المقالات

وجه النهار.. هاجر سليمان تكتب: مؤتمر الشرطة

احسب ان مكتب الناطق الرسمى باسم قوات الشرطة اختار التوقيت المناسب لقيام مؤتمر هام وضرورى اعلن من خلاله موعد بدء استخراج جوازات السفر وكيف ان الشرطة استطاعت ان تنقذ بيانات الشعب السودانى وتمكنت من استردادها فى الوقت المناسب ، الشرطة السودانية قامت بعمل جليل يحسب لصالحها فى وقت صعيب بقيامها باستجلاب ماكينات ومعدات ومصانع حديثة لانتاج الجوازات مع العلم ان البنى التحتية الاساسية دمرت تماما بفعل الحرب وهذا انجاز يحسب لصالح الشرطة وما يطلع لينا زول راسو مربع يقول الشرطة انجزت شنو ووين الشرطة ؟! .
الشرطة كما تعلمون جهاز تتفيذي مدنى ذو طابع عسكرى من حيث التنظيم مهمته الاساسية انفاذ القوانين السارية وحفظ الامن من خلال اعمال القبض والتقديم للعدالة ولكن تنتفى هذه المهمة فى اوقات الحروب حيث تنعدم القوانين والضوابط وتنتفى صفة التنفيذ وهو ماحدث وطالما ان الخرطوم فى حالة الحرب فهذا يعنى ان لاشرطة ولل قبض ولا حفظ امن الى ان تضع الحرب اوزارها وبعد ان يعم السلام ويعاد انشاء وتنظيم وتخطيط الدولة مجددا وقتها تعود الشرطة من جديد لانفاذ المهام .
على مر الحكومات التى حكمت السودان نلاحظ ان لاحكومة اهتمت بالولايات وانصب اهتمام الحكومات على المركز فقط وهذا ما ادى لتوقف عجلة الحياة فى السودان فور انهيار الخرطوم التى كانت تمثل مركز ثقل الخدمات من المفترض ان تكون هنالك اربع عواصم اخرى بمختلف انحاء السودان عواصم مهيأة بانظمة بديلة واساليب حياة تعتمد اسلوب المحاكاة لانظمة المدن حتى يحدث نوع من العدالة وتقسيم الفرص واعادة توطين الخدمات بانواعها المختلفة .
الشرطة بمؤتمرها هذا حفظت للدولة هيبتها باعلانها تمكنها من استرداد انظمة بيانات السجل المدنى والمرور وهذا يعنى ان الشرطة الجهاز الوحيد الذى استطاع ان يقدم خدمة جليلة فى مثل هكذا توقيت وهكذا ظروف ولا اظن ان اى جهاز اخر بالدولة استطاع ان ينقذ بيانات السكان ويقوم بمهمة عظيمة كالتى قامت بها الشرطة الان والتى تجعل كل الشعب والدولة ممتن لها .
بعد الحرب سنكتشف فشل الدولة فى انقاذ بيانات الاراضى والانظمة القضائية وانظمة الحكم وسجلات تنظيم الدولة وغيرها من بيانات الدولة التى ضاعت تماما بفعل الحرب .
بالنسبة لسعر الجواز فهو لم تضعه الشرطة اعتباط وانما هو سعر التكلفة ويجب ان لا ننسى ان الشرطة قامت باستجلاب معدات حديثة وبنى تحتية جديدة غير تلك التى دمرت تماما وان هذا كله وفى توقيت كهذا بالطبع يعتبر امر مكلف ولكن بالنظر الى سرعة الاداء فهو ايضا محمدة والعندو تكاليف سفر للخارج مائة وخمسون الف ليست بالمبلغ الخرافى بالنسبة له والمهم فى الحكاية ان الشرطة انفذت بياناتنا واننا لازلنا نحتفظ بهويتنا السودانية التى اراد بعض المخنثين ان يسلبوها منا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!