المقالات

منصة .. أشرف إبراهيم يكتب: حضور السودان في المشهد الأفريقي.. العمل “الزين” لتجاوز تركة العهد “الشين”

*لسنا في حاجة إلى التذكير بأهمية حضور السودان في المشهد الأفريقي لما لذلك من تأثير إيجابي مهم لصالح السودان ومصالح شعبه َوتعزيز دوره الإقليمي والدولي، وقد كان السودان المدخل الأساسي للصين وروسيا إلى عمق القارة الإفريقية لموقعه” الجيوسياسي” وتأثيره في الدول الإفريقية لعدة عوامل وأسباب كانت تشكل نقاط قوة له.
*وقد استمر الدور الفاعل والتأثير الذي كان يتمتع به السودان أفريقياً حتى عهد قريب ماقبل تغيير نظام الإنقاذ، وسابقاً للإنقاذ كان السودان داعماً لحركات التحرر الأفريقي ومؤثراً وملهماً للشعوب وقادراً على التأثير في الأنظمة ومساهماً بدرجة كبيرة في تأسيس العديد من المنظمات الأفريقية المهمة ومن بينها منظمة الوحدة الأفريقية التي تحولت إلى الاتحاد الأفريقي وكذلك منظمة أجهزة الأمن والإستخبارات الأفريقية “السيسا”.
*وشكّل السودان في الفترة الماضية حضوراً موثراً في النقابات الأفريقية والصحافة في أفريقيا وحقق نجاحاً وتشبيكاً ممتازاً مع عدد كبير من دول القارة في هذه المجالات وعبرها ناهض المحكمة الجنائية الدولية والمنظمات الدولية المسيسة التي تستهدف زعماء القارة وأستطاع أن يقود ويصنع رأي عام رسمي وشعبي في أفريقيا ضد التدخلات الغربية السالبة مامكنه أن يكون موثراً إيجابياً في محيطه الإقليمي الأفريقي .
*وكان لايزال يحتضن السودان الملايين من الشعوب الأفريقية ومن يلجأون إلى أراضيه بسبب الحروب أو البحث عن كسب العيش وفرص العمل رغم أزماته المتعددة.
*في عهد قحت الذي أشرت اليه في عنوان الزاوية بالعهد “الشين”، كان التراجع الكبير والتنازل عن دور السودان في أفريقيا ولم يحدث ذلك صدفة بل بتواطؤ مقصود وعمالة لصالح جهات خارجية لإبعاد السودان عن الاتحاد الأفريقي وعن التأثير والتقارب مع دول القارة الأفريقية، ونجحوا في مساعي الخراب بتجميد عضوية السودان وتأليب عدد من العواصم الأفريقية.
*عهد قحت الحافل بالخيانة والتواطؤ كشف عن توجهه المعادي لكرامة وسيادة وريادة البلاد باكراً بخطابه إلى الأمم المتحدة من وراء ظهر قيادة الجيش وطلب البعثة الدولية الذي تمت صياغته في مكتب السفير البريطاني الأسبق بالسودان عرفان صديق، وأرسله حمدوك إلى الأمم المتحدة، وكانت البعثة الأممية بقيادة فولكر واحدة من أسباب الحرب التي اندلعت في السودان وما برحت،ولا تزال “قحت” في أثوابها المتلونة “تقدم” “صمود” “تأسيس” تواصل في التآمر ومحاولات قطع الطريق على عودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي.
*الشاهد أن الحكومة بدأت التحرك في هذا الملف بقوة، وهنالك محاولات وجهود حثيثة تبذل من البعثة الدبلوماسية السودانية في الاتحاد الأفريقي بقيادة سفيرنا الهمام سعادة السفير الزين إبراهيم لترميم العلاقة مع الاتحاد الأفريقي رغم التركة المثقلة والمطبات والمتاريس التي وجدها أمامه من العهد المقبور.
*يكافح السفير الزين بعمل كبير و”زين” لتجاوز تركة ومخازي العهد “الشين”،يتحرك السيد السفير بأكثر من ماهو متاح من هامش مناورة للسودان ،حيث أن القرار كان يجب أن ينتهي ويعود السودان تلقائياً للإتحاد الأفريقي كما في حالات مماثلة لدول تم تعليق عضويتها وسمح لها بالعودة وفق إجراءات محددة فعل السودان مثلها وأكثر.
*جهود السفير الزين مع الإتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن الأفريقي والمفوضيات التابعة للإتحاد متواصلة رغم تعليق العضوية، وتكللت بالإدانة الواضحة ورفض حكومة المليشيا الإفتراضية والتحذير من تقويض الأمن والسلم وتقسيم السودان وكذلك فتح نوافذ الحوار بشأن عودة السودان للإتحاد.
*على الحكومة في كل مستوياتها مجلس السيادة ورئيس الوزراء تعزيز مجهودات السفير الزين والتحرك نحو الاتحاد الأفريقي والمطالبة بعودة السودان لوضعه الطبيعي والاعتذار للشعب السوداني عن التواطؤ الذي تم بالتماهي مع مطالب مجموعات سودانية منبتة ومعزولة عن الشعب ولتواطؤ بعض الشخصيات النافذة في مفوضيات الاتحاد الأفريقي في وقت سابق مع أجندات دولة الأمارات وتحت تأثير أموالها .
*َونعيد التذكير بأهمية زيارة السيد رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس رئيس الحكومة المدنية التي كانت من أهم مطالب عودة السودان ورفع تجميد عضويته ، عليه التعجيل بزيارة إلى مقر الإتحاد الأفريقي وهي زيارة نرى انها تأخرت كثيراً.

*اخر المنصة
*يستحق السفير الزين الشكر على القيام بواجبه وأكثر في الحراك الأفريقي والمنظمات الموجودة في أديس أبابا باعتبارها من المحطات الإقليمية المهمة، وكذلك متابعة قضايا الجالية السودانية في إثيوبيا واللاجئين الذين شردتهم حرب المليشيا مؤخراً، وهي ملفات كثيرة وشائكة تتطلب الكثير من الجهد والمتابعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *