
مدني _ عزة برس
ألقت السلطات السودانية القبض علي شبكه عناصر تتبع للدعم السريع تعمل بصورة مفرغة للتضليل الإعلامي (Disinformation) في مدينة ودمدني جنوبي الخرطوم، حيث تسكن خلية قوات الدعم السريع في شقة في “حي الدرجة” و تدير بصورة جماعية عددا هائلا من صفحات وحسابات التواصل الاجتماعي لنشر أخبار كاذبة وتحريض ضمن حملة تضليل إعلامي واسعة النطاق.
الجدير بالذكر أن ادارة فيسبوك اتهمت من قبل الدعم السريع بادارة شبكات تضليل إعلامي ذات صلة بشبكات فاغنر وشركات روسية أخرى.
وكانت الحكومة الانتقالية السودانية في العام 2020 شددت العقوبات المتعلقة بالاخبار الكاذبة المخلة النظام العام والتي تندرج تتحتها تهمة التضليل الإعلامي الى السجن سبع سنوات إلا أن معارضة الناشطين التابعين لقوى الحرية والتغيير حالت دون النص على جريمة التضليل الإعلامي، في وقت تزامن فيه هذا الجدل مع اتهام الدعم السريع بالتضليل الإعلامي.
ويقول الكاتب الصحفي مكي المغربي إن القاء القبض دون التقديم لنيابة وقضاء قد يتيح فرصة لاعتبار الأمر هجمة على الحريات الاعلامية، وتسائل مكي عن جدوى الكفاية باجراءات أمنية احترازية باعتبار ان الخرطوم في حالة حرب ولا توجد فيها محاكم، “هذا غير صحيح عدد كبير من الولايات لم تعرف الحرب أصلا والخدمة المدنية بما في ذلك النيابة والقضاء يعملان بصورة اعتيادية”. ويضيف مكي المغربي أن ادارة حملات التضليل الإعلامي اسقطت منطقة غرب افريقيا واقليم الساحل في صراع مرير بين روسيا والدول الغربية وبذلك سقطت ثلاث دول بالكامل في قبضة الشركات الروسية وهي افريقيا الوسطى وبوركينا فاسو ومالي التي يرفع فيها المتظاهرون العلم الروسي ويرفضون الدول الغربية تماما، والغرب من جهته والولايات المتحدة الأمريكية -على وجه التحديد- تدخلت بوساطة في السودان عبر منبر “جدة” تمنح الدعم السريع وحلفاءه وشبكات التضليل الإعلامي فرصة للحياة بعد أن خسروا الرأي العام المحلي تماما.
ويضيف مكي المغربي أنه ومن خلال تواصل مع “مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية” التابع لوزارة الدفاع الأمريكية بالعاصمة الأمريكية واشنطون قبيل اندلاع الحرب وجد تفهما لخطورة حملات التضليل الإعلامي التابعة للدعم السريع ورغبة من المركز في التصدي لها إلا أن “ادارة بايدن” فيما يبدو “تجامل” بعض الدول الثرية على حساب الاستقرار في المنطقة التي تشهد تناميا للنفوذ الروسي.