المقالات

على مهدى يكتب: (داكار ) الأخرى وما بين بيت (سنقور ) وبيت السودان ، حكايات ما بعدها إلا وعي الناس بالناس

علي مهدي .. يكتب من داكار

اعود لها الكتابة ،وقد اكملت فيها( داكار ) سبعة ايام، من اهم اوقاتي فيما تبقي من عمري، وقد شهدت في مفتتح عقدي السابع الكثير ، منة ما هو في ابواب التقدير لجهود نتشارك فيها والاحباب في انحاء المعمورة ، ثم ما هو يذهب معنا نحو الخواتيم، بالقدر المستطاع والممكن، براحة يستحقها العقل المضني من رهق جسد ما تاب من الترحال ، فكيف تكون الفكرة التي قلنا فيها قبل عقود ثلاثة ،تزيد ولا تنقص إلا قليلا.؟
يوم مشينا بها من مدينة ( ملكال ) الي (دارفور الكبري ) ، نسعي لايقاف العنف المفضي للفوضى ، وقد ضاق نطاقها احيانا كثيرة، بفعل سحر الفنون .
لذاك قلنا في شراكتنا مع الاحباب
( معمل الفن والسياسة)
ولا تنسي ليلة عرضنا الكبري في مدينة ( الجنينة) حاضرة ( دار مساليت) التف حول الفرجة ( بوتقة سنار) اكثر من اثناعشرة الف متفرج ، والدنيا رمضان ،وتعطل حظر التجول، وامتد العرض لساعات .
ثم طار بعدها الي مسرح ( لماما) في (نيويورك ).
تزكرت هذا وقد تحدثت قبل ايام للمشاركين في الملتقى العلمي الدولي الزي تنظمه جامعة (جورج تاون – واشنطن)،
ومعمل ألفن والسياسة فيها، خارج مدينة ( داكار السنغال) ، وبعض المشاركين والمنظمين كانوا حضور في عرض مسرح البقعة الاشهر ، يومها وقف الحضور لساعات يملاؤن القاعة، التي احلتها لدائرة تتسع وتضيق مع انفاسهم طرباً ودهشة من جودة اصوات الاجراس والنوبات ، والتشخيص ، وكلهم اضحوا طرفًا اصيلا في العرض، بكل ما هو ممكن ومتاح للشراكة.
هذة كانت بعض الفكرة ،وانا احكي عن خروجي ،من الاول حتي السابع، وغدا اذهب نحوها (اسطنبول ) ،لتصل مرات الخروج لثمانية، ثم اعود لها القاهرة التي احب واعشق، والنظرة منها للبقعة المباركة اقرب وممكن.
وفيها (داكار) الاجمل، تواصلت مع الاحباب في (اليونسكو . و (باريس) قدرت اسباب غيابي عنها اجتماعات سفراء اليونسكو للسلام، ولكنها استوحشت ما في تفاصيل رسالتي عنة حال التراث الحضاري السوداني والمعارف ،من عند التواريخ المجيدة ، قبل الاف الاف القرون. كلها تعرضت للهدم ، للتشويه ، ولاكثر ما يقال هنا.
يوم ارسل رسالتي فيها التفاصيل، واتفقنا ان نعمل معًا في (باريس و واشنطون و نيويورك ) ومدن اخري من اجل مد البصر لحقيقة هدم الحضارة الانسانية في الوطن.
(داكار) فيها بيت ( ليبولد سدا سينقور ) وتحول- كعادتها الدول الراقية – الي متحف يحفظ اسهاماتة في السياسة والفكر والثقافة والعلوم، هدم المتاحف لا يعطل التواريخ المجيدة .سنعيد البناء والتشيد والترميم.
وكنت قد عرفته سنواتي الاولي، وافريقيا تمشي نحو التحرر، ووقفت في مشهدين جيل الآباء المؤسسين ،فيهم الامبرطور هيلاسلاي ، وتمبان المؤسس للدولة الجديدة قتلة الجهل والحقد واكثر من ذلك.والفريق ابراهيم عبود القائد الثاني للجيش الوطني.
وجيل الشباب فيهم ناصر ونكروما واخرين. وكان المفكر ( سنقور ) في تلك الظلال، بين الكل شاهد وحاضر ،يكتب الشعر ويزور (باريس ) نعم،
وفيها ( داكار) وغير بعيد عن بيته المتحف، الحديقة، بيت السودان، سعادة السفير عثمان حسين، سفير السودان لدي جمهورية السنغال بني بين اهلها بيوت من الود والتعاون ، السفير البناء المجيد يعمل مع مساعدية في واحدة من اهم سفارتنا في هذا الجانب من افريقيا الفرنسية ،بكل تقاطعات التجارة والسياسة والصناعة والاقتصاد، وهو احوج ما يكون الي هكذا تفاهمات، نجح فيها سعادة السفير . وتقف سفارتنا فيها داكار تعلوها راية السودان الواحد المتحد الجديد، بعد البعث من كبوة ما نجحت في هدم التواريخ المجيدة للوطن.
أحبائي، ودعت هذا المساء الشاطي، البحر ، والماء الازرق ، وهو في ضجة من امرة ،لم اتحدث الية كما فعلت مع نهر النيل في مدينتي (كابتوت ) غير بعيدا منها (دنقلا ) ، فحزني كان هناك ممكن، النظرة تعين علي احتمال وجع محدود لتفاصيل الاعتداء على (بيت مهدي) والمكتبة والوثائق والتصاوير ، وفيها الكثير، لكنها لم تجد لها مكان علي حزني الاكبر، وهو ما نجحت فيه هنا وقبلها لتأسيس شبكة قطرية وإقليمية ودولية لحماية الحضارة والتراث الفكري والثقافي السوداني .
وتلك حكاية اخري، اكتبها لكم من القاهرة التي احب واعشق
انشر بعض التصاوير من لقاء داكار العلمي والفني ،وتحياتي للاحباب في جامعة( جورج تاون واشنطون) سعادة السفيرة الدكتورة (سينسيا) عميد كلية العلاقات الدولية. والبروفيسور ( ديرك قولدمان) عميد كلية فنون الاداء بالجامعة، والمخرج الامريكي المتميز بعروضه التي تعجبني ، حضر مهرجان البقعة الدولي للمسرح، وشارك في الملتقى العلمي، في واحدة من اجمل الدورات لاعوام خلت .
والسيدة المبدعة دينمو هذا المشروع العالمي ( ايمما )، تسهر لتخرج تفاصيل كل الاوقات في احسن الاحوال ، فلا راحة ولا فقرة تضيع ،كل شيء مرتب ومتقن ، والاحباب المشاركين من انحاء المعمورة سلمتوا
اهلي في داكار ما اجمل الصبح عندكم ،واذا اجتمعت الظهيرة مع ذهاب الشمس خلف المحيط، كنتم الدنيا وما فيها.
سلمتوا جميعا، جعلتونا اقرب اليكم من حبل الوريد ، واكثر
انشر بعض تصاوير ممكنة .
ثم انشر بعدها رسالتي لمعالي المديرة العامة لليونسكو السيدة (اودري اوزلي ).
اليها قاهرة المعز الاجمل ،
وبعشقها نمشي
نعم
اقعدوا عافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *