
بسم الله الرحمن الرحيم
حب الوطن فطري ، والإنسان يتعلق بأرضه التي ولد فيها وعاش عليها ، فأحب نيلها ورمالها وجبالها وخضرتها وقفارها ، لأنها تحمل ذكرياته ، وأحلامه .
وحبه يمتد الى الأرض التي تربى ونشأ عليها فأكل من خيرها وشرب من ماءها ، ومشى عليها وركب .
فبقانون هذا الحب ينبغي أن نعيش سوياً لإشتراكنا فيه ، وإيماننا بمقتضاه .
فعقيدتنا الدينية ، وحبنا لوطننا تلزماننا أن نتعايش ، ويحرمان علينا أن نتناخر ونتقاتل .
إن سفك الدماء والحريق الذي طرأ فجأة في النيل الأزرق ، وكردفان جنوبها وغربها ، لهو أمر عارض ، مفتعل لا صلة له بنشأة المجتمع وتربيته ، فالكل ظل متعايشاً لمئات السنين ليس بينهم إلا المودة في الرحم والجوار في السكن .
*#أحبتي وأهلي في النيل الأزرق وكردفان*:
فلننتبه للفتنة التي لعن الله من أحياها ، وأطر لها وسعى في تمكينها وتعزيزها ( وَالْفِتْنَةُ اَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} _البقرة الاية 217_ .
وأحذروا من سفك الدماء التي هي أعظم عند الله من زوال الدنيا كلها فعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق) أخرجه البيهقي .
فلتعلوا أصواتنا بوقف الحرب وتعزيز السلام وتمكين لغة العيش المشترك ، ولتحل قضايانا بالحوار المفضي للسلام الاجتماعي الذي ننشد .
أحبتي بالنيل الأزرق:
أناشدكم الله والرحم والجوار ، والوطن بوقف نزيف الدماء ، وإخماد نار الفتنة ، وطرد شيطان الكراهية التي لا تقبل الآخر المختلف ، وخلع جلباب القبلية ، وارتداء جلباب الوطن المتنوع أهله ، فقبول التنوع دليل على إيماننا بالتعدد الذي هو آية الله في خلقه ، وموروث فطري لا يقبل التبديل .
نصر_الدين_مفرح_أحمد