
القاهرة – أمل أبوالقاسم
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أن علاقة مصر والسودان تمثل نموذجًا فريدًا لما يُعرف بـ”قدر الجغرافيا”، موضحًا أن ما يجمع البلدين يتجاوز الحدود السياسية إلى روابط العروبة والتاريخ والنهر والحضارة الممتدة عبر آلاف السنين.
جاء ذلك خلال حديثه صباح اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، خلال تكريم مبادرة إسناد الداعمة للسودانيين المتأثرين بالحرب لعدد من الشخصيات والشركاء.
وقال أبوالغيط، الذي أمضى أكثر من ستين عامًا في حقل العلاقات الدولية، إن عبارة “قدر الجغرافيا” لم تجد تجسيدًا أوضح من العلاقة بين مصر والسودان، التي تجمعهما خطوط تماس ومحاور حضارية وإنسانية متجذرة، مؤكداً أن ما يجمع الشعبين هو مصير مشترك وماء واحد.
وأشار إلى مواقف مصر التاريخية الداعمة للسودان، مستشهداً بما حدث خلال فترات حرجة عندما استضاف السودان الآلاف من الضباط المصريين بعد انتقال الكلية الحربية إلى السودان بعيدًا عن تهديدات العدوان الإسرائيلي، قائلاً إن ذلك الموقف لا يمكن نسيانه.
وأضاف الأمين العام أن استضافة مصر لملايين السودانيين في ظل الحرب هو أمر طبيعي نابع من عمق الروابط بين الشعبين، وقال: “قدر الوادي، قدر الجغرافيا، والعروبة، والنهر الواحد، يجمع مصر والسودان إلى الأبد.”
وفي حديثه عن الوضع الراهن في السودان، شدد أبوالغيط على خطورة أي ممارسات تؤدي إلى تفكيك مؤسسات الدولة، قائلاً:
“إقامة المليشيات في أي مجتمع تمثل خطراً بالغاً، لأنها تمنح القوة لمن لا يمتلك الشرعية، فالسلطة يجب أن تبقى في يد الجيش والحكومة.”
ودعا أبوالغيط إلى بذل كل الجهود لإنهاء الحرب وتهيئة الظروف لعودة السودانيين إلى بلادهم، مؤكداً أن جامعة الدول العربية ستظل مظلة للعمل المشترك بين البلدين.
وفي ختام كلمته، عبّر عن اعتزازه بمبادرة “إسناد” وما تقوم به من جهود إنسانية لدعم السودانيين، قائلاً: “أنتم إخوة دم ومصير، فكيف لا تكونون إخوة للسودانيين؟ كل التحية والتقدير لكم، ومقر الجامعة تحت أمركم في أي وقت.”











