عربية وعالمية، منذ توليه دفّة الوزارة في 17 أبريل الماضي، أن العمل جارٍ على تنفيذ أكثر من 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البحرين والسودان، بما يعود بالنفع على حكومتي وشعبي البلدين الشقيقين.

وأوضح وزير خارجية السودان المكلّف، أن البلدين يعملان على تطوير العلاقات عبر لجنة وزارية عليا مشتركة وأخرى للتشاور الثنائي، مؤكداً وجود تنسيق مشترك على مستوى عالٍ في المنابر الإقليمية والدولية.

وشدّد الوزير، على أن مبادرة جدّة برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، تظل الأنسب لإيجاد حلول لإنهاء الحرب الدائرة في السودان التي دخلت عامها الثاني، موضحاً في الوقت ذاته أن الحكومة السودانية انخرطت فيها بإيجابية حرصاً منها على إنهاء الأزمة الإنسانية التي أحدثتها المليشيا المتمرّدة على الشعب السوداني.

وأشار، إلى أن حشد الطاقات واستنفار الشعب لمساندة القوات النظامية لدحر وإنهاء التمرّد وإعادة الاستقرار إلى السودان أولوية هذه المرحلة، موضحاً أن المليشيا المتمرّدة ارتكبت جرائم كثيرة بحق المواطنين من سرقة ونهب للممتلكات والتوجه بها إلى خارج السودان، مبيناً أن هناك تنسيقاً مع دول الجوار لاستعادة الممتلكات المنهوبة.

وتطرّق الوزير، إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، داعياً في هذا الصدد إلى وقف فوري لإطلاق النار في كافة الأراضي الفلسطينية وإنهاء العدوان الإسرائيلي.

وذكر عوض، أن الحرب التي شنّتها الميليشيا المتمردة على المواطن السوداني، أدّت إلى نزوح داخلي كبير ولجوء إلى دول الجوار، حيث استقبلت بعض الدول الشقيقة أعداداً كبيرة منهم، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على المليشيا المتمرّدة من أجل الالتزام بما تم الاتفاق عليه في 11 مايو 2023.

وفيما يأتي اللقاء:

إلى أي مدى وصل مستوى التنسيق والعلاقات المشتركة بين البحرين والسودان؟
– العلاقات بين السودان والبحرين وطيدة وراسخة وهنالك تواصل دائم بين قيادتي البلدين وتنسيق على مستوى عالٍ في المنابر الإقليمية والدولية ويعمل البلدان على تطوير العلاقات عبر الآليات المختلفة من لجنة وزارية عليا مشتركة ولجنة تشاور ثنائي، كما أن هنالك أكثر من 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين، نعمل على تنفيذها بما يعود بالنفع على حكومتي وشعبي البلدين الشقيقين.

وما هي مستجدات لجنة التشاور السياسي بين البحرين والسودان؟
– كان من المقرر عقد الدورة الثالثة للجنة التشاور السياسي في المنامة وقد شرع الجانبان منذ وقت مبكر في ترتيبات استئناف أعمال اللجنة، إذ سيتم عقدها في القريب العاجل عندما تتهيأ الظروف المناسبة وتكتمل الترتيبات.

هنالك تطوّرات إقليمية ودولية على مستوى البلدين تستوجب عقد لجنة التشاور السياسي لتنسيق المواقف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وكيف يمكن تنفيذ مخرجات القمة العربية التي استضافتها البحرين مؤخراً لتعزيز العمل العربي المشترك؟
– تنعقد «قمة البحرين» والعالم العربي يمر بتحديات وجودية منها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لإبادة جماعية من قبل العدوان الإسرائيلي، إلى جانب الأزمات والحروب التي تعيشها بعض الدول العربية مثل ما يجرى في السودان وسوريا وليبيا واليمن والعراق، وما يحدث كذلك في منطقة في البحر الأحمر، كل هذه القضايا تستوجب اتخاذ مواقف موحدة وتجديد التعاون والتضامن لمجابهة تلك المشاكل، فكل هذه القضايا ناقشتها «قمة البحرين» وصدرت عنها قرارات ومبادرات تعزّز التضامن والتعاون العربي.

كيف تنظرون إلى الدعم الذي تقدمه البحرين إلى السودان ووقوفها إلى جانبه في كافة الظروف؟
– ظلّت مملكة البحرين داعمة ومساندة لجمهورية السودان في كافة الظروف والأوقات، كما أن مواقفها مشرّفة وقوّية تجاه السودان في المحافل والمنابر الإقليمية والدولية.

وفي هذا الصدد، نقدّم شكرنا وتقديرنا إلى مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المُعظم، وبمساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، نظير موقفها القوي الداعم للسودان في ملف سد النهضة وغيرها من القضايا الأخرى.

بالحديث عن تطورات الحرب في السودان والتي دخلت عامها الثاني، كيف يمكن العمل على إنهائها؟
– السودان منفتح على كل المبادرات، لإيجاد حل للأزمة وإنهاء معاناة السودانيين، الذين تأثروا بالحرب التي شنّتها مليشيا الدعم السريع المتمردة على الشعب السوداني كله وهجّرته قسرياً من منازله وسرقت ممتلكاته وانتهكت حقوقه ومارست التطهير العرقي والإبادة والاغتصاب والاختطاف.

وهل من مبادرات دولية جديدة للدخول كوسيط لإنهاء الحرب التي قادت إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة؟
– تظل مبادرة جدة برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية هي الأنسب وقد انخرطت فيها الحكومة السودانية بإيجابية حرصاً منها على إنهاء الأزمة الإنسانية التي أحدثتها المليشيا المتمرّدة على الشعب السوداني.

ندعو المجتمع الدولي والجهات الميسّرة، للضغط على المليشيا المتمرّدة من أجل الالتزام بما تم الاتفاق عليه في 11 مايو 2023، بما في ذلك إخلاء الأعيان المدنية ومنازل المواطنين حتى يتسنى فتح مسارات توصيل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمتأثرين دون عوائق.

وماذا عن الوساطة المصرية بشأن إيجاد حلول لأزمة السودان؟
– ظلت الحكومة السودانية منفتحة على كل المبادرات وتتعاطى معها بإيجابية، حرصاً منها على إنهاء الحرب وحقن الدماء وتخفيف المعاناة على الشعب السوداني بسبب الحرب التي شنّتها مليشيا الدعم السريع المتمردة.

وقد رحبت الحكومة السودانية، بمبادرة دول الجوار التي دعت إليها جمهورية مصر العربية الشقيقة وتتطلّع إلى ما تتوصل إليه من نتائج وخلاصات.

وقّع 48 حزباً وحركة سياسية بالقاهرة «ميثاق السودان» لإدارة الفترة التأسيسية، كيف سيقود ذلك إلى تأسيس دولة جديدة؟
– الأولوية في هذه المرحلة، هي إنهاء التمرّد عبر حشد الطاقات واستنفار الشعب بمكوناته السياسية والاجتماعية لمساندة القوات النظامية من أجل دحر التمرّد وإعادة الاستقرار.

توقيع «ميثاق السودان»، خطوة إيجابية نحو اتفاق شامل للقوى السياسية والاجتماعية ولإدارة الفترة الانتقالية والاستعداد والتحضير لانتخابات عامة، تسودها الشفافية والنزاهة يختار فيها الشعب السوداني بحرية من يحكمه.

أدت الحرب إلى فقدان المواطنين ممتلكاتهم ومنها ما تم نقله إلى خارج السودان، كيف سيتم الترتيب لاستعاده ما تم نهبه؟
– ارتكبت الميليشيا المتمرّدة، جرائم كثيرة بحق المواطنين من سرقة ونهب للممتلكات الخاصة وتدمير للبنى التحتية والأعيان المدنية.

فيما يتعلق بممتلكات المواطنين السودانيين التي تم نقلها إلى الخارج، فإن الجهات المختصة تعمل بالتنسيق مع دول الجوار لاستعادة الممتلكات التي تم التبليغ عنها، كما تُحمّل الحكومة المليشيا والجهات الداعمة لها مسؤولية تعويض المواطنين ما فقدوه بسبب هذه الحرب.

مع توليكم الحقيبة الوزارية حديثاً، كيف ستعملون على استعادة دور السودان إلى الواجهة من جديد؟
– ظلت الدبلوماسية السودانية وما زالت تعمل بمهنيه لحماية المصالح العليا للبلاد وحماية مواطنيها في الخارج والعمل على تطوير التعاون مع المجتمع الدولي والدول الصديقة والشقيقة في كافة المجالات، بما يعود بالنفع والازدهار على الشعب السوداني والتنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي والدول الصديقة والشقيقة في القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وماذا بشأن أوضاع السودانيين الذين أجبرتهم الحرب على النزوح إلى دول الجوار؟ وهل من حلول لأوضاعهم؟
– لا شك، أن الحرب التي شنّتها المليشيا المتمرّدة على المواطن السوداني، أدّت إلى نزوح داخلي كبير ولجوء إلى البعض دول الجوار، وفي هذا الصدد نقدّم شكرنا إلى الدول الشقيقة التي استقبلت أعداداً كبيرة ممن أجبرتهم ظروف الحرب على اللجوء إليها.

ونشير هنا، إلى أن سفاراتنا في تلك الدول تعمل بطاقاتها القصوى من أجل مساعدة المواطنين على توفيق أوضاعهم وتوفير المستندات اللازمة بما يعينهم على الاستقرار والحصول على خدمات التعليم والعلاج والإقامة وفق قوانين تلك الدول المستضيفة.

بالحديث عن علاقات السودان مع إيران، كيف تنظرون إليها؟
– اتفق السودان وإيران على إعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات في البلدين لتطوير العلاقات والتعاون الثنائي في المجالات كافة، بما يحقق منفعة وازدهار الشعبين، وذلك في إطار احترام متبادل لسيادة واستقلال كل منهما وعدم التدخل في الشأن الداخلي للآخر.

وعلى ماذا تستند السياسة الدبلوماسية السودانية لتعزيز تعاونها الدولي؟
– بشأن العمل الدبلوماسي، نعمل على التواصل والتفاوض مع المجتمع الدولي لحفظ المصالح العليا وصون أمن البلاد وتمثيلها وحماية الرعايا وتطوير التعاون بما يعود بالنفع على البلاد.

وتعتمد الدبلوماسية في ذلك، على إرثها وخبرتها الطويلة في التعامل مع المجتمع الدولي.

وهل ستعود بعثة الأمم المتحدة «يونيتامس» إلى السودان بعد إنهاء وجودها في فبراير الماضي؟
– ارتكبت بعثة الأمم المتحدة «يونيتامس» أخطاءً جسيمة، ساهمت في اندلاع الحرب التي يعاني منها الشعب السوداني حتى اليوم، ولذلك اتخذت الحكومة السودانية قراراً بطرد المبعوث فولكر وإنهاء بعثة «يونيتامس» وقد تم ذلك.

بخصوص حرب غزة وما تعيشه من وضع إنساني غير مسبوق، كيف يمكن تعزيز الجهود لوقف إطلاق النار؟
– تشكّل القضية الفلسطينية، القضية المركزية للدول العربية ويجدّد السودان إدانته واستنكاره للهجوم الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ويؤكد رفضه حصار غزّة وتدميرها.

ويدعو السودان، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزّة ويرفض محاولة تهجير الشعب الفلسطيني وتشريده ويدعو إلى معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة، من خلال إنهاء الاحتلال وإنشاء دولة فلسطينية مستقلّة كاملة السيادة عاصمتها القدس الشرقية وتمكين الدولة الفلسطينية من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وكالات / السودان نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!