(1)
أحب الوردة والزهرة / أحب الماء والشجرا /احب الجو معتدلا / احب الشمس والقمرا /أحب الطير صداحاً / يعجب كل من نظرا . كتبها الاستاذ بخط جميل علي السبورة وشكلها بطبشورة ملونة ثم طلب لها لحناً. رفعت وزملائي الصغار اليد عالياً طالبين اتاحة الفرصة ، فقد كان اللحن حاضراً يدندن به وجداني يا حاسدين غرامنا ( ديل قلبين ضماهم غرام / اتنين دنياهم سلام / محال يحصل خصام / بينى وبين حبيبى ) وكان اللحن الخالد للنشيد الجميل أحب الوردة والزهرة يدوزن ايقاعنا الداخلي وينحته في الوجدان.ثم ثار النشيد المفضل لكافة الفصول في المدرسة لا لشئ الا للحن الخالد ( يا حاسدين غرامنا ) .
(2)
تبكيك الخلوق باغزر الدمعات .. في اي وقت تسمعها لا تملك الا ان تبكي من فقدت من الاعزاء ، اهرع اليها كلما فقدت عزيز أتأسى بها واعزي نفسي ، واليوم وعندما إتكأت علي لحنها الحزين وكلماتها هالني ان عزائي يتبدد بين طيات اللحن والكلمات والاداء ويكبر حزني، والذي اردت ان اجد العزاء عنده وجدته يقول .. حليل ابوى ..
صدقوني ما كنت احسب ان تبذل المآقى دموع ، بعد ان سالت دموع الناس جداول على عاديات الزمان فرقة وشتات وبُعاد ،، بعد رحيل كثير من الاحباب في طوابير طويلة من الموت لا تنتهي ..لا نكاد نمسح دمعة سالت حزناً علي فراق احدهم حتى تتقاطر اخريات علي فراق آخر اشد الماً واوقع حزناً ، ثم جفت الدموع من المآقى او هكذا توهمت الي ان نعى الناعي فجر اليوم محمد الامين ..
(3)
لجأت مهرولاً الي محراب غرار العبوس ، فوجدت عند الباب الراحل المقيم نفسه يردد بانها دار الكمال ونقاص ،، اشحت بحزني عن غرار العبوس ويممت قلبي شطر زاد الشجون فوجدت الحزن بائن .. بائن في كل العيون ، وجدت كل القلوب تتشح بالسواد وتستمع بخشوع ( تاني ماف نشوة وماف ريد !! ) .
(4)
هل يكون مهربي (الجريدة ) عل النعي الذي فيها يواسيني ؟ فألفيت الجريدة ذاتها سادرة في حزنها ساهية سارحة وافكارها بعيدة ، نظرت العيون فوجدتها رويانة تبكي.. تبكي .. ثم مرت ساعة .. وساعة واكتر . وانا انتظر مواساتها رفعت الجريدة رأسها باكية وهمست : عندي ليك خبر مهم .. صاحب الجريدة رحل وغادر العبوس دار الكمال ونقاص .
قلت لنفسي بل ان وعد النوار هي من يعزي ويواسي . ولكن ! مبتدأها جعلنى اغادر سوحها مسرعاً قبل ان يلاحقني الخبر بجملة يتردد صداها : يا ريت من اول وريتنا ممكن !! .. وحيث انه غير ممكن فلا تدري نفس باي ارض تموت ،لم اجد بد من الذهاب جرياً الي الحب والظروف لما فيها من مشاعر فياضة وشجن ولما عرف عنها جبراً للخواطر ، حتماً هي التي ستحسن العزاء فوجدته عند نافذتها يلوح مدندناً : قلنا ما ممكن تسافر .
بارحتها الي بتتعلم من الايام ليتها تعلمني حُسن العزاء فوجدت وداللمين نفسه يبكي ويداري دمعاته بمنديل وتخنقه العبرات وهو يحاول ان يغني . تخنقني انا العبرات واتسمر مكاني فكلمات الاغنية تبشرني ب سهر ليل طويلة ساعاته، مع حزن لا يغادر.
من بعدك وكيف بعدك تفرح ليالينا وها هي السنين تجري ..ها هي السنين تجري ..ربما يكون في همس الشوق مواساة ولكن بأدئتها تقول (يا ريتني لو أقدر ) فلم اقدر لم استطع وغادرتها الي حروف اسمك لعلي اجد فيها هجعة حزن بعد ترحال .
(5)
في اغنياته جملة ولم استرح الا عند (دعاء الطيبين ) له والعديلة في جنات الخلد ساهلة ليه وبيضاء كما غناها واسعد الناس بها .
رحيل ود اللمين ولد حزناً علا موجه فوق كل لحج الاحزان ، حزن (لا الشعر قادر يقوله ولا الوتر ) غناها هو نفسه في (كلام زعل ) واحسها وتحسها الان حزن لا يغادر .
(6)
الصديق أسامة بابكر التوم الشهير باسامة بيكلو صاحب آلة البيكلو والتي كان يشعل بها حماس الجمهور في كل حفلات محمد الامين ، اتصلت عليه معزياً واعلم جيداً ما بينه والراحل المقيم وجدته راسخا وصابر ، الا انه قال لي ( الجرح غائر ، والحزن شديد ولا نملك الا ان نحمد الله علي ما اراد ) قال اسامة ذلك ولسان حاله يقول (لو تعرفني كم بتعب .. بتعب .. بعيد عنك وبتألم ) يقولها شعر وهو الذي كان يحاور بها ود اللمين لحن ووتر . وقولوا عني ل أسامة (أمانة الصبر ما طيب) .
(7)
دموع الفراق علي وداللمين ( نزيف من حد البلد شرقي لي حد البلد غربي ) الا انها سالت (بحر في كردفان ) فقد سار في قويزها غزال في رمل الدروب وخلد مع عبدالقادر سالم مكتول هواك يا كردفان رغم الضنى وجور الحبيب.
(8)
تكبيرات العيد اداها محمد الامين ذات عيد من ابرك الاعياد ورددها خلفه الالاف وتخطفتها الاسافير وطار بذكرها الركبان لتكون شفيعاً له اليوم تتنزل عليه رحمة ومغفرة وبركات في اعلى عليين في جنات الخلد مع الصديقين والشهداء .
اترك رد