هاجر سليمان تكتب : تفاصيل صادمة في قضية مستندات دينكا أبيي
عمليات تزوير وتجنيس لجنوبيين من جهات تخرق الأمن الوطني..

فور انتشار عمودنا الذي نشرناه أمس الأول، تلقينا اتصالات هاتفية عديدة وتفاعل قطاع كبير بالمجتمع مع القضية. ولكننا تلقينا اتصالاً هاتفيًا من سعادة المقدم عمر أروب ملوال دينق مشرف الرقم الوطني بالمجلس الأعلى لتنسيق شؤون دينكا أبيي. الرجل تحدث بأدبٍ جم ومدنا بجميع المستندات التي تكشف أخطر عمليات تزوير تقوم بها جهات تسعى لخرق أمن السودان.
بحسب إفادات عمر أروب فإنّ البطاقات الصادرة لعددٍ كبيرٍ من الجنوبيين ليسوا من دينكا أبيي ليست صادرة من دينكا نقوك، لافتًا إلى أنهم هم المسؤولين عن منح إفاداتٍ لأبناء عشائرهم، مشيرًا إلى أن تلك البطاقات صادرة من جهاتٍ أخرى قامت بتزويرها. وأضاف أنه قام بإبلاغ الدولة على أعلى مستوياتها بذلك دون استجابة. وأضاف بأن أصحاب تلك البطاقات لا علاقة لهم بدينكا نقوك.
في محور حديث الرجل، أثنى على إدارة شؤون الأجانب وقال إنّها الجهة الوحيدة التي استجابت لهم وتتعامل بالتنسيق التام معهم، حيث تقوم بالتأكد من أي مستند لأي جنوبي.
أخطر ما قاله عمر إنّ التزوير الذي يحدث يتم بعلم الحكومة، حيث إنه أخطر جهاز المخابرات ووزير الداخلية ومدير السجل المدني والأجانب وكل القادة بغرض إيقاف تلك الجهات ولكن كل الجهات التي أبلغها تعاملت بسلبيةٍ إزاء الموضوع دون أن تحرك ساكنًا.
الخطير والمثير جدًا أن الرجل أبلغني بأنه اكتشف أن هنالك جنوبي من دينكا أويل كان يعمل بولاية القضارف، وإنهم قاموا بترحيله جبريًا حتى أوصلوه إلى منطقة جودة حيث معسكرات اللاجئين الجنوبيين. ولكنهم تفاجأوا بمسؤول (والٍ) معروف قام بالاتصال بذلك الأجنبي وطلب منه العودة ووجه بعدم اعتراضه وإعادته، مؤكدًا بأنه لا زال متواجدًا الآن بالسودان ويعمل لحساب ذلك المسؤول.
ما يحدث في رأيي الشخصي لا يخرج عن دائرة العمالة. وإنّ الاستعانة بأجنبي أيًا كانت أهميته وأيًا كانت أهمية المسؤول فهو أمرٌ يجعلنا نطالب بإحالة المسؤول للتحقيق لمعرفة الدوافع وراء تصرفه ذلك.
دينكا نقوك أو (أبيي) هم تسعة عشائر معروفة، ويعرفون بعضهم بعضًا. وبحسب ما أفاد الزعيم عمر فإنّ الإفادة التي تستخرج يتم توقيعها وإرسالها لمنسقي الولايات لمزيد من التدقيق والمراجعة. وأضاف أنهم الأكثر تضررًا من تماهي الجنوبيين ومحاولاتهم المستمرة للحصول على مستندات أبيي عن طريق التزوير، لافتًا إلى أنه أصبح أي مجرم جنوبي يُضاف إليهم، ولكنهم يرصدون كل أولئك المجرمين وقادرين على فرزهم والإبلاغ عنهم لإبعادهم.
وبحسب المعلومات، فإنّ المركز الرئيسي متوقف ما اضطر دينكا أبيي لاستخراج إفاداتٍ لمنسوبيها تثبت أنهم مواطنو دينكا أبيي، مشددًا على ضرورة أن يعاقب كل من يقوم بتزوير مستنداتهم.
المعلومة الصادمة التي أدلى بها المقدم عمر هي أن هنالك جنوبي لا علاقة له البتة بدينكا نقوك أو أبيي كلها، وإنه من قبيلة الرئيس سلفاكير، وحاليًا برتبة مساعد يتبع لإحدى القوات النظامية السودانية ولا زال بالخدمة، وهو الآن من يقوم ببيع مستندات وبطاقات لبقايا الجنوبيين. وأضاف بأن الرجل يحمل بطاقة مزيلة بإدارية منطقة أبيي منحت له بحجة أنه عمدة عشيرة ومنحت له دون الرجوع لأصحاب الشأن.
ما نقله المقدم عمر أروب أمرٌ خطيرٌ للغاية. نطالب السلطات بالتحقيق فيه، أو أنه فعلاً هنالك غرض من وراء تجنيس الجنوبيين حتى ولو عن طريق المستندات المزورة. وإلّا، ما السر في الاحتفاظ بنظامي أجنبي يتبع لقبيلة رئيس دولة داعمة لأعداء البلاد؟! إلا لو كان هنالك أمر غير سليم واختراق لبلادنا.
سنواصل وبطرفنا مستندات مزورة بالجملة