
الفاشر – عزة برس
أدان المرصد الحقوقي لهيئة شباب دارفور في بيان صدر الجمعة، المجزرة المروّعة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع باستهداف مسجد بأحد أحياء مدينة الفاشر أثناء صلاة الفجر، ما أسفر عن سقوط أكثر من أربعين شهيدًا بينهم شخصيات بارزة مثل ملك دار سويني ملك شريف آدم طاهر، والدكتور عمر إسحق سلك، إلى جانب عشرات الجرحى.
ووصفت الهيئة الجريمة بأنها “حلقة في مسلسل الإبادة الممنهجة ضد شعب دارفور”، مشيرة إلى أن “بصمات الدعم السريع واضحة”، مع اتهام أطراف خارجية بمدّ المليشيا بالسلاح والمال.
مطالب عاجلة:
فتح تحقيق دولي مستقل.
فرض رقابة على خطوط الإمداد ومنع تدفق السلاح والمرتزقة.
حماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية.
محاسبة كل من تورط في الجرائم، منفذًا أو ممولًا أو متواطئًا بالصمت.
وختم البيان بالتأكيد أن “دماء المصلين لن تذهب هدراً، وصمت المجتمع الدولي سيظل وصمة عار في جبين الإنسانية”، مشددًا على استمرار التوثيق وتسليم الأدلة للجهات الحقوقية والإعلامية.
نص البيان :
المكان: مدينة الفاشر – دارفور
التاريخ: الجمعة 19 سبتمبر 2025
نص البيان
في فجرٍ دامٍ جديد، امتدت يد الغدر لتستهدف بيتاً من بيوت الله في مدينة الفاشر، حيث اجتمعت الأرواح الطاهرة على الصلاة، فصعدت منها أرواح الشهداء إلى بارئها برصاص وصواريخ غادرة. إنّ استهداف مسجد الحي أثناء صلاة الفجر ليس مجرد جريمة قتل، بل جريمة بحق الإيمان والإنسانية جمعاء.
لقد ارتقى أكثر من أربعين شهيداً، وجرح العشرات، بينهم:
الشهيد/ ملك شريف آدم طاهر (ملك دار سويني)
الشهيد/ د. عمر إسحق سلك
الشهيد/ أحمد علي آدم (أحمدو)
الشهيد/ حبيب إبراهيم عبد الرحمن
الشهيد/ مهدي أبو الزاكي
إلى جانب ثُلّة من المصلين الذين خُطفوا وهم بين يدي الله.
إنّ هذه الجريمة تحمل بصمات مليشيا الدعم السريع، التي حوّلت دور العبادة إلى ساحات للقتل، والبيوت الآمنة إلى مقابر. وهي ليست حادثة معزولة، بل حلقة في مسلسل طويل من الإبادة الممنهجة التي تُرتكب بحق شعب الفاشر ودارفور بأكملها.
إنّ الأصابع الخارجية واضحة، فالسلاح الذي يُمزّق أجساد الأبرياء لا يُصنع في الفاشر، والتمويل الذي يُغذي هذه الآلة لا يأتي من فراغ. إنّ صمت المجتمع الدولي على تدفق السلاح والمرتزقة، وغضّ الطرف عن الدول التي تمد المليشيا بالمال والعتاد، هو مشاركة صريحة في الجريمة، وتواطؤ يرقى إلى مستوى الشراكة في الدم.
مطالبنا
1. فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل في جريمة مسجد الفاشر وسائر جرائم الإبادة.
2. فرض رقابة صارمة على خطوط الإمداد ومنع تدفق السلاح والمرتزقة.
3. حماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية عاجلة.
4. محاسبة كل من تورّط في هذه الجرائم، منفذاً كان أم ممولاً أم صامتاً متواطئاً.
كلمة أخيرة
نُعلنها للعالم: دماء المصلين لن تذهب هدراً، وصمت الأقوياء وصمت المؤسسات الدولية سيبقى وصمة عار في جبين الإنسانية. سنواصل التوثيق، وسنُسلّم كل الأدلة، ومنها الفيديو المرفق لهذه الجريمة، إلى الجهات الحقوقية والإعلامية حتى يعلو صوت الحقيقة فوق ضجيج الباطل.
المرصد الحقوقي – هيئة شباب دارفور
الفاشر – دارفور
الجمعة 19 سبتمبر 2025
🌍 English Translation — Statement of Condolence and Condemnation
Darfur Youth Human Rights Observatory
Location: El-Fasher, Darfur
Date: Friday, 19 September 2025
Statement
At the break of a bloody dawn, the hand of treachery struck once again, targeting a House of God in the city of El-Fasher. As worshippers gathered in prayer, their pure souls ascended to their Creator, taken by treacherous bullets and rockets. The targeting of the neighborhood mosque during the dawn prayer is not merely a crime of murder; it is a crime against faith and humanity as a whole.
More than forty martyrs were killed and dozens injured, including:
Martyr Malik Sharif Adam Tahir (King of Dar Suwini)
Martyr Dr. Omar Ishaq Silk
Martyr Ahmed Ali Adam (Ahmedo)
Martyr Habib Ibrahim Abdulrahman
Martyr Mahdi Abu Al-Zaki
Alongside a number of worshippers who were struck down while standing before God.
This heinous crime bears the fingerprints of the Rapid Support Forces militia, which has turned places of worship into killing fields and safe homes into cemeteries. It is not an isolated incident, but part of a long series of systematic genocide being carried out against the people of El-Fasher and all of Darfur.
The foreign fingerprints are evident: the weapons that tear apart innocent bodies are not manufactured in El-Fasher, and the funds that fuel this killing machine do not come from nothing. The silence of the international community regarding the flow of weapons and mercenaries, and its turning a blind eye to the states supplying this militia with money and equipment, constitute direct complicity in these crimes — complicity that amounts to partnership in blood.
Our Demands
1. An urgent and independent international investigation into the El-Fasher mosque massacre and all acts of genocide.
2. The imposition of strict monitoring of supply lines to prevent the flow of weapons and mercenaries.
3. Protection of civilians and the immediate opening of humanitarian corridors.
4. Accountability for all perpetrators of these crimes, whether as executors, financiers, or complicit by silence.
Final Word
We declare to the world: the blood of the worshippers will not be in vain. The silence of powerful states and international institutions will remain a stain of shame on the conscience of humanity. We will continue documenting, and we will deliver all evidence — including the attached video of this massacre — to human rights bodies and independent media so that the truth may rise above the noise of falsehood.
✒️ Darfur Youth Human Rights Observatory
📍 El-Fasher, Darfur
📅 Friday, 19 September 2025
تأتي هذه الجريمة في سياق تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين في دارفور منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث تعرّضت القرى والأسواق ودور العبادة لسلسلة من الهجمات الممنهجة. وكان مسجد “كتم” قد شهد العام الماضي حادثة مشابهة، بينما تشير تقارير منظمات حقوقية إلى أنّ استهداف أماكن العبادة بات أسلوبًا متكرّرًا لبثّ الرعب وضرب النسيج الاجتماعي، ما يفاقم الأزمة الإنسانية التي تُصنَّف من بين الأسوأ عالميًا.