متابعات _ عزة برس
قالت بعثة السودان لدى مجلس الأمن الدولي إن الإمارات العربية المتحدة مستمرة في تقديم العتاد العسكري وإرسال المرتزقة، بالإضافة إلى الأسلحة النوعية المتمثلة في طائرات بدون طيار، إلى قوات الدعم السريع في السودان.
وفي الخطاب الذي تلاه أمام مجلس الأمن الدولي عشية الأربعاء، أكد نائب مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، السفير عمار محمد محمود، ما أسماها “الأدوار الإماراتية الجديدة” لدعم قوات الدعم السريع.
وأوضح محمود أن الإمارات تعد السبب المباشر في عدم الاستقرار في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك إقليم دارفور، من خلال رعاية قوات الدعم السريع وارتكابها جرائم واسعة النطاق، واستهداف المدنيين بشكل ممنهج.
وقال محمود إن المساعدات العسكرية التي قدمتها الإمارات لقوات الدعم السريع تشمل مواد عسكرية صُنعت في دول لديها عضوية في مجلس الأمن الدولي، وهي دول دائمة العضوية.
ولفت نائب سفير السودان لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء، إلى أن الواقع على الأرض يظهر بوضوح أن هناك بعض الدول تنتهك عمدًا نظام العقوبات المفروض من قبل مجلس الأمن، وتنخرط في سلوك عدواني ضد السودان وشعبه.
وأضاف: “دولة الإمارات صعّدت في الأسابيع الماضية من عدوانها ضد السودان باستخدام طائرات دون طيار تنطلق من مطار أم جرس في تشاد لاستهداف مواقع داخل مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، ومدن أخرى في شندي وعطبرة ومروي شمال السودان”.
وأشار محمود إلى أن الطائرات المسيرة المستخدمة بواسطة الدعم السريع تُباع فقط وفقًا للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية بين البلدان. وتابع قائلًا: “تم تزويد قوات الدعم السريع بطائرات مقاتلة صُنعت في صربيا وتُستخدم حاليًا لقصف مخيمات النازحين في إقليم دارفور”.
وقال إن قوات الدعم السريع استخدمت طائرات بدون طيار لتنفيذ ضربات عشوائية في مدينة أم درمان يوم 10 كانون الأول/ديسمبر الجاري، ما أدى إلى مقتل 65 مدنيًا.
وأكد المندوب السوداني امتلاك بلاده معلومات مؤكدة تشير إلى وجود خبراء إماراتيين يشرفون على تدريب عناصر الدعم السريع داخل الإمارات على استخدام الطائرات المسيرة، إضافة إلى التدريب داخل السودان في المناطق الواقعة تحت سيطرة هذه القوات.
وتابع: “تنقل الطائرات من الإمارات عبر شركة (فلاي سكاي أير) لأكثر من 50 رحلة جوية خلال الأسابيع الأخيرة لتزويد الميليشيات بالمعدات والعتاد العسكري”.
ونوّه نائب مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، عمار محمد محمود، إلى أن الشركة المذكورة متورطة في أنشطة مشابهة في السودان وليبيا وأماكن أخرى.
وقال نائب المندوب السوداني إن الإمارات واصلت أنشطتها المعادية وجندت المرتزقة للعمل في صفوف قوات الدعم السريع في حربها داخل السودان. وقدمت الحكومة الكولومبية اعتذارها للسودان على الأنشطة التي نفذتها عناصر كولومبية ومشاركتها في الأعمال العدائية ضد الشعب السوداني.
ورحب محمود بالإجراءات الإيجابية التي اتخذتها بعض الدول لمواجهة التدخل الإماراتي في السودان، وقال إن بلاده تثمن مشروع القرار الذي تقدم به السيناتور الأميركي فان هولين إلى مجلس الشيوخ الأميركي، وكذلك مشروع النائبة سارة جاكوب في مجلس النواب (الكونغرس)، لوقف بيع الأسلحة الأميركية للإمارات العربية المتحدة.
وعبّر نائب مندوب السودان، عمار محمد محمود، عن أمله في أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات قوية وفعالة لضمان وضع حد للعدوان الذي تمارسه الإمارات.
كانت تقارير صحفية وأخرى رسمية قد أشارت إلى تزويد الإمارات قوات الدعم السريع بالسلاح والدعم اللوجستي عبر الحدود الغربية للسودان عقب إنشاءها مطارًا في أم جرس التشادية. الإمارات بدورها تنفي هذا الدور وتقول إنها تسعى للسلام في السودان وأنشأت المطار لدعم جهود الإغاثة.