الأخبار

تحركات رسمية لإعادة التيار تدريجيًا بالعاصمة

متابعات _ عزة برس

أعلنت شركة الكهرباء عن خطة زمنية تمتد لشهرين تهدف إلى إعادة التيار الكهربائي تدريجياً إلى كافة أحياء ولاية الخرطوم، مؤكدة أن الإمداد الكامل سيُستعاد خلال هذه الفترة بعد الانتهاء من استبدال المحولات التالفة وصيانة شبكتي الضغط العالي والمنخفض. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود حكومية لإعادة الخدمات الأساسية إلى العاصمة السودانية بعد أشهر من الانقطاع شبه الكامل، وسط تحديات لوجستية وأمنية أثرت على البنية التحتية للطاقة في الولاية.

خطة فنية
وأوضح المدير العام لشركة الكهرباء، المهندس عبد الرحمن الطيب، أن عمليات إعادة التيار الكهربائي تسير وفق خطة فنية متكاملة تشمل تقييم الأضرار التي لحقت بمحطات التوليد وخطوط النقل، إلى جانب تنفيذ أعمال الصيانة اللازمة قبل الشروع في إعادة التوصيل التدريجي للأحياء السكنية والمنشآت الحيوية. وأكد الطيب أن الفرق الهندسية تعمل بوتيرة متسارعة لتجاوز العقبات الميدانية، مشيرًا إلى أن إعادة التشغيل ستتم وفق أولويات تضمن وصول الكهرباء إلى المرافق الحيوية والمناطق الأكثر تضررًا.

دعم طارئ
وفي سياق متصل، عقدت اللجنة العليا للطوارئ اجتماعًا ميدانيًا للوقوف على الجهود المبذولة من قبل شركة الكهرباء في قطاعي النقل والتوزيع، حيث استعرضت اللجنة سير أعمال الصيانة الجارية للمحطات والخطوط، بالإضافة إلى الإجراءات المتخذة لتوزيع الحمولات الكهربائية بشكل متوازن يضمن استقرار الشبكة. وأشادت اللجنة بالتقدم المحرز في عمليات إعادة التأهيل، مؤكدة أهمية التنسيق بين الجهات المعنية لتسريع وتيرة العمل وتجاوز التحديات الفنية واللوجستية.

خسائر المحولات
من جانبه، كشف عضو مجلس السيادة ورئيس اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم، أن الولاية تحتاج إلى أكثر من 14 ألف محول كهربائي موزعة على الأحياء المختلفة، بعد أن تعرضت هذه المحولات للتلف أو النهب خلال فترة سيطرة قوات التمرد على العاصمة. وأوضح المسؤول أن هذه الخسائر تمثل تحديًا كبيرًا أمام جهود إعادة التيار، خاصة في ظل محدودية الموارد وصعوبة تأمين المعدات المطلوبة في وقت قصير، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لتوفير البدائل وضمان استمرارية العمل.

انقطاع واسع
وتعيش ولاية الخرطوم حالة من الانقطاع شبه الكامل للكهرباء، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 60% من الأحياء لا تزال في ظلام تام نتيجة عدم عودة التيار. وتبذل السلطات جهودًا مكثفة عبر اللجنة العليا برئاسة الفريق إبراهيم جابر، التي تم تشكيلها بقرار من رئيس مجلس السيادة، بهدف إعادة الخدمات الأساسية إلى الولاية. وتشمل هذه الجهود التنسيق مع الجهات الفنية، وتوفير المعدات، وتحديد أولويات التوصيل، وسط مطالب شعبية متزايدة بالإسراع في تنفيذ الخطة.

مساهمة شعبية
في جنوب الخرطوم، وتحديدًا في أحياء الكلاكلة، أفاد مواطنون بأنهم توجهوا إلى رئاسة شركة الكهرباء للاستفسار عن موعد عودة التيار، إلا أن المسؤولين هناك أبلغوهم بأن الحل الوحيد يكمن في المشاركة المجتمعية لشراء محول كهربائي، يبلغ سعره أكثر من 8 مليارات جنيه سوداني. هذا الطرح أثار جدلًا واسعًا بين السكان، الذين اعتبروا أن تحميلهم تكلفة إعادة الخدمة يمثل عبئًا إضافيًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، مطالبين الحكومة بتحمل المسؤولية الكاملة في توفير البنية التحتية للطاقة.

وصول محولات
وفي خطوة عملية ضمن جهود إعادة التيار، نشرت المنصة الإلكترونية التابعة لحكومة ولاية الخرطوم صورًا تظهر وصول جرار محمّل بعدد من المحولات الكهربائية الجديدة إلى الولاية. وأوضحت المنصة أن هذه المحولات سيتم توزيعها على الأحياء المتضررة خلال الأيام المقبلة، في إطار خطة إعادة التأهيل التي تنفذها السلطات المحلية بالتعاون مع الجهات الفنية. وتُعد هذه الخطوة مؤشرًا على بدء تنفيذ المرحلة الميدانية من خطة إعادة الكهرباء، وسط ترقب شعبي واسع لنتائج ملموسة على الأرض.

عين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *