المقالات

ضابط الأمن الكيني في الخرطوم -نحن من طردنا فولكر! بقلم بكري المد

رغم ان جميع الدول أجلت طواقمها الدبلوماسية – أكثرهم الى بلادهم وبعضهم الى بورتسودان مجرد وقوع الاشتباكات بين الجيش ومتمردي الدعم السريع إلا ان كينيا أبقت على سفيرها في الخرطوم لشهر ونصف الشهر حتى أكمل -على ما يبدو -مهام الحرب وآثارها السريعة المباشرة من تغطية وتسهيل خروج بعض قيادات التمرد وأسرهم !

ارتباط كينيا الوثيق بملف التمرد لم ينته بخروج السفير ولكنه استمر بالإبقاء على ضابط الأمن التابع للسفارة الكينية بالخرطوم حتى اليوم وهو يتابع بشكل مباشر مسار العمليات العسكرية ويغذيها متحركا تحت الحماية الكاملة للمتمردين !

ان إستمرار بقاء ضابط الأمن الكيني في الخرطوم رغم الظروف الأمنية المعقدة يعزز حقائق ووقائع تورط بلاده فيما يجري سيما وأنه كان ولا يزال وثيق الصلة بمكتب حميدتي وبعض قادة حركات سلام جوبا المتورطين بشكل واضح ومفضوح في حرب الخرطوم

إن كانت الشراكة التجارية بين حميدتي والرئيس الكيني في نهب ذهب السودان هي من أوصلت الأخير للحكم عبر دفع الأول مال الحملة الانتخابية فإن (إثباتات) السودان اليوم على الدور الكيني في حرب الخرطوم تقوم على ألف دليل ودليل

يعرف عن المسؤولين الكينيين عبر التاريخ أنهم الأقل في معرض النزاهة المالية والأكثر ظهورا والأرخص في سوق بيع وشراء الذمم لذا كانت كينيا ولا زالت مزاد عرض للحركات المتمردة ومحل إقامة قادتهم

ليس أدل على بيع كينيا وشراء حميدتي أكثر من ظهور مستشار الأخير السيد عزت يوسف في لقاء جيبوتي بجواز كيني ومنحه صفة العضو في الوفد الكيني وحضوره الجلسات مع إقامة الوفد الكيني في جناحه الخاص بالفندق وعلى حسابه !

لقد أجلت كينيا قيادات من متمردي الدعم السريع بعضهم من الدرجة الأولى الى نيروبي حيث تأويهم اليوم وتوفر لهم العناية والرعاية بينما أبقت على ضابط أمن بالخرطوم يقدم خدماته وخبراته للتمرد بالخرطوم

لن يكون رفض السودان رئاسة كينيا لمبادرة (إيقاد) هو الرد الوحيد للدور الكيني الواضح في الحرب إضافة الى أدوار دول أخرى بالطبع ولكن الحساب طويل سيبدأ من إيقاد نفسها الى بعض من دول الإتحاد الأخرى

في السابق رعت كينيا تحت الطلب والدفع الغربي والعربي معا حركة قرنق من الجنوب الى نيفاشا وقامت بدورها على أكمل وجه حتى إنفصال جوبا وهاهي تشارك اليوم في خراب الخرطوم!

في ظل الأوضاع الراهنة والأدوار الواضحة لبعض دول الإقليم ما الذي يضير السودان لو قطع العلاقات وطرد أعضاء السفارات المتورطة وأدب عملائها ؟طرد السودان فولكر المبعوث الأممي فما الذي حدث أكثر من كون ان الرجل أصبح ذكرى ووالد راحل لبعض أيتام الأحزاب السودانية ؟!

لن يخسر السودان شيء بذهاب كينيا وذهاب إيقاد نفسها فبعض العلاقات أحمال ذائدة !

ان تواجد أي ضابط أمن تابع لسفارة اي دولة بالخرطوم بل السودان كله في هذا الظرف لا يثير الشكوك فقط لكنه يؤكد تورطها في الدمار والدماء التى تجري

كينيا برة وإيقاد (لمي بقجك) فالسودان كل أفريقيا وأكبر العرب !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *