تقرير

الجيش.. حماية الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي

الجيش.. حماية الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي

الخرطوم :عزة برس

كان للقوات المسلحة دورها الكبير في إنجاح ثورة ديسمبر، حينما انحازت للشعب السوداني وقامت بحماية الثورة، منذ بيانها الأول بإقتلاع السلطة من حكومة ” البشير ” إلى انضمام الفريق اول عبدالفتاح البرهان للثوار في القيادة العامة ليؤكد استجابة القوات المسلحة لمطالب الشعب،ليعلن بعدها بن عوف تنازله عن منصبه بعد يوم من عزل ” البشير” ليخلفه البرهان في رئاسة المجلس العسكري الانتقالي.
وقد لعبت القوات المسلحة دورا هاما في نجاح ثورة ديسمبر وانحازت لمطالب الشعب المشروعة في “11”ابريل واستطاعت بجدارة الحفاظ على كيان الدولة، وحماية وإنجاح الثورة، بالدفاع عن الثوار والحفاظ على الشعب، وتمكنت قوات الجيش خلال تلك الفترة العصيبة من التعامل بأعلى درجات الانضباط الوطني مع أحداث الثورة٬ أو من خلال إدارة المرحلة الانتقالية التي تلتها.

وفي ذات السياق، تلقت القوات المسلحة اشادات واسعة من رئيس مجلس الوزراء ، وقادة أحزاب سياسية وناشطين على دورها الكبير في دعم ثورة ديسمبر،وحمايتها للتحول الديمقراطي، وتلاحمها مع الشعب علي مدى التاريخ وإنحيازها له.

بيان البرهان الأول

قال البيان الأول للفريق اول عبدالفتاح البرهان بعد استلامه رئاسة المجلس العسكري الانتقالي  ” أن “القوات المسلحة السودانية ذات الشرف الباذخ ظلت تضطلع بمهام الوطنية منذ إنشائها حتى اليوم هي على ذات العهد حماية للبلاد والمواطنين ورعاية امنهم وحفظ حقهم في الحياة الآمنة الكريمة على امتداد وطننا الحبيب”
وأضاف البيان “الدعوة المفتوحة للحوار لكل اطياف المجتمع السوداني واحزابه ومنظمات المجتمع المدني.مع التأكيد الصارم على وقف اطلاق النار في كل ارجاء السودان، وتجديد الدعوة لحاملي السلاح للجلوس والتحاور للوصول الى اقرار السلام والتعايش السلمي وفق اسس ومعايير جديدة.”

الوثيقة الدستورية” الجيش حامي الوطن وسيادته”

وبعد حالة الشد والجذب بين المجلس العسكري برئاسة البرهان واحزاب الحرية والتغيير، اتفقن الطرقان على التوقيع على الوثيقة الدستورية التي رسمت طريقة حكم البلاد وجعلت الجيش شريكاً أصيلا وحامياً للتحول الديمقراطي .
و بحسب الوثيقة، ، فإن الفصل الحادي عشر يتحدث عن أن القوات المسلحة مؤسسة عسكرية وطنية حامية لوحدة الوطن وسيادته تتبع للقائد العام للقوات المسلحة وخاضعة للسلطة السيادية له.

حماية التحول الديمقراطي

وقال رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق اول عبدالفتاح البرهان، أن الجيش صَنَع التغيير وإن القوات المُسلّحة ملتزمة بحماية ثورة ديسمبر إلى أن تبلغ أهدافها ومراميها ، وانها لن تخذل الشعب أبداً ، وستظل عصيّة على كل إستهداف ، وأنها إنحازت إلى جانب الشّعب من مُنْطلَق واجباتها الوطنية ، وانها تعمل على إعلاء قيمة المواطن.
وقال البرهان “مؤمنون بالتحول الديمقراطي وشعارات الثورة وأهداف الفترة الانتقالية للمضي لمستقبل يؤسس لدولة مدينة ديمقراطية يختارها الشعب السوداني … ونحن (القوات المسلحة) مكلفون بحراسة البلد
وأضاف البرهان “إننا نحافظ على البلد مثل مثلما استلمناه بحيث نسلمه للأجيال المقبلة بما يحقق تطلعات الشباب الذي خرج ينادي بالحرية والسلام والعدالة”، لافتا إلى أنه “لا يوجد أي جهة تستطيع إبعادها (القوات المسلحة) من المشهد … نحن حامون الانتقال هذا ومن يريد خطف البلد”

.ومن جهته، قال الفريق أول ركن محمد عثمان رئيس هيئة أركان الجيش، أن القوات المسلحة تقوم بالواجبات الدستورية المنصوص عليها في دساتير السودان جميعها، الدائم منها والمؤقت، قائلاً :نحن مسؤولون وقائمون ومكلفون وفقا للدستور، بحماية هذا الوطن، أرضه وشعبه ودستوره، حتى تعبر البلاد بهذا الانتقال إلى المرحلةالديمقراطية، آمنة وموحدة ومستقرة.
وشدد عثمان ، على أن الجيش لعب دورا أساسيا في عملية التغيير الذي حدث في البلاد واستطاع العبور بها إلى بر الأمان رغم ما تعرض له من حملات التشكيك التي لم يلتفت إليها.
ولفت إلى ثقة الشعب في الجيش، وقال إن الجيش ولاؤه للوطن وواجبه حماية ترابه ودستوره ومكتسبات شعبه والانحياز لإرادته.

المحافظة على الديمقراطية

وقال رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك عقب تصدى الجيش لمحاولة انقلابية فاشلة على السلطة المدنية : أن قوة الجيش السوداني ووحدته، تعني القدرة على حماية الأرض، والمساهمة في المحافظة على الديمقراطية، والذود عن حياض الوطن.
وأشاد حمدوك بدور لقوات المسلحة و كشفها المبكر لمخطط الانقلاب ودحره، وأكد أهمية وضرورة تحصين الفترة الانتقالية من خلال تقييم الفترة الماضية بشفافية ووضوح وبذل المزيد من الجهد لتوحيد قوى الثورة والحواضن السياسية وتمتين الشراكة بين العسكريين والمدنيين وإكمال مؤسسات الانتقال بما يحقق أهداف الفترة الانتقالية والاستحقاق الدستوري

أكبر حزب يجمع السودانيين

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بكرى المدني ان معادلة بقاء الدولة السودانية مرتبطة بوجود الجيش واستمراره كجيش وطني وقومي ظل محافظا على قوته ووحدته وتماسكه منذ أن كان قوة دفاع السودان و الى الآن ما كسرته حروب الواجب الخارجية ولا الحروب الداخلية المفروضة عليه ولا المغامرات العسكرية التي تمت بإسمه وسوف تستمر الدولة السودانية ما استمر الجيش محافظا على نفسه وسمته كأكبر حزب يجمع السودانيين ويجتمعون حوله وعوامل تحقيق ذلك في الحاضر واضحة وجلية
ويضيف المدني ان الجيش حامي التحول الديمقراطي، وهو يعمل على لمحافظة على الفترة الإنتقالية والوقوف على مسافة واحدة من الجميع ارتكازا على أهداف وشعارات ثورة ديسمبر وصولا لمرحلة الانتخابات العامة في التزام كامل وواضح بذلك
وتابع المدني : أن ثقة الشعب في الجيش تزادا يوماً بعد آخر بأنه حارس الأرض والعرض، وأن الشعب يهديه مزيدا من الثقة والاطمئنان والبقاء إلى جواره والوقوف إلى جانبه مهما تعددت القوات وتمددت على الأرض إذ ليس على الأرض لا اليوم ولا غدا الا الجيش حامي الوطن و التحول الديمقراطي

صمام امان التحول الديمقراطي

قال الفريق إبراهيم حامد عيسى، رئيس الأركان بالجبهة الثالثة تمازج أن القوات المسلحة كمنظومة لها تاريخها النضالي و تضحياتها الوطنية في مختلف المواقف التي مرت بها البلاد و يأتي ذلك لأنها الضامن الوحيد للخروج بالبلاد إلى بر الأمان
و أشاد الفريق إبراهيم حامد بجهود المؤسسة العسكرية في تأمين وسلامة المتظاهرين خلال الفترة السابقة حيث نالت وإعجاب العديد من التقارير الدولية الرسمية والإعلامية، التي رأت أن الجيش لعب دور “وسيط الخير” في الأحداث الدامية التي وقعت عقب ثورة ديسمبر المجيدة .
و أضاف “أن قيادة القوات المسلحة السوانية تصرفت بتعقل في هذه المرحلة حيث إنها امتنعت عن استخدام القوة ضد المتظاهرين، وأن الجيش لم و لن يدخل في نزاع مع الشعب ، فهم يفسحون المجال أمام المواطنين حتى يقوموا بالتعبير عن أنفسهم لا أكثر .
و دعا الفريق عيسى كافة قوى الثورة إلى ضرورة الالتفاف حول مبادئ وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة و تشجيع المؤسسة العسكرية للقيام بدورها تجاه حماية الحكم المدني الديمقراطي

“الحارس مالنا ودمنا”

قال الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي محمد عبدالقادر أن القوات المسلحة ستظل الصخرة التي تتحطم عليها كل محاولات النيل من سوداننا العملاق المتماسك، المعتد بجيشه والمؤمن بان المؤسسة العسكرية هي اكبر حزب يلتف حوله الناس حين الباس واحمرار الحدق.. ( ساعة الكوع يحمي و(يحر الدواس) .
وأضاف عبدالقادر :بعض الساسة اصحاب الولاءات الموزعة بين المطامح الشخصية والولاءات الاجنبية يلجاون للجيش ابتغاء للتغيير وسعيا لكراسي السلطة، وما ان يحدث الانتقال حتي يحرضون عليه ويعتبرونه شوكة في حلق الديمقراطية مثلما يحدث الان.
ويمضي محمد في افادته قائلاً :أن الجيش السوداني ضرب امثلة رائعة علي مر التاريخ في تسلم الاوضاع وهي علي حافة الانهيار او بعد ذلك واعادتها بعد تحقيق الاستقرار والحقيقة التاريخية الماثلة تقول ان الساسة عادة ما يتلاعبون ويفسدون وتنتهي مغامراتهم كالعادة باللجوء للجيش حتي يرتب المشهد ويعيد الامور الي نصابها الصحيح..
وأردف محمد سيظل الجيش السوداني عصيا علي محاولات العبث بوجوده ومقدراته ودوره في المحافظة علي حدود الخريطة وتامين الشعب السوداني، لا اشك مطلقا ان مخططات النيل من قواتنا الباسلة تؤذي كل من في دمه ذرة وطنية، الجيش اخر في ايدينا للحفاظ علي ما تبقي من وطن..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *