المقالات

رندة المعتصم اوشي تكتب : المرأة السودانية.. صمودٌ لا ينكسر في وجه الحرب واللجوء

ـ يحتفل العالم اليوم بعيد المرأة، ذلك اليوم الذي يُكرِّم نضالاتها ويُسلِّط الضوء على إنجازاتها وتضحياتها. لكن في السودان، لم يكن العيد مجرد مناسبة للاحتفاء، بل كان شاهداً على صبر المرأة السودانية وقوّتها في مواجهة الحرب واللجوء، حيث تحملت أعباءً مضاعفة وأصبحت رمزًا للصمود والتحدي.

ـ لم تكن الحرب عادلة مع المرأة السودانية، فقد دفعت ثمنها غاليًا، إذ فقدت الأبناء والزوج والأب، ووجدت نفسها في مواجهة الحياة بمفردها، بين مرارة الفقدان وقسوة الظروف. ودّعت المرأة السودانية أبناؤها وهم يرحلون إلى جبهات القتال، بعضهم لم يعد، والبعض الآخر عاد محمّلاً بالجراح والبعض محمولاً علي الاكتاف . ومع ذلك، لم تستسلم، بل واصلت النضال، تواسي المكلومين، وتشدُّ من أزر الوطن الجريح.

ـ مع اشتداد وطأة الحرب، اضطرت آلاف النساء إلى النزوح أو اللجوء إلى بلدان أخرى، تاركات خلفهن بيوتًا تهدمت وأحلامًا تبعثرت. ولكن حتى في الغربة، لم تفقد المرأة السودانية بريقها، بل نهضت من بين الركام، وأمسكت زمام المبادرة. امتهنت التجارة البسيطة، عملت في الخياطة، صناعه العطور، حياكه الثياب ووضع اللمسات الجمالية عليها ،الطهي، التدريس، وحتى في الأعمال الشاقة، فقط لتضمن لقمة العيش لأطفالها ولتحفظ كرامة الأسرة من الذل والحاجة.

ـ لم تكن المرأة السودانية مجرد شاهدة على المآسي، بل كانت صانعةً للأمل، تنسج من الألم حياة، ومن الدمار فرصة جديدة. تحملت عبء الأسرة، ربت الأبناء وسط أصعب الظروف، ولم تفقد عزيمتها، بل كانت دائمًا في المقدمة، تصرخ من أجل الحرية، وتناضل من أجل مستقبلٍ أفضل لبلدها وأبنائها.

ـ في يوم المرأة، لا يكفي أن نحتفل بالمرأة السودانية بالكلمات، بل يجب أن نضع أمام العالم صورةً حقيقية لتضحياتها ونضالاتها. يجب أن نرفع أصواتنا من أجل حقوقها، ومن أجل مستقبلٍ يليق بصبرها وكفاحها. المرأة السودانية ليست مجرد أمٍ أو زوجة أو عاملة، بل هي روح الوطن، نبضه الذي لا يموت، ونوره الذي لا ينطفئ.

تحية إجلال واعظام واكبار لكل امرأة سودانية، صمدت رغم الألم، وقاومت رغم الدمار، وواصلت رغم كل شيء.
عام سعيد مفعم بالأمل والحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *