
.. ضجت الأسافير سحابة نهار الأمس واليوم ..تقريظاً وتقليلاً من ورشة تحديات الإعلام السوداني التي ظمها مركز عنقرة للخدمات الصحفية ببورتسودان ..وكعادة الذين أنتقدوا الفعالية مضوا في إتجاه* *التجريم المباشر للمنبر دون النظر لأهميته من حيث الشكل والمضمون ..إذ يمثل هذا الإختراق الأول لقضية الإعلام في هذه الظروف بالغة التعقيد التي يمر بها السودان من حيث الشكل أما مضمون الورشة التي نفذها مركز عنقرة للخدمات الصحفية فقد تمخض عن أوراق عمل مباشرة. ومتخصصة خاطبت تحديات الإعلام السوداني ودوره في. راهن ومستقبل الدولة السودانية في ظل الحرب الوجودية التي تخوضها علي كافة* *الجبهات وهو فعل قوي يشبه طريقة الأمير جمال عنقرة في مخاطبة القضايا وفق* *مقولته الثابتة الراسخة (الشغل محل فاضي) التي تمكن عبرها بعد أن جعلها برنامجاً* *للعمل لا يحيد عنه ولا يجامل فيه من التمدد في براحات الساحة السودانية (بمهلة* ) *إستعصت علي الجميع ..قاد الأمير مبادرة الشيخ الياقوت لجمع الصف الوطني في عز الأزمة السودانية فتسيدت الساحة المجتمعية في. التحشيد النوعي للشخوص والبرامج في وقت عجزت فيه الأحزاب السياسية مجتمعة عن التوافق علي حد أدني من الثوابت الوطنية ولولا أن همم الرجال تقاصرت عنها لشكلت تلك المبادرة التي أستبقت الجميع طوق النجاة للسودان وأهله عقب إنسداد الأفق السياسي الذي أعقب ثورة ديسمبر..وقبل ذلك ٱقترح الرجل مؤتمر مائدة مستديرة* *لإدارة كأس المسؤولية الوطنية بمشاركة الجميع ومضي في *تنفيذه كدأبه في إلتقاط قفاز المبادأة كلما عنت له فكرة أو. داعبه حلم ..ثم بدأ في تلافي الأعراض الجانبية للتغيير الذي. تم في السودان علي علاقاته الخارجية لا سيما العربية فبدأت حركة الدبلوماسية الشعبية الممزوجة ببهار الأدب والثقافة. والسياحة تنشط بين الخرطوم والقاهرة والحجاز بلا حواجز ولا تعقيدات ..إذ يكفي أن يدلف الأمير لأي مكتب أو نافذة لتفتح الأبواب لنخب المجتمع وفئاته المختلفة لوضع ميسمها علي زهرة التفاعل والمحبة بين الشعوب والدول..وقد كنت شاهداً للعصر علي مداخلاته العصية علي التجاوز في ملفات الإصلاح وتصحيح المفاهيم لمصلحة السودان العليا بلا من ولا أذي ..لا يغضب إلا لها ولا يصالح إلا عليها* ..
*كم كان أمراً متقدماً أن ينظم مركز عنقرة هذه* *الورشة الهامة التي وددت لو إحتفي بها الوسط الإعلامي في السودان بقدر حوجته. لها ولمخرجاتها مثلما تلقفتها الدولة علي يد نائب رئيس مجلس* *السيادة ووزير الإعلام المكلف كأول فعالية مباشرة يتقدم بها مركز خاص أصالة عن نفسه ونيابة عن الإعلام السوداني كله ..ولعل* *الأمر قد إختلط علي الذين عتبوا علي الأمير قصر الدعوة علي الزملاء الذين نفذوا هذه الورشة فظنوا أنها مؤتمر جامع لقضايا الإعلام أقامته الدولة* *تحت لافتة وزارة الثقافة والإعلام وربما أوحي لهم بذلك.*الحضور الكثيف للمسؤولين الذين وجدوا ضالتهم فيما* *بادر به مركز عنقرة الذي مضي بالناس والأحداث لزاوية مختلفة أعادت ثقة المجتمع السوداني في نفسه لمسارها الصحيح* ..
*الورشة التي ناقشت تحديات الصحافة الورقية ومستقبلها* ومحاذير الإعلام الإلكتروني وقوانينه ومفاهيم البث الإذاعي والتلفزيوني الحديث وواقع ومستقبل الإعلام في السودان وقضايا النشر والتدريب والضوابط وأخلاقيات المهنة هي ليست مجرد نشاط منبري لجني الأرباح المالية أو تفعيل العلاقات العامة ..بل هي فعل متقدم يستحق عليه أمير الصحافة السودانية وربانها الأستاذ جمال عنقرة وسام إبن السودان البار كما يستحق الزملاء الذين أداروا هذه الثمانية وأربعين ساعة من التداعي والأنس الخلاق مساحة من سماحة..
نعود بإذن الله.