الأخبار

من السجن إلى القصر الرئاسي: من هو الحاكم العسكري الجديد في مدغشقر؟

وكالات _ عزة برس

إذا كنت قد سألت عن الكولونيل مايكل راندريانيرينا في جزيرة مدغشقر قبل عطلة نهاية الأسبوع الماضية، لربما نظر إليك الناس باستعجاب!

إلا أنه في غضون 3 أيام فقط، أصبح راندريانيرينا على ما يبدو أقوى شخص في البلاد.

وقد بدأ صعود راندريانيرينا المفاجئ يوم السبت الماضي، عندما قاد، بصفته رئيس وحدة الجيش النخبوية “كابسات” في مدغشقر، قواته إلى وسط العاصمة، منضماً إلى آلاف المتظاهرين الذين طالما طالبوا باستقالة الرئيس.

وبعد أن فرّ أندري راجويلينا في نهاية المطاف من المدينة وصوّت أعضاء البرلمان لعزله، وقف راندريانيرينا، البالغ من العمر 51 عاماً، أمام القصر الرئاسي الخالي وأعلن لوسائل الإعلام العالمية أن وحدة “كابسات” باتت تتولى السلطة.

ثم أعلنت المحكمة الدستورية أنه الحاكم الجديد للبلاد، على الرغم من أن الرئيس المخلوع لا يزال يصرّ على أنه ما زال في السلطة.

ويحمل راندريانيرينا هالة نادرة من الغموض، فبالنسبة لقائد أقوى وحدة عسكرية في البلاد، هناك القليل من المعلومات عنه متاحة للجمهور.

وما نعرفه هو أنه وُلد في سيفوهبوتي، وهي قرية في منطقة أندروي الجنوبية.

ثم أصبح راندريانيرينا رئيس كتيبة مشاة في مدينة توليارا، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2022.

وكان ناقداً صريحاً لراجويلينا، وهو رجل أعمال تولى السلطة عبر انقلاب في 2009، وتنحّى في 2013، ثم عاد بعد 5 سنوات بعد فوزه بالانتخابات.

وكان قد تم سجن راندريانيرينا في سجن شديد الحراسة دون محاكمة في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023، لتهمٍ تتعلق بالتحريض على التمرد والتخطيط لانقلاب.

انقلابات أفريقيا: خلال 20 عاما هذه أبرز الانقلابات التي شهدتها القارة السمراء.
وكانت مجموعات الطلاب وزملاؤه الجنود والسياسيون من بين الذين رأوا أن سجنه كان لأسباب سياسية غير عادلة، وأُفرج عنه في فبراير/شباط من العام التالي.

وقبل ساعات قليلة من إعلانه توليه الحكم في مدغشقر يوم الثلاثاء، قال راندريانيرينا لبي بي سي إنه مجرد “خادم” للشعب، وقد أظهر سحراً وضيافة وثقة، دون تكبُّر.

ويصفه الصحفي ريفونالا رازافيسون، وهو من مدغشقر، بأنه “بسيط لكنه قوي”، و”صريح” و”وطني”.

ولدى راندريانيرينا بالتأكيد أفكار عن بلاده وكيف لا تزال متأثرة بفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة حتى عام 1960.

وعندما عُرض عليه الرد على أسئلة بي بي سي بالفرنسية، وهي إحدى اللغات الرسمية في مدغشقر، رد راندريانيرينا: “لماذا لا يمكنني التحدث بلغتي، الملالغاشية؟” وأضاف أنه لا يحب تمجيد اللغة الاستعمارية.

وقال قائد وحدة “كابسات” لوسائل الإعلام المحلية إن أولويته المستقبلية ستكون “الرفاهية الاجتماعية”، وهي قضية مُلِحّة في بلد يعيش فيه نحو 75 في المئة من السكان تحت خط الفقر.

وأوضح أن الجيش سيحكم لمدة تصل إلى عامين جنباً إلى جنب مع حكومة مدنية قبل إجراء انتخابات.

وأخبرت مصادر وكالة رويترز أن راندريانيرينا سيؤدى اليمين الدستورية خلال اليومين المقبلين، وهي مراسم ستشكل خاتمة لأيام عاصفة حوّلت الرجل الغامض إلى الضابط الذي يتحدث عنه الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *